بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق الرصاص على منزله ، تعرض توفيق محمد الخامري- رجل الأعمال وأحد مرشحي الانتخابات الرئاسة اليمنية المقررة في سبتمبر المقبل- مساء أمس الأحد لمحاولة اغتيال فاشلة كادت أن تودي بحياته. وكشف توفيق الخامري ل"نبأ نيوز": أن عدداً من المسلحين كانوا يستقلون سيارة وكانوا بانتظاره أمام بوابة منزله في حي عذبان بأمانة العاصمة ، وما إن وصل حتى باشروا بإطلاق نار كثيف باتجاهه ، مشيراً إلى أن الحادث لم يُسفر عن أي إصابات نتيجة أنهم بدأوا إطلاق الرصاص بعد فتح حراسة المنزل للأبواب، الأمر الذي سهل على السائق الإسراع باتجاه الداخل فور سماعه بداية إطلاق الرصاص. وأضاف أمين عام اتحاد الفنادق اليمنية ونائب رئيس المجلس اليمني لرجال الأعمال والمستثمرين انه لا يتهم أي جهة بالوقوف وراء الحادثتين، مطالباً السلطات الأمنية بالكشف عن التحقيقات التي أجرتها في الحادثة السابقة وتعقب الجناة ومعرفة ملابسات الحادثتين والقيام بدورها في ضبط الأمن ونشر السكينة في أوساط المجتمع. ورفض الخامري الربط بين الحادثين وبين إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، مبرراً ذلك بأنه الوحيد الذي أعلن ولا يزال يعلن انه لن يترشح إذا تراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن قراره الذي أعلنه في 17 تموز (يوليو) العام الماضي لعدة اعتبارات أهمها العلاقة الشخصية التي تربطه بصالح وتسليمه بقدرة الرئيس وإمكانياته وخبراته المتراكمة في الحكم "ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه"، مطالباً وسائل الإعلام بتحري الصدق والضغط على الجهات الأمنية لمعرفة الحقائق التي توصلت إليها وعدم التسرع وإلقاء التهم جزافاً ضد الشخصيات أو المؤسسات تصريحا أو تلميحاً. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة اليمنية للفنادق والاستثمار: إن قضيته ليست في ترويع أسرته أو محاولة إرهابه شخصياً بقدر ما هي قضية وطن حيث انه في الوقت الذي يبذل الرئيس علي عبد الله صالح المساعي الحثيثة لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال في الصين وهونج كونج، هناك من يعمل على تطفيش تلك الاستثمارات من خلال نشر الذعر في المجتمع وتصوير المناخ العام لليمن غير صالح للاستثمار، متسائلاً "كيف يمكن فهم عجز الأجهزة الأمنية عن منع تكرار مثل هذا الحوادث ونحن في قلب العاصمة صنعاء". وكان عددٌ من المسلحين قاموا مساء "الأربعاء" الماضي بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص الحي على منزل توفيق الخامري. وقال شهود عيان كانوا يتواجدون في إطار موقع الحادث آنذاك إن السيارات التي لم يعرف عددها وهناك من يقول إنها تويوتا نوع هيلوكس باشرت بإطلاق النار على فيلا الخامري الموجودة ضمن مجمع الفلل التي يملكها مع أشقائه في حي عذبان من الناحية الخلفية أي من شارع الستين الغربي "الطريق المؤدي إلى دار الرئاسة". وقالت المصادر ذاتها إن الفيلا تعرضت لأضرار كبيرة وتخرّب جزء كبير من واجهتها الخلفية المطلة على شارع الستين العام جراء الرصاص الكثيف الذي أطلق عليها من قبل المسلحين الذين لم تعرف هويتهم حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى زيارة بعض المسئولين الأمنيين للخامري عقب الحادث مباشرة وأن أكثر من 20 طقماً عسكرياً يتواجدون حالياً حول المنزل. ويشكو رجال الأعمال اليمنيون من حوادث مشابهة يعتبرونها ضد الاستثمار وتأكيدا على عجز السلطات عن حمايتهم، حيث أدان المجلس اليمني لرجال الأعمال والمستثمرين في وقت سابق تعرض المستثمرين في اليمن لأعمال مهددة للاستقرار والأمن العام وتسيء لليمن وتلحق بالاقتصاد الوطني خسائر فادحة. وقال بيان المجلس الذي أصدره في وقت سابق إن "رجال الأعمال والمستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب ممن لديهم استثمارات في اليمن وأولئك الذين يتطلعون إلى الاستثمار في اليمن ينتابهم شعور عميق بالقلق والخوف ليس فقط على استثماراتهم وأموالهم وإنما على حياتهم من "تهديدات يتلقونها" بإراقة الدماء، ومثل هذا الأمر يمثل ظاهرة خطرة وتحد للدولة وقيم الدين والأعراف والسلام الاجتماعي". وحمّل المجلس الجهات الحكومية المختصة ممثلة بوزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية وأجهزة الضبط القضائي والأمني وجهاز الاستخبارات العسكرية والشرطة العسكرية والأمن القومي وجهاز مكافحة الإرهاب المسؤولية لإنهاء هذه التهديدات. وناشد المجلس رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة المختلفة وبالذات مؤسسات الدفاع و الأمن والنيابة العامة والسلطة القضائية أن تتحمل مسؤولياتها وواجباتها الوطنية الدستورية إزاء هؤلاء النفر واتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبتهم على أقوالهم وأفعالهم التي تعتبر تحدياً للدولة وسيادتها.