فيما أكد البنك الدولي ان أثار الأزمة الاقتصادية العالمية ستسقط مزيدا من الفقراء مع نهاية العام الجاري، شكل الفقر المدقع اول موضوع مثير للقلق حول العالم، ويأتي قبل تغير المناخ والارهاب والحرب، بحسب استطلاع دولي للرأي نشرته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الأحد. يقول مدير الابحاث في "غلوبسكان" سام ماونتفورد ان "الانكماش العالمي ابقى المشاكل الاقتصادية على رأس مشاغل الناس هذا العام، لكن الفقر المدقع هو الذي يعتبر فعليا على انه أخطر مشكلة عالمية". ووضع 71 بالمئة من حوالي 25 الف مشارك في الاستطلاع من 23 دولة "الفقر المدقع" في أعلى لائحة القضايا التي تثير قلقهم، مقابل 64 بالمئة للبيئة والتلوث، و63 بالمئة لزيادة اسعار المواد الغذائية والطاقة. واعتبر 59 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الارهاب وحقوق الانسان والامراض تحتل الاولوية لديهم، فيما نال تغير المناخ والاقتصاد العالمي على التوالي 58 بالمئة و57 بالمئة. وجرى الاستطلاع بين حزيران/يونيو وتشرين الأول/اكتوبر، اي قبل قمة كوبنهاغن الدولية لتغير المناخ في كانون الاول/ديسمبر. واجرت مؤسسة "غلوبسكان" الاستطلاع لصالح البي بي سي. وكان البنك الدولي قد حذر من أن آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ربما تستمر لسنوات طويلة مقبلة، قائلا إن نحو 64 مليون إنسان سيسقطون في قبضة الفقر مع نهاية العام الجاري. وأكد روبرت زوليك رئيس البنك الدولي أن "العالم سيظل يعاني تداعيات سلبية للأزمة الاقتصادية لسنوات، مشددا على أن مصلحة الدول المتقدمة تتمثل في أن تساعد الاقتصادات الناشئة على الخروج من الأزمة لأنها قد تكون مصدرا للنمو، وقال زوليك "مساعدة العالم النامي أثناء هذه الأوقات الصعبة هو شيء في مصلحتنا جميعا". يذكر أن قمة الفاو الأخيرة، فشلت - حسب المراقبين- في الاتفاق على وضع مقترحات ملموسة لمكافحة أزمة الغذاء العالمي حيث تعهد الحاضرون في البيان الختامي بخفض عدد الجياع في العالم إلى النصف بحلول عام 2015 ، وسط وعود بتقديم مليارات الدولارات لمكافحة الفقر. ويهدد الفقر 370 مليونا بالدول النامية التي تشكو أوضاعا اقتصادية معقدة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، يقول المسؤول الدولي "إنها مسألة وظائف ونمو اقتصادي.. أما بالنسبة للدول الفقيرة الكثيرة جدا فإنه ألم صعب يحسه الملايين من الجوعى والمرضى مع تأثير ملموس على جيل من الأطفال لسنوات كثيرة". ويرجع أديب نعمة المستشار الإقليمي للجنة الإسكوا الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة الفقر الى ثلاثة أسباب "الفقر ناجم عن النظام الاقتصادي غير العادل في العالم وإلى حدوث أزمة عالمية طاحنة العام الماضي، بالإضافة إلى المشكلات الوطنية الاجتماعية والثقافية الخاصة بكل دولة من دول الشرق الأوسط". وبالرجوع الى الاستطلاع، تضع الهند وباكستان الارهاب اولا، فيما يأتي ثالثا في بريطانيا واندونيسيا واسبانيا. وفي الولاياتالمتحدة وكندا والمانيا واسبانيا يأتي الوضع الاقتصادي اولا. وحدها اليابان تضع تغير المناخ في اعلى لائحة مخاوفها، فيما يأتي هذا الموضوع ثانيا في الصين، وتاسعا في الولاياتالمتحدة. وتعتبر فرنسا الحرب مثار قلقها الاول، قبل الفقر المدقع والبيئة والتلوث والارهاب.