اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية أن "التيارات (الإسلامية) المتطرفة تشكل تهديداً للجميع، مسلمين ومسيحيين". جاء هذا الموقف في وثيقة العمل التمهيدية المنبثقة من مجلس تمهيدي لسينودس الشرق الاوسط المقرر عقده في شهر تشرين الاول المقبل، والتي تحمل عنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط: مشاركة وشهادة". واشارت الوثيقة الى الرسالة الرعوية الاخيرة لبطاركة الشرق الكاثوليك التي تم الإعلان عنها في العام الماضي. وتتطرق الوثيقة المشار اليها "صعود الاسلام السياسي اعتباراً من السبعينات" من القرن الماضي، بما فيه "تيارات دينية تريد فرض نمط عيش اسلامي على المجتمعات العربية والتركية والايرانية وعلى كل من يعيش فيها من مسلمين وغير مسلمين". وقد لفتت اللجنة التي تضم سبعة بطاركة من كنائس الشرق الكاثوليكية الست وبطريرك القدس للاتين فؤاد طوال ومسؤولين في الفاتيكان ورئيسي مجمعي أساقفة تركيا وايران، لفتت الى أن "التيارات المتطرفة تشكل تهديداً للجميع، مسلمين ومسيحيين، وعلينا ان نواجهها معاً"، ملاحظة أن "تنامي التطرف الاسلامي ادى الى تزايد الحوادث ضد المسيحيين في كل مكان تقريباً". وفي الوقت ذاته، اشارت الى "استعداد عدد كبير من المسلمين للتصدي للتطرف الديني المتصاعد". فبرأي المجلس التمهيدي لسينودس الشرق الاوسط، "أدى تصاعد الإسلام السياسي وابتعاد المسيحيين عن المجتمع المدني إلى جعل حياة المسيحيين عرضة لعدم التسامح وعدم المساواة والظلم". الوثيقة استنكرت كون "المسيحيين في البلدان الإسلامية يعامَلون في الغالب على أنهم ليسوا مواطنين"، معيدة ذلك إلى "مزج المسلمين بين الدين والسياسة". وأكدت أن "العلاقة بين المسلمين والمسحيين يجب أن تقوم على أساسين، أولهما أن المسيحيين مواطنون من البلد ذاته، والثاني أنهم مسيحيون في مجتمعهم ولأجله". الوثيقة تطرقت الى تأثير السياسة في الشرق الاوسط على واقع الوجود المسيحي. فأكدت أن النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يمثل "أبرز بؤر" عدم الاستقرار في المنطقة، وان "الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية والاراضي اللبنانية والسورية" هو "سبب العداوة بين الفلسطينيين والعالم العربي من جهة ودولة اسرائيل من جهة اخرى". كما تطرقت الوثيقة الى واقع كل دولة يتواجد فيها مسشيحيون. فعن الوضع في لبنان، ورد فيها "ان هناك انقساماً عميقاً بين المسيحيين سياسياً ومذهبياً". وفي مصر "ادى تصاعد الاسلام السياسي وابتعاد المسيحيين عن المجتمع المدني الى جعل حياة المسيحيين عرضة لعدم التسامح وعدم المساواة والظلم". أما في العراق، فإن المسيحيين كانوا من "أبرز ضحايا" الحرب، الأمر "الذي لم توله السياسة الدولية اي اعتبار". وبشكل عام، أبدت الوثيقة قلقاً من هجرة المسيحيين من المنطقة، مؤكدة ان "اختفاء المسيحية او ضعفها في المكان الذي ولدت فيه سيشكل خسارة للكنيسة الكونية". وشددت على أهمية التفريق بين السياسة والدين، فحالياً "تحسب الخيارات السياسية للدول الغربية على الدين المسيحي. ومن المهم توضيح معنى العلمانية والتذكير بانه لا رابطة للدول المسيحية شبيهة بمنظمة المؤتمر الاسلامي". وأضافت أنه في سياق هذا الظرف الصعب يتعين على المسيحيين "إسقاط جدران الخوف والريبة والكراهية من خلال الصداقة مع اليهود والمسلمين، الاسرائيليين والفلسطينيين". عن: الهدهد الدولية