هل يجعلك "فايسبوك" تصاب بالاحباط؟ وهل يجعلك التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ترغب في التخلص من كل ما يحيط بك؟ قد تكون بالتالي مستعدا لممارسة الانتحار الافتراضي بمساندة موقع الكتروني جديد يساعدك على قتل هويتك الافتراضية. "اترك انطباعا مثيرا لدى اصدقائك، انسحب الان": هذا هو الشعار التحريضي الذي يعتمده موقع "سيبوكو دوت كوم" وهدفه تدمير موقع "فيسبوك" من خلال توفير اعطاء الملايين من مستخدميه فرصة لتحقيق نهاية مهيبة والحصول على صفحة تذكارية. ويتمثل الموقع بمحاربي الساموراي اليابانيين القدامى الذين كانوا "يفضلون الموت بشرف على السقوط في ايدي اعدائهم، فيغرسون طواعية سيفهم في احشائهم ويحركونه يمنة ويسرة لتقطيع احشائهم". وعرفت هذه الطريقة من الانتحار باسم "سيبوكو". ويضيف الموقع "كما يخلص سيبوكو شرف المحارب، يعمل +سيبوكو دوت كوم+ على تحرير الجسد الرقمي". ولم يعد العدو راهنا مجموعة من المحاربين النبلاء وانما المجموعات الاعلامية التي تستخدم "التسويق الفيروسي" لتحقيق ارباح طائلة من طريق تحقيق التواصل بين الناس في مختلف انحاء العالم. و"يحاول سيبوكو على نحو مازح تخريب هذه الالية من خلال جعل الناس يقطعون سلسلة التواصل هذه، وتحويل تجربة الانتحار الفردي الى تجربة اجتماعية ممتعة"، كما يقول الموقع. والموقع الذي يستخدم استراتيجيته التسويقية الفيروسية الخاصة من اجل الايقاع بمستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير، هو جزء من موجة اعتراضية تعتبر "فايسبوك" كيانا مؤذيا تحركه مصالح الشركات. ويتدرج الانتحار الافتراضي لمستخدمي "فيسبوك" في خمس مراحل. بنبغي اولا للضحايا الراغبين في ذلك ان يسجلوا في موقع "سيبوكو دوت كوم" من خلال ادخال المعلومات عينها التي يستخدمونها من اجل بلوغ صفحتهم الخاصة على موقع "فيسبوك". ثم يختارون احد نماذج الصفحات التذكارية "ار اي بي" قبل ان يكتبوا كلماتهم الاخيرة، ويتعهد الموقع بإرسالها الى جميع اصدقائهم عبر موقع التواصل الاجتماعي ما ان ينفذوا المرحلة الاخيرة. وما ان ينجز المستخدم النقرة الاخيرة الفتاكة، حتى يتم ابطال صفحته على موقع "فايسبوك". غير ان الحياة الافتراضية تستمر في اعقاب الانتحار الطقسي، وان اعتبر ذلك غشا، من خلال ما يكتبه الاصدقاء من نصوص تأبينية على صفحة المنتحر التذكارية. ويمكن للمنتحر الافتراضي عينه ان يتقدم في سلم "سيبوكو" من خلال تسجيل النقاط التي تتراكم كلمااقدم احد اصدقائه السابقين على "فايسبوك" على اتباع خطاه والانتحار بطريقة هارا كيري. اما صاحبة الرقم القياسي راهنا في هذه اللعبة فامرأة شقراء تستخدم اسم سيمونا لودي دخلت العالم الثاني ما بعد "فايسبوك" في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. وكانت كلماتها الاخيرة التي يمكن قراءتها على صفحتها التذكارية "اتركوني وشأني". غير ان "سيبوكو دوت كوم" لا يزال يبتعد اشواطا عن اجتذاب المستخدمين بأعداد مماثلة لمستخدمي "فيسبوك" الذي يضم اكثر من ثلاثمئة مليون شخص. على هذا النحو لم نجد الاربعاء مثلا سوى ستة من مستخدمي "فايسبوك" مستعدين للتخلي عن كل شيء والاقدام على الانتحار. وقال مالكو "سيبوكو دوت كوم" وهم على ما يرد على الموقع الالكتروني "مجموعة فنية وهمية من ايطاليا" متحدثين الى فرانس برس عبر البريد الالكتروني ان اكثر من خمسة عشر الف اقدموا على فعل الانتحار الافتراضي، وان ما يزيد على 350 الف مستخدم لفايسبوك تلقوا دعوة للمضي في السبيل عينه. ولم ترغب "فيسبوك" في التعليق مباشرة على هذه المسألة عندما اتصلت بها فرانس برس لتسألها اذا كانت تعتبر "سيبوكو دوت كوم" تهديدا واذا كانت تعتزم اتخاذ اي خطوة لحظره. الانتحار في العالم الواقعي طريق بوجهة واحدة، بلا ريب. غير انه وفي العالم الافتراضي، لا يمكن لموقع مثل "سيبوكو دوت كوم" منعكم عن الانبعاث مجددا. ففي حال اعتبرت ان مغادرة "فايسبوك" مجرد غلطة، لا ينبغي لك سوى التسجيل مجددا ليعاد في الحال تشغيل صفحتك.