أظهرت دراسة أمريكية أنّ تناول النساء الكبيرات في السن لهرمونات الإستروجين، بعد انقضاء سن انقطاع الدورة الشهرية، قد يسهم في زيادة الضرر الذي قد ينجم عن إصابتهن بالجلطات الدماغية، فيما أوضحت أنّ الخضوع للعلاج الهرموني البديل في بداية المرحلة، يمكن أن يقلل من الضرر الحاصل للدماغ في تلك الحالات. وتشير الدراسة إلى أنّ هرمون الإستروجين زاد من شدة الضرر الحاصل في أدمغة إناث الجرذان، التي تمر بمرحلة مناظرة لفترة ما بعد سن انقطاع الدورة الشهرية عند النساء. ويوضح فريق البحث الذي جمع مختصين من جامعة تكساس الأمريكية، أنّ الدراسات السابقة أظهرت أن العلاج بهرمون الإستروجين عند بلوغ سن انقطاع الدورة الشهرية ، ولفترة زمنية طويلة، يرفع من مخاطرالإصابة بالأزمات القلبية، والجلطات الدماغية، الأمر الذي قد يجعل من عملية اتخاذ قرار الخضوع لتلك العلاجات، مسألة صعبة عند العديد من النساء. كما تنبأ بعض المختصين بأنّ لتوقيت بدء العلاج الهرموني البديل، دوراً في تحديد أثر استخدام الإستروجين على جسم المرأة، ما دفع فريق البحث إلى تصميم تجارب مخبرية، تستهدف نماذج من الحيوانات، لتحديد تأثير استخدام هذا الهرمون على النساء بداية سن انقطاع الدورة الشهرية. وشملت عينة التجارب مجموعتين من الجرذان، حيث ضمّت المجموعة الأولى، إناث جرذان بالغات، وصلن إلى مرحلة عمرية تناظر من الناحية الفسيولوجية بداية سن انقطاع الدورة الشهرية عند إناث البشر. أما المجموعة الأخرى فقد جمعت إناث جرذان متقدمات في العمر، بلغن مرحلة تشابه فترة ما بعد سن انقطاع الدورة الشهرية عند النساء. وخضعت جميع إناث الجرذان إلى إجراءات جراحية لإزالة المبيضين، ومن ثم تلقين العلاج بهرمون الإستروجين مدة أسبوع كامل. ووفقاً لنتائج التجارب؛ فقد تأثر النسيج الدماغي للجرذان المتقدمة بالسن، بشكل أكبر عند إصابتها بالجلطات الدماغية، فيما نجح هرمون الإستروجين في التقليل من مساحة المناطق الدماغية المتأثرة، عقب حدوث الجلطة، عند إناث المجوعة الأولى، اللواتي بلغن مرحلة تشبه بداية سن انقطاع الدورة الشهرية. وعلى الرغم من أنّ الضرر الحسي والحركي شمل جميع أفراد العينة؛ إلا أنه كان أبلغ عند الفئران المتقدمة بالعمر، والتي تمر بمرحلة تناظر فترة ما بعد سن انقطاع الدورة الشهرية.
وتعلِّق الدكتور فريدة شوربجي، الباحثة من مركز علوم الصحة التابع لجامعة تكساس، قائلة إنّ الدراسة تلمح إلى أنّ الإستروجين ليس ساماً بحد ذاته، إلاّ أنّ تأثيره على الدماغ، يعتمد على المرحلة العمرية للفرد، التي شهدت بدء العلاج الهرموني البديل