في أسبوع واحد فقط: سيارة نائب مدير الأمن، و(21) متجراً تتعرض للسطو، وتفرّغ كل محتوياتها فوق شاحنات، وتمضي في حال سبيلها، فيما الأجهزة الأمنية تعجز عن تحديد مشتبه به واحد، كما لو كان الجناة لصوصاً من الجان، وشاحناتهم أطباق طائرة تهبط من السماء دون أن يُسمع لها صوت..!! فبعد ان استكملت مافيا الاراضي نهب كل ما طالته أيديها، تغزو مدينة "دمت" هذه الأيام مافيا جديدة متخصصة بالسطو على المحلات التجارية بصورة يومية، إضطرت المواطنين إلى هجر منازلهم والمبيت في محلاتهم التجارية، خاصة بعد أن فشلت الأجهزة الأمنية حتى بحماية نفسها، وطالت أيدي اللصوص سيارة نائب مدير الأمن. فبعد ان سطى مجهولون على سيارة نائب مدير الامن السابق المقدم نبيل ثابت، ونهبوا من داخلها وثائق هامة، ظن الناس ان المسألة فردية او حالة نادرة، غير أنها ما لبثت ان تحولت الى مهنة تديرها عصابات منظمة، طبقاً لما بدى عليه الأمر من خلال طريقة كسر الابواب التي يتبع فيها اللصوص طريقتين حصريتين لا ثالث لهما. صباح كل يوم يفيق أبناء دمت على مفاجأة سطو على محلين او ثلاثة او اكثر، فيندبون حظهم، ويبكون أموالهم، ولا شيء آخر يفعلونه سوى إبلاغ الامن الذي يحضر لمعاينة مسرح الجريمة، ثم يغادره تاركاً المجني عليه يقلب كفيه ألما وحسرة على شقاء العمر..! اكثر من (21) محلاً تجاريا تمت سرقتها خلال أسبوع واحد فقط، ولم يضبط فيها حتى متهماً واحداً وكأن كائنات من كوكب آخر هي التي تقوم بسرقة الناس.. رغم أن أحد الاطقم العسكرية يرابط طوال الليل أمام بوابة البنك الزراعي كمقر ثابت ومنه يتم التحرك من وقت لاخر لعمل دوريات.. ومخبرون هنا وهناك يقرأون الجرائد وياكلون "الزعقه" ويتحركون هنا وهناك، حتى أصبحت وجوههم مألوفة، فلم يعد أحد في مدينة دمت لا يعرف عملهم او ما يقومون به. البحث الجنائي في دمت يطالب الفنادق بايصال "معلوميتين" الاولى نهاية الليل والثانية بداية الفجر.. كل ذلك يبعث على الطمأنينة، ولكن ما هي النتيجة في ظل سرقات لا تتوقف!؟ وياليتها كانت مجرد سرقات تقليدية، بل هي أقرب ما يكون إلى ما نقرأه في روايات "أجاثا كريستي" او نشاهده من ألغاز "المفتش كونان"..! فلا يدخل عقل عاقل ان يأتي اللصوص طوال أيام الاسبوع على التوالي دون توقف، ولا يتم حتى تحديد مشتبه به واحد!! ولا يدخل عقل عاقل ان يأتي اللصوص بسيارات نقل على الارجح ويحملون محل معدن بكامله بما في ذلك أفران الغاز ولا يتنبه لهم احد..!! ذلك هو اللغز الذي دوّخ المدينة، حتى بات أهلها لا يجدون حلاً سوى المبيت في دكاكينهم ومحلاتهم، بل وصل الامر الى ما هو أدهى، حيث ان محلات تم سرقتها بعد ان بات اصحابها فيها حتى آذان الفجر، فذهبوا للصلاة وعادوا ليجدوا محلاتهم خاوية وكأنها مساكن اشباح..! فاصبح الكثيرين يصلون الفجر في محلاتهم.. وبعد ان هجروا بيوتهم هاهم يهجرون بيوت الله تعالى..! ورغم وجود قوة أمنية تعد بالمئات موزعين ما بين خدمة في المكتب، وخدمة في السجن، وخدمة في الشارع، والبعض "منازل" لكن لا يوجد لحد الان خيط واحد يدل على لص واحد بعد اكثر من 21 سرقة متتالية.. ألا يدعو ذلك للتعجب..!؟ أبناء مدينة دمت يستنجدون بوزير الداخلية للتدخل، واخراجهم من حالة الخوف والتوتر التي يعيشونها، وإزالة الغمة التي خيمت عليهم منذ فترة.. "نبأ نيوز" تنشر فيما يلي كشفا بما تمكنت الوصول إليه من أسماء المحلات التي تمت سرقتها: 1. محلات فكري للاواني المنزلية 2. محلات الماجد للملابس 3. محل الزبيدي للالمنيوم والزجاج 4. محل نايف المريسي للالكترونيات 5. محل عبده على للحلويات العدنية 6. محل سعد ناجي الطيري 7. دكان محمد المجرب 8. دكان الجونه 9. محل المحمودي 10. محل محمد علي العتمي لادوات التجميل 11. محل ملابس قيد التجهيز 12. بسطة لبيع الحبوب تم حملها بالكامل 13. طن حديد من حوش المواطن فهد الدرويش 14. دكان عبد الكريم حبيب 15. بهارات الرياشي 16. صيدلية فهد سليم 17. بيت الطفل لبيع الملابس 18. بقالة المواطن صلاح العودي 19. معرض سبأ للبالطوهات الحريمي 20. فرع متجر صالح حنداد 21. كمية كبيرة من الاسمنت الموجود في عمارة لغرض الصبه في اليوم التالي بقرب سوق القات. وغير ذلك الكثير وربما يتجاوز العدد الثلاثون، منها كما اسلفنا (21) محلاً في اسبوع واحد.