شهدت عدة مناطق يمنية جنوبية من محافظات الضالع ولحج وأبين صباح اليوم الأحد مواجهات مسلحة، إثر عصيان مسلح احتجاجاً على ضرب معسكرات القاعدة في الجنوب، اقتحمت خلاله مليشيات الهمج المسعورة الأسواق وأجبرت اصحاب المحلات على إغلاقها بقوة السلاح، واعتدت على العشرات منهم، وأشاعت الغوغاء في معظم الشوارع التي فرّ منها أبناء الجنوب فزعاً من مليشيات الهمج المشهورة بتاريخها الدموي الارهابي. وداهمت عصابات الهمج المدججة بالأسلحة- والتي تحظى بدعم وتأييد أحزاب اللقاء المشترك المعارضة- في كل من "الحبيلين" و"ردفان" و"الضالع" المدارس- بما فيها مدارس البنات- وأمطرت ساحاتها بالرصاص، وأججت ذعراً تدافعت على أثره حشود الطلاب والطالبات فراراً من مدارسهم، وتعرض العشرات منهم لاصابات جراء السقوط والدهس من قبل زملائهم..! وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في الضالع أن العصابات التي داهمت المدارس تتبع المدعو صلاح الشنفره، صاحب متاجر الذهب في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والذي يمتلك أيضاً (جمعية) تمولها جهات تعمل في النشاط الخيري بدولة الكويت.. كما يمتلك محطة بترول ومجموعة محلات تجارية بجانبها ظلت هذا اليوم مفتوحة وأحاطها بعناصر مسلحة لحمايتها، فكانت الجهات الوحيدة التي استثناها العصيان المسلح القسري في الضالع. كما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" في الضالع إصابة خمسة أشخاص– أربع منهم من رجال الأمن بينهم (العقيد عبده محمد المرغمي)، و(الرائد احمد عبد الله الراعي) واصابته خطيرة، و(الرقيب عبده علي اللحجي)، بجانب شرطي أمن رابع، وخامسهم من عناصر همج الحراك المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
وقد شهدت مناطق "جعار" و"زنجبار" و"خنفر" من محافظة أبين عصياناً مماثلاً وأحداثاً غوغائية، انتشرت خلالها المليشيات المسلحة من عناصر همج الحراك القاعدي، التي يقودها أحد زعاء القاعدة العائدين من أفغانستان المدعو طارق الفضلي، والذي تقول المصادر أنه وراء تأجيج الشوارع احاجاجاً على ضرب معسكرات القاعدة، كونه الحاضن لهذه المعسكرات في أبين-0 طبقاً لاعترافه الشخصي بذلك في مقابلات صحافية. جدير بالذكر أن مليشيات الهمج التي نفذت العصيان المسلح هي عبارة عن مجاميع من المسلحين كانوا حتى منتصف ثمانينات القرن الماضي يعيشون في عزلة عن المجتمع في الجبال، ويعتاشون من أعمال التقطع والقتل والنهب، حتى تم استقطابها من المدعو علي سالم البيض خلال صراعات التيارات الماركيسية على السلطة، ومن خلالها نجح البيض في 13 يناير 1986م بتصفية خصومة في أبشع مجزرة عرفتها البشرية منذ بدء الخلق، ذبحوا خلالها أكثر من عشرة آلاف مواطن جنوبي خلال عشرة أيام فقط، وانتهكوا الاعراض واختطفوا الفتيات وسحلوا الرجال خلف السيارات في الشوارعن وظلت الجثث في كل ركن من الجنوب حتى تعفنت وتدخلت هيئات الصليب الأحمر لانتشالها بعد أن ساد الهلع من احتمال تفشي الأوبئة الكارثية.. وقد عادت نفس المليشيات قبل نحو ثلاثة سنوات مستغلة غطاء الديمقراطية مطالبة العودة الى حكم الجنوب، غير أنها هذه المرة حظيت بدعم وتأييد واسع من أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك)- ويتصدرها الاسلاميون- التي تصف كل ما تقوم به هذه المليشيات من أعمال دموية وتخريبية بأنه (نضال سلمي)..