نفى الدكتور أحمد عبيد بن دغر- الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام بالمؤتمر الشعبي العام- نفياً قاطعاً وجود أي "هوية جنوبية" عبر التاريخ كله، وقال أن "أي حديث عن هوية جنوبية هو بمثابة حرث في بحر، وهو ضلال.. ضلال.. ضلال"!! وأكد: أن هناك هويات صغيرة، ولكل منا هويته التي ينتمي من خلالها إلى أسرته أو منطقته، وهذه الهويات الصغيرة ذابت جميعها يوم 22 مايو 1990م بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي هي هوية اليمن العظيمة، قائلاً: "أين هي الهوية الجنوبية تاريخياً؟ هناك يمن واحد"، وخاطب أبناء المحافظات الجنوبية داعياً إياهم بالقول: "نحن معنيين للدفاع عن الوحدة اليمنية قبل غيرنا". جاء ذلك في محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام مئات الشباب المشاركين في المهرجان الخامس للشباب بتعز، والذي كرسها للحديث حول الحوار السياسي وما وصلت إليه علاقة المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) مع أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة). وفي معرض تناوله لاتفاق فبراير، ومطالب المشترك بالحوار مع جميع القوى بلا استثناء، أكد الدكتور بن دغر أن لا حوار مع أي انفصالي، وقال "لا يمكن أن يأتي إلى طاولة الحوار شخص يريد التشطير"، كاشفاً النقاب عن أطروحات للمشترك طالبت الحزب الحاكم بالقبول بجلوس الانفصاليين على طاولة الحوار، ثم الاتفاق جميعاً ضدهم.. كما أشار إلى مطالب المشترك بإطلاق سراح من يسميهم بالمعتقلين السياسيين، مبيناً أن من يقومون بقتل مواطن لأن بطاقته شمالية، ويرتكبون أعمال عنف "هؤلاء ليسوا معتقلين سياسيين وإنما مجرمين".. مستغرباً أن يتم الدفاع عنهم من قبل المعارضة! وتطرق الدكتور بن دغر إلى الحوثيين، وقال أن الحوثي لم يعلن بوضوح عن الإستراتيجية حيث أنهم عندهم شيء يسمى "التقية"، منوهاً إلى أن حلف بدأ ينشأ بين المشترك والحوثيين ومن الممكن أن يتطور ويضم بعض الأطراف الجنوبية الانفصالية. واعترف بن دغر بأن أحد أسباب ما شهدته صعده من حروب ستة، وما يشهده الجنوب اليوم من دعوات انفصالية هو غياب دور المؤتمر الشعبي العام في ساحتها، مؤكداً في الوقت نفسه أن الصراع الجاري حالياً هو صراع مع التخلف، وإن الحرب بين الجمهوريين والملكيين لم تنته بعد. وقال الدكتور بن دغر: "لو كان المؤتمر حاضراً في صعده قبل خمس سنوات لما كان سيحدث كل الذي حدث، وستة حروب، لأنه لو كان حاضراً لعمل على حل المشاكل، ولأجبر حكومته على معالجتها، والأمر نفسه ينطبق على الأحداث في الجنوب". المحاضرة التي استهلها الدكتور بن دغر بتساؤل حول فيما إذا كان هناك سمات مشتركة للمرحلة الراهنة، افضت الى استنتاجه بأن السمات المشتركة هي الصراع مع التخلف، منوهاً إلى أن هناك وضع متخلف يجب تجاوزه.. وقال أن مؤشرات الواقع الراهن تشير إلى أن الصراع الملكي الجمهوري ما زال قائماً بدليل الحروب الستة، وهو الأمر الذي يستدعي من الجميع الوقوف صفاً واحداً من أجل حماية النظام الجمهوري، لأنه بحد ذاته دفاع عن الوحدة، التي تتعرض لهجوم من الداخل والخارج، منوهاً إلى أن موضوع الوحدة أيضاً ما زال مطروحاً.. وجدد الدكتور أحمد عبيد بن دغر التأكيد على أن الانتخابات النيابية ستجرى في وقتها المحدد يوم 27 أبريل القادم، كاشفاً بأن هناك من يحاول بكل طاقته منع إجراء الانتخابات وذلك لإحداث فراغ دستوري في اليمن وانتزاع مشروعية كل المؤسسات القائمة التي تناط بها تحقيق أمن واستقرار البلد، وهو ما لن يسمح بحدوثه المؤتمر، وسيحشد في كل الأرياف والمدن..