الحب كلمة سهلة تتفرع منا ألف فرع كل فرع يخرج من نسمات المحبة وإخلاص الوفاء لصاحبه ويعيش في فضاء رهيب ملئيه السرور والهناء والوفاء، هذا هو الحب الحقيقي الصادق، فنعم الحب هذا، وبئس الحب ذلك.. الحب في لغة الهوى حرفان *** لكنه يوم النوى لغتان لغة القلوب ولا يفك رموزها *** إلا فؤاد دائم الخفقان ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الحب إذ قال في أحاديث كثيرة, عن أبي هريرة رضي الله عنه.قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- (إن الله عز وجل يقوم يوم القيامة. أين المتحابون بجلالي. اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)-.رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- (إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى. فارصد الله له على مدرجته ملكا. فلما أتى عليه.قال أين تريد.قال.أريد أخا لي في هذه القرية. قال هل لك عليه من نعمة تربها. قال لا غير إني أحببته في الله عز وجل . قال فاني رسول الله إليك بان الله قد احبك كما أحببته فيه)- رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- (إن الله عز وجل إذا أحب عبدا. دعا جبريل عليه السلام فقال. إني أحب فلانا فأحبه. قال فيحبه جبريل ثم ينادي فيقول إن الله عز وجل يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء- قال- ثم يوضع له القبول في الأرض- وإذا ابغض الله عبدا. دعا جبريل عليه السلام. فيقول إني ابغض فلانا. فابغضه. قال فيبغضه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء. إن الله يبغض فلانا. فابغضوه.فيبغضونه. ثم يوضع له البغضاء في الأرض)- رواه مسلم والبخاري. صدق رسول الله هذا هو الحب ومن أراد الحب فل يدخل بابه ويسلك طريقة فيا له من حب و يا له من محب, الإسلام دين الاعتدال والوسطية لم يحارب الحب ولم ينكره.. بالعكس شجع المحبين علي الإفصاح عن حقيقة مشاعرهم ودافع عن حق كل محب في الزواج من محبوبه بشرط أن يكون هذا الحب نقيا صافيا بعيدا عن الشهوات والتجاوزات مع ضرورة أن ينتهي هذا الحب بالنهاية الشرعية وهي الزواج.. ذلك إن الحب له ارتباط داخل النفس البشرية فحسب بل في نظام الكون كله: فالقمر لا يغادر كوكبه لأنه في حالة 'ارتباط' دائم، وكذلك الكواكب لا تفارق مجموعاتها لأنها في حالة 'انجذاب' دوما. فكذلك الإسلام لا يحتقر الحب أو يحرمه بل إنه احترم هذه العاطفة النبيلة وانزلها مكانة عالية، ولقد حدد الله تعالي العلاقة بين الرجل والمرأة في قوله تعالي: (وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم: ..21 فما أسمي هذه العلاقة التي تقوم علي المودة والرحمة وليس علي العنصر المادي الذي لا تستقيم معه الحياة الأسرية.. وفي الأخير الحب لله وحده، والحب في البغض الله من أوثق عرى الدين؛ إليك وإلا لا تشد الركائب *** ومنك وإلا فالمؤمل خائب وفيك وإلا فالغرام مضيع *** وعنك وإلا فالمحدث كاذب .