عبر الرئيس علي عبد الله صالح عن امتنانه لفضل الله الذي أنعم بالوحدة على الشعب اليمني، مؤكداً أنه "لا يدرك نعمة الوحدة إلا من عانى ويلات التشطير، ومن تلك الحقبة السوداء التي كُممت فيها الأفواه، وسحل فيها العلماء، وزج بهم في السجون والمعتقلات". وأضاف صالح- في لقائه اليوم عقب صلاة الجمعة بعدد من فضيلة العلماء في عدن: أنه "في ظل الوحدة المباركة التأم شمل الأسرة اليمنية، واعيدت اللحمة للشعب اليمني الواحد، والذي اراد الإستعمار والأمامة تجزأته لكنهما فشلا لإنه شعب موحد عبر تاريخه". وأشاد بالتحولات التي شهدها اليمن في ظل الوحدة، وفي مقدمتها ما حدث في مدينة عدن التي تضاعف البناء فيها وتحققت لها نهضة عمرانية في شتى مناحي الحياة فيها اكثر من عشرة اضعاف عما كانت عليه في عام 1990م، ناهيك عما ناله المواطن من منافع متعددة سواء في الانتقال او التجارة او تشابك المصالح في ظل راية الوحدة المباركة وهذه نعمة ينبغي الحفاظ عليها وصونها. وتابع قائلا: "إن الوحدة غير خاضعة للمساومة وليست شور وقول بل هي قدر ومصير الشعب وهي عنوان العزة والكرامة والقوة والإزدهار، وإذا وجد هناك أي قصور أو سلبيات هنا أوهناك فينبغي معالجتها ولاعلاقة لها بالوحدة. وخاطب العلماء بقوله: "عليكم دور كبير كعلماء ومرشدين في تبصير الناس بالحقائق وإرشادهم إلى طريق الصواب وتوعيتهم خاصة الشباب بما كان عليه حال الوطن وما هو عليه اليوم والتصدي لثقافة الكراهية والبغضاء التي يحاول البعض الترويج لها لإثارة الفتنة وزرع الشقاق في صفوف المجتمع". ولفت رئيس الجمهورية إلى ما تحقق في الوطن من إنجازات وتحولات سواء على الصعيد السياسي أو الديمقراطي أو التنموي أو على صعيد التعليم بمختلف مراحله الأساسي والثانوي والجامعي وإلى وجود الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس التي تنتشر اليوم على امتداد ربوع الوطن. واردف قائلا: "ينبغي أن يكون دور العلماء فاعلاً وإيجابياً في قول كلمة الحق وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم ونبذ كل دعوات التفرقة وزرع الخلافات والفتنة، فالساكت عن الحق شيطان أخرص، فالعلماء لهم شأن كبير في المجتمع والمنبر في المسجد له رسالة عظيمة في توعية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق والرشاد وتعريفهم بحقائق الامور وإلى ما يعزز المحبة والتسامح والاخاء والوئام والوحدة". واستطرد الرئيس بقوله: "وأن تقولوا كلمة الحق فأنتم تعيشون في عهد الحرية والديمقراطية حيث لا تكمم الافواه فرسالتكم رسالة هامة في المجتمع ووطننا بحاجة إلى تضافر جهود كل ابنائه من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة حتى تتفرغ الجهود للبناء والتنمية". واكد: فالذين يرتكبون اعمال العنف والفوضى ويقومون بالانشطة الخارجة على النظام والقانون انما هو من باب الحقد والحسد وهدفهم تعطيل التنمية والاستثمار والسياحة لانهم لا يريديون للوطن خيرا ولا استقرارا فمثل هؤلاء فاشلون لا يعيشون إلا وسط الحرائق والفتن. من جانبهم، عبر العلماء عن سعادتهم بلقاء فخامة الرئيس وفي هذا المكان الطاهر في بيت من بيوت الله وهي واحدة من تلك النعم التي نالها شعبنا في ظل وحدته المباركة، وحيث يلتقي العلماء مع رئيس الدولة ليستمعوا إليه بهذه البساطة والحميمية والتلاحم ويستمع منهم إلى كل ما يهم الدين و الوطن. وقال العلماء أن كل ذي بصيرة وفي مقدمتهم العلماء والمرشدين أو من يدرك نعمة الوحدة ويقدر قيمتها فهم أكثر من عانوا في عهود التشطير ومن زج بهم في السجون وكممت أفواههم ومن نجا منهم أجبر على التشرد والنجاة بنفسه،ولهذا فأنهم أول المدافعين عن الوحدة وأول المتحدثين عن النعم التي نالها الشعب في ظلالها المباركة. واضافوا: أن هناك بعض الشباب المغرر بهم ممن عمرهم اليوم بعمر الوحدة وترعرعوا في كنفها ولم يعانوا من ويلات الماضي التشطيري ولم يعرفوا ما كان عليه حال البلاد والعباد وتفتحت أعينهم على خيرات الوحدة وانجازاتها،ومثل هؤلاء يقع بعضهم فريسة سهلة لبعض المرجفين ومرضى النفوس ودعاة التمزق والتفرقة. واشاروا الى: ان على العلماء والمرشدين ووسائل الاعلام والثقافة ان يضطلعوا بدورهم لتوعية هؤلاء الشباب وتبصيرهم بالحقائق،حتى يقارنوا ليتبين لهم الواقع الذي يعيشونه اليوم والواقع المحزن الذي عاشه اباؤهم في الماضي ليدركوا نعمة الوحدة ونعمة الحرية والديمقراطية والشورى. واكدوا بانهم لن يتوانوا عن اداء واجبهم في تبصير هؤلاء الشباب وغيرهم بالحقائق وتحصينهم بالقيم الدينية والوطنية التي تجعل منهم قوة نافعة للوطن وصون وحدته ومكاسبه.