حرص البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الثاني من زيارته إلى لبنان، على ابداء تعاطفه مع أحزان السوريين، واعجابه في الوقت نفسه ب"شجاعة الشباب" في سوريا التي تشهد أزمة حادة بدأت باحتجاجات شعبية سلمية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل أن تتحول إلى نزاع دام حصد حياة أكثر من 27 ألف شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه الحبر الأعظم، السبت، أمام أكثر من 20 ألف شاب وشابة قدموا للقاء البابا من مختلف المناطق اللبنانية ومن دول الجوار خصوصا الأردن والعراق وفلسطين وسوريا ومصر إلى باحة مقر البطريركية المارونية في بكركي شمالي بيروت.
وقال البابا "علمت أن بينكم شبابا قدموا من سوريا. أريد أن أقول لهم كم أنا معجب بشجاعتهم"، مضيفا "قولوا لعائلاتكم وأصدقائكم إن البابا لا ينساكم. قولوا إن البابا حزين بسبب آلامكم واحزانكم. إنه لا ينسى سوريا في صلواته واهتماماته. لا ينسى الشرق أوسطيون الذين يعانون".
وكان البابا دعا في وقت سابق السبت من مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، المسؤولين إلى صنع السلام.
وفي مقر البطريركية المارونية، أكد رئيس الكنيسة الكاثوليكية أن "الوقت حان لكي يتحد المسيحيون والمسلمون من أجل وضع حد للعنف والحروب".
وترافقت زيارة البابا مع احتجاجات دموية شهدتها بلدان إسلامية عدة احتجاجا على فيلم انتج في الولاياتالمتحدة الأميركية واعتبر مسيء للإسلام.
وتوجه البابا في كلمته إلى الشباب المسلم المشارك في الاحتفال " أشكر الشباب المسلم الموجود معنا اليوم، وأؤكد أنه يمكن للإسلام والمسيحية أن يبنوا معا مجتمعا مسالما وسالما".
وتميز لقاء البابا مع الشبيبة بأجواء احتفالية، ختمتها الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي بترتيلة "طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يدعون".
وكان البابا وقع الجمعة الماضي، في اليوم الأول من زيارته "الإرشاد الرسولي"، الذي يعتبر نتيجة أعمال السينودس من أجل الشرق الأوسط الذي عقد في الفاتيكان في أكتوبر 2010.
ودعا فيه المسيحيين إلى التجذر في أرضهم، وأبناء المنطقة إلى "استئصال الأصولية الدينية".
ويتوج البابا صباح الأحد زيارته بقداس عند الواجهة البحرية لبيروت، يتوقع أن يشارك فيه عشرات آلاف من اللبنانيين، قبل أن يعقد بعد الظهر "اجتماعا مسكونيا" مع رؤساء الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية.