كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 33.2% من أطفال اليمن العاملين في مجال الزراعة يكلّفون برش مواد كيماوية سامة على المزروعات. وقالت الدراسة إن نسبة 45.5% منهم يعانون من مخاطر ومتاعب صحيّة ناتجة عن تلك المواد الكيميائية و17.9% لا يتلقون أي علاج لهذه المتاعب الصحيّة. وهدفت الدراسة التي استهدفت(371) طفلا في (6) محافظات:(صنعاء, تعز، إب، أبين، الحديدة، ذمار) إلى دراسة وتحليل الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحيّة التي يعيشها الأطفال العاملون في المجال الزراعي، وأسبابها وإبراز تأثيراتها على الأطفال العاملين من الجنسين وعلى تأمين سُبل الحماية اللازمة لهم، والمعالجات والحلول للحد منها. وبينت دراسة "عمل الأطفال في الزراعة والأسباب المؤدية لذلك" التي نقذها حديثا المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل" حصلت الوطن عليها – أن معظم الأطفال الذين شملتهم الدراسة 63.4% بدأوا العمل في الزراعة في سن تتراوح بين (6-9) من أعمارهم، ونسبة 72.2% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن(10-15) ، في حين بلغت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أكبر من15سنة وأقل من18سنة 17.8%. وكشفت الدراسة عن نسبة 90.8% من الأطفال الذين استُطلعت آراؤهم آباؤهم لا زالوا على قيد الحياة، و96.8% منهم لا زالت أمهاتهم على قيد الحياة، و95.7% آباؤهم وأمهاتهم لا زالوا مرتبطين بعلاقة زواج، و3.2% منهم أمهاتهم متوفيات. وتنتشر ظاهرة عمالة الأطفال في الزراعة – وفقا للدراسة - بين الأطفال الملتحقين بالتعليم والمتسربين منه، حيث بلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالتعلم والعاملين في الزراعة 78.2% ، أما الأطفال غير الملتحقين بالتعليم بلغت نسبتهم 21.8% ، منهم 24.7% لم يسبق لهم الالتحاق بالتعليم إطلاقاً، و75.3% كانوا ملتحقين بالتعليم ثم تسربوا منه. وتوضح أن: 95.1% من الأطفال العاملين في الزراعة المتسربين من التعليم يرون أن عملهم يشكل السبب الأول في تسربهم من التعليم. وتؤكد إن القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال في الزراعة أمر يكاد يكون مستحيلا في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة في المجتمع اليمني كالفقر، وسيادة الاقتصاد المعيشي، وتفتت الملكيات الزراعية) وغيرها. وطالبت الدراسة بتنفيذ حملات توعية بمخاطر المبيدات الزراعية، وتدريب الفلاحين على استخدامها، الأمر الذي سيقلل من مخاطر استخدامها بشكل عشوائي. وتوصي بمراجعة التشريعات خصوصا قوانين حقوق الطفل والأحوال الشخصيّة والعمل، وشددت على ضرورة ربط مساعدات الضمان الاجتماعي بالتزام العائلات بإلحاق أطفالها بالتعليم.