وصل البابا بنديكتوس السادس عشر الى مطار بيروت الدولي، ظهر اليوم، ليبدأ زيارة رسمية ورعوية لبيروت تستمر ثلاثة أيام، حيث يتوقع أن يوجه رسالة تدعو الى التعايش بين المسيحيين والمسلمين. ونقل عنه صحافيون على متن الطائرة التي أقلته إلى لبنان، دعوتَه إلى وقف إرسال الأسلحة إلى سورية نهائيا، لأنه بدون إرسال الأسلحة لا يمكن للحرب أن تستمر، وقال إنه "يجب مطالبة رجال السياسة بالالتزام فعليا من أجل السلام والوقوف ضد العنف". وقال البابا في كلمته خلال الاستقبال الرسمي الذي نظم له في مطار رفيق الحريري الدولي إن "التوازن اللبناني الشهير والراغب دائما أن يكون حقيقة واقعية سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الإرادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعا، آنذاك وحسب سيكون نموذجا لكل سكان المنطقة والعالم بأسره". يجب مطالبة رجال السياسة بالالتزام فعليا من أجل السلام والوقوف ضد العنف البابا بنديكتوس السادس عشر وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في انتظار البابا عند نزوله من الطائرة، وبعدها بدأت مراسم الاستقبال الرسمي حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالإضافة إلى شخصيات رسمية أخرى ودينية. وفي كلمته الترحيبية بالبابا قال سليمان إن "زيارتكم إلى لبنان جاءت كي تعلنوا للعالم مدى أهمية وطننا كنموذج ومثال في تنوعه ووحدته ورغم حجم المخاطر لتؤكدوا مدى أهمية الوجود المسيحي الإسلامي للحفاظ على دعوة لبنان التاريخية في خضم التحولات الكبرى التي تطاول عالمنا العربي". وتوجه البابا بعدها إلى حريصا شمال شرق بيروت حيث مقر السفارة البابوية، ومن المقرر أن يوقع لاحقا في بازيليك القديس بولس الملاصقة للسفارة البابوية، الإرشاد الرسولي للسينودوس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط ويحمل عنوان "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة". وأفاد مراسل "راديو سوا" في بيروت يزبك وهبي بأن البابا سيلتقي السبت الرئيس اللبناني ورئيسي مجلس النواب والحكومة ثم رؤساء الطوائف الإسلامية وأعضاء الحكومة فضلا عن مؤسسات الدولة والهيئات الدبلوماسية ومنظمات شبابية. كما من المرتقب أن يلقي كلمة في هذا الإطار يشدد فيها على "أهمية الحوار بين مختلف الأديان مع رفضه الإساءة لأي دين، خاصة وأن المسيحية دين محبة وتسامح". وسيكون البابا على لقاء تحت عنوان "سلامي أعطيكم" وهو الشعار الذي اختاره البابا لزيارته، مع شبيبة لبنان بعد ظهر السبت في باحة مقر البطريركية المارونية في بكركي القريبة من حريصا. ويتوج البابا زيارته بقداس يترأسه عند الواجهة البحرية لبيروت. وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي ل"راديو سوا" أن "البابا سيدعو خلال زيارته إلى وقف دوامة العنف في سورية، وإلى وقف الدعم "بالمال والسلاح" لأي طرف، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي ليحل السلام في المنطقة مع موجة الاحتقان التي خلفها الفيلم المسيء للنبي".