آذار يأتي الى الأرض من باطن الأرض في شهر آذار نمتد في الأرض في شهر آذار تنتشر الأرض فينا سيدتي الأرض/ هذا التراب ترابي / وهذا السحاب سحابي بهذه الأبيات المفعمة بعشق الأرض خلد شاعرنا الكبير محمود درويش شهداء يوم الأرض عام 1976 في قصيدة الأرض .. آذار يوم متجدد للأرض ،وآذار رمز زماننا المتجدد في المكان كل يوم بلا فواصل بينه والمكان لأن شعبنا الفلسطيني الذي لايزال يروي الأرض بدمائه سجل روايته التاريخية المتجسدة في دفاعه عن أرضه منذ أول مستوطنة أقيمت عليها عام 1882 وحتى الآن ، فالارض لاتموت وهي الأمل في روحنا وهي عشق الحرية وهي مجدنا المخضب بأعظم التضحيات التي تسطع شمسا لاهبة تحرق الإحتلال وتحيل الأرض تحته براكين غضب هذه الأيام تحل الذكرى الرابعة والثلاثون ليوم الأرض، تلك الذكرى التي تمتاز بقدسية خاصة في اوساط الفلسطينيين كونها جاءت من أعماق الأرض ،من أبناء الشعب الفلسطيني المنغرسين في أرض الآباء والأجداد .. ياتي يوم الأرض والقدس تخوض معركة كل الأمة في مواجهة أبشع احتلال عرفه التاريخ يحاول أن يغرس أنياب جرافاته في كبد هذه الأرض المقدسه وقد ولغ فيها بخرافاته ،وأساطيره، وإستيطانه ،وكنس خرابه سعيا وراء تغيير وجهها العربي والإسلامي، وسعيا لتهويدها .. لسلبها من أمتها ، ومن أهلها الذين تهدم بيوتهم كل يوم أمام ناظري الأمة العربيه والإسلاميه .. تقف القدس اليوم وحيدة في مواجهة الطوفان إلا من أهلها الصامدين المتشبثين بها يطلقون النداء الأخير القدس في خطر .. الأرض في خطر .. فلسطين في خطر ، ولم نسمع سوى طنطنات إعلامية ، ودروس من هنا وهناك .. إن ماحاق ويحيق بالقدس هذه الأيام يوجع القلب ويفجر داخل الفلسطيني براكين غضب ولكن الأنكي والأشد إيلاما هو جرح ذوي القربى ، ومن يده في النار ليس كمن يده في الماء ، وفلسطين واهلها منغمسون في بوتقة النار والبعض ينظّر عليهم بخطب البطولة ،ودروس الشجاعة في ميادين الوهم !! إن خلاصة فكرة العنصرية الصهيونية تتمثل في إرغام شعبنا على الترانسفير وطرده من أرضه والإستيلاء عليها بالإستيطان والتهويد وفرض سياسة الأمر الواقع ، وللأسف شجعها في ذلك سياسه البعض ممن يريدون اقتناص الفرص لتوظيف دمنا في محافله الخاصة ولاءا لمن يظن أنه صاحب نعمته .. إن معركة الأرض التي يخوضها شعبنا شبانا وكهولا ونساء وأطفال لم تتوقف إن لم تكن بدأت تسخّن وتيرتها فنحن الشعب الفلسطيني نشعرأننا خلقنا ليس للدفاع عن أرضنا فحسب بل وعن شرف الأمة كلها ،عن القدس ، عن الجدار الأخير ، فهل كان العرب على هذا القدر من المسؤولية ؟؟ وهل قدَموا لشعبنا مايستلزم دعم صموده ؟؟ ولا اقصد هنا المال فقط بل دعمه معنويا، ومواقف سياسيه، بل هل استخدموا مايملكونه من امكانات ومصالح للآخرين لدعم صمودنا واحقاق حقوقنا ؟؟؟؟سؤال اتركه لكم لتجيبوا عليه!!!!!! ولكن رغم الخذلان فإن معركة الأرض قد بدأت ولن تتوقف وشعبنا يخوضها ببسالة رغم وقوفه وحيدا مكشوف الظهر إلا انه أدرى بظروفه وأقدر على إبتداع وسائله النضالية وفق امكاناته وليس بحاجة لدروس تلقى عليه من منابر أبعد ماتكون عن الفعل النضالي اليومي لشعبنا في مواجهة المحتل ، ولن يهب دمه مجانا للإحتلال فالمقاومة هي أن تأتي بالفعل الذي لايريده الإحتلال وليس الذي يريده، ونحن نؤمن أن التاريخ لايقف عند نقطة محدَده وإنما يدور ودائما يكون مع الشعوب الصاعدة والشعب الفلسطيني من هذه الشعوب ولن يكون أبدا جوقة صراخ في احتفالات الآخرين . في يوم الأرض التحية لشهدائنا شهداء يوم الأرض في عرابة ، وسخنين ، وكفر كنا ، وعين شمس ،وسلام على ارواحهم الطاهرة ، سلام عليهم يوم ولدوا ويوم قاوموا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون .. لهم عشق الأرض ، ونبض فلسطين ، وترنيمة الآذان فيى رحاب القدس المحررة بإذن الله ...