أختتم امس الخميس بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت ملتقى "وعملوا الصالحات" الذي تم فيه تدريب أكثر من ألف وخمسمائة شاب وشابة من المتطوعين على برامج إدارة وتنمية المشاريع الصغيرة للاسر الفقيرة ضمن ما يعرف بمشروع "إنسان" الذي يهدف إلى مساعدة الأسر الفقيرة التي تسرب أطفالها من المدارس وتم تطبيقة من قبل في مصر برعاية مؤسسة رايت ستارت التي يديرها الداعية المصري عمرو خالد من لندن. وفي الملتقى الذي نظمته ومولته مؤسسة العون للتنمية تلقى المشاركون وعلى مدى ثلاثة ايام دورات مكثفة في دراسات الجدوى للمشاريع الصغيرة وطرق تمويلها وإدارتها وتنميتها وبرامج رعاية الأسر المعدمة والمتسربين من المدارس من قبل خبراء مصريين يتبعون مؤسسة رايت ستارت. ويهدف الملتقى إلى إشراك الشباب في عملية مكافحة الفقر وأثاره من خلال تكوين جماعات شبابية تطوعية تسمى كل جماعة "حضّانة" تتكون من خمسة اشخاص تختار أسرة فقيرة واحدة معدمة تسرب أطفالها من المدارس وتقوم بدراسة جدوى لإختيار أفضل مشروع ملائم للأسرة الفقيرة بكلفة حوالي 2000 دولار وتساعد "الحضّانة" الأسرة في تكوين المشروع وتوفير متطلباته وتسويق منتجاته كما يتخصص بعض أفراد "الحضّانة" في إعادة أطفال الأسرة إلى المدارس ومتابعة الأطفال دراسياً ونفسياً حيث يشترط المشروع على الأسرة ضرورة عودة الأطفال إلى المدرسة لاستحقاق المشروع ويستمر عمل "الحضّانة" مع الأسرة مدة عام كامل قبل الانتقال لأسرة أخرى. وقد صرح الدكتور عادل باحميد المدير التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية بأن هذا المشروع الذي يأتي في سياق جهود المؤسسة لدعم عملية التنمية ويتحقق فيه عدة أهداف تنموية اجتماعيةواقتصادية وتعليمية في آن واحد أهمها استغلال طاقات الشباب المهولة في تنمية انفسهم ومجتمعهم حيث يكتسب الشباب المشاركين خبرة ذاتية علمية وعملية في تنفيذ المشاريع الصغيرة التي انتشلت معظم المجتمعات من براثن الفقر والعوز والحاجة وفي ذات الوقت تستفيد بشكل مباشر الأسر الفقيرة التي ستختارها مجموعات الشباب إضافة إلى اعادة الأطفال المتسربين من مدارسهم بسبب الفقر إلى المنظومة التعليمية وانتشال طفولتهم من سوق العمل المبكر المهدر لها ولمستقبلهم ولطاقات اليمن في المستقبل. كما نوه إلى أن المشروع كان قد حدد باختيار 15 اسرة فقيرة وتم رفع العدد خلال الملتقى نتيجة الإقبال الشبابي الكبير إلى 100 أسرة كمرحلة أولى وأن مؤسسته ستمول مشاريع هذه الأسر التي سيشرف عليها الشباب المتطوعين بواقع 2000 دولار لكل مشروع. فيما أشاد الداعية عمرو خالد بالكم الكبير من الشباب المشاركين من عدة محافظات أهمها محافظة حضرموت بمديرياتها المختلفة إضافة إلى شباب وشابات من كل من محافظات شبوة والمهرة وعدن، مبدياً اعجابه الشديد بهذا التفاعل الذي فاق المتوقع بكثير وتعطش شباب اليمن للتطوع لخدمة وطنهم ومجتمعهم، مؤكداً أن هذا ليس بمستغرب على أبناء اليمن أحفاد الأنصار وفاتحي نصف الدنيا بالكلمة والمثال العملي الطيب. كما أكد خلال مداخلاته وزياراته لقاعات التدريب- على مدى أيام الملتقى- على أهمية إثبات حب الوطن والمجتمع بالأفعال وببذل الجهد وتحقيق مسئولية المسلم تجاه أهله ووطنه كمهمة وعمل مع الله أولاً وأخيراً ولوجه الوطن والأمة، مشيراً إلى أن هذا المشروع هو أحد السبل الناجحة لتغيير واقع المجتمعات المسلمة، كما حث الجميع على التوجه نحو الأعمال التطوعية الجماعية مؤكداً على قدرة المجتمع اليمني من خلال شبابه على النهوض وتحقيق الكثير وتقديم أروع مثال تقتدي به الأمة، ومحذراً في ذات الوقت من ثقافة التواكل التي سادت مجتمعاتنا العربية ومن فتور الحماس في هذا المشروع التطوعي الإنساني الذي يمكن أن يحقق أكثر مما يمكن تصوره في المجتمعات العربية. يشار إلى أن ملتقى "وعملوا الصالحات " اقيم بشراكة ثلاثية بين مؤسسة العون للتنمية تمويلاً ومؤسسة رايت ستارت تدريباً و مؤسسة صناع الحياة حشداً و تنظيما. جدير بالذكر أن الداعية عمرو خالد المستضاف من قبل مؤسسة العون للتنمية سيلقي مساء اليوم الجمعة محاضرتين عامتين في مدينة المكلا بقاعة المؤتمرات التابعة لجامعة حضرموت سيتوجه بعدها إلى العاصمة صنعاء حيث من المقرر أن يلقي محاضرة عامة مساء غد السبت بجامع الصالح.