قالت اللجنة الدائمة للتغذية التابعة للأمم المتحدة على هامش قمة المناخ المنعقدة في كوبنهاغن ان الجوع يودي بحياة سبعة أطفال في الدقيقة بسبب عدم حصولهم على العلاج اللازم. ومن المحتمل أن يودي تأثير تغير المناخ على مسببات نقص التغذية المتمثلة في انعدام الأمن الغذائي والتهديدات الصحية والضغط على الموارد المائية إلى ارتفاع هذا العدد. وقد أفادت اللجنة أنها تهدف لتشجيع وحماية التغذية باعتبارها جزءاً من عملية التكيف مع تغير المناخ وذلك عن طريق "العمل التعاوني" و"بناء الجسور" عبر "الأبعاد والمجالات البيولوجية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية" من أجل "تطوير تحالفات واتحادات لضمان تعزيز الإرادة السياسية والموارد المالية والجهود الإنسانية" في هذا المجال. وأشار أندرو ميتشل، من منظمة العمل لمكافحة الجوع والعضو في لجنة الأممالمتحدة، إلى أن الروابط بين تغير المناخ والتغذية لا تنحصر في مسألة الحصول على ما يكفي من غذاء. فبالنسبة إليه "يمكن لسوء التغذية أن ينتج عن تأثير تغير المناخ على قطاعات مثل الصحة والمياه". وتشير جميع الأدلة العلمية إلى أن البشرية أجمعها تواجه تهديدا يتمثل في نقص الغذاء والماء، العنصرين المهمين لديمومة الحياة، فضلا عن مواجهة الكوارث البيئية، كالفيضانات والحرائق. وحتى على الصعيد الفردي يؤثر التغير المناخي مباشرة في الملايين من البشر، خصوصا من ليس له قدرة على التكيف ومن يعاني من أمراض القلب والجهاز التنفسي. إضافة إلى انتشار الأوبئة وانتقال مسبباتها ووسائط نقلها إلى أماكن لم تعهدها من قبل. فضلا عن انعكاسات التغيرات على نمو الأطفال وتطورهم وارتفاع نسبة الوفيات والأمراض والأعراض المصاحبة لموجات الحر والفيضانات والعواصف والجفاف وندرة المياه الصالحة للشرب. وحسب اللجنة الدائمة للتغذية التابعة للأمم المتحدة يواجه أكثر من 19 مليون طفل في كل وقت من الأوقات خطر الوفاة جراء المجاعة ولكن ثلاثة بالمائة منهم فقط هم الذين يحصلون على العلاج. ووفقاً لتوقعات تغير المناخ، قد تصل نسبة تقلص إنتاج الغذاء إلى 50 بالمائة بحدود عام 2020 في بعض الدول الإفريقية و30 بالمائة في وسط وجنوب آسيا مما سيفاقم خطر المجاعة. وقد أدت الأزمة الغذائية لعام 2007/2008 متبوعة بواحدة من أسوأ حالات الركود الاقتصادي في الأوقات المعاصرة إلى إعادة إحياء اهتمام قطاع المساعدات الإنسانية بموضوع سوء التغذية. وتشير التقديرات الحديثة إلى أن الأزمتين تسببتا في رفع عدد الجياع في العالم إلى أكثر من مليار شخص. عن: العرب اونلاين