احتجز مواطنون غاضبون بمديرية جبل حبشي أربعة أطقم أمنية تقل عدداً من أعضاء مجلس النواب من بينهم الشيخ جابر عبد الله غالب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة على خلفية ما اعتبروه حماية السلطات لعدد من الجناة كانوا قد قتلوا جنديين احدهما ينتمي إلى مديرية جبل حبشي والأخر إلى مديرية العدين في عملية تم خلالها تهريب محكوم بالإعدام من السجن المركزي. وكان الآلاف من أبناء مديرية جبل حبشي قد تجمعوا اليوم الثلاثاء في اعتصام ضخم شهده المفرق المؤدي الى مديرية جبل حبشي ومدينة التربة رفعت فيه اللافتات المنددة بالوضع الامني المختل في المحافظة وعدم القاء القبض على الجناة بالرغم من مرور 75 يوما على الحادثة ونفاذ المهلة التي طانوا قد منحوها للسلطات الامنية لالقاء القبض على المتهمين في مقتل الجنديين. واختار المعتصمون اليوم الثلاثاء لتنفيذ اعتصامهم بعد وصول معلومات للمديرية كشفت عن قيام فخامة الرئيس بزيارة لمدينة التربة الأمر الذي سيمكنهم من إيصال رسالتهم الى السلطات العليا بعد شعورهم بخيبة الأمل وما اعتبروه عجز وتهاون وعدم جدية من السلطة المحلية بالقاء القبض على الجناة , وحسب مصادر في المديرية فان فخامة الرئيس عدل عن قراره زيارة مدينة التربة لامر طاريء مما ادى بعدد من الأطقم الأمنية التي كانت برفقة بعض المسئولين الى العودة الى تعز وتعرضها للاحتجاز في مفرق جبل حبشي ليتدخل المشائخ والوجهاء لاطلاق سراحها من قبضة الاهالي الغاضبين واولياء دم الجندين. الاعتصام الذي أدى الى قطع الطريق لمدة نصف ساعة هتف فيه المعتصمون مجددا باستقالة حمود الصوفي من قيادة المحافظة بسبب ما وصوفوهم في لافتاتهم بعجز فاضح من قبل السلطة المحلية عن إلقاء القبض على القتلة , متهمين إياها بحماية المجرمين والقتلة ورعايتها لهم. وفي حين كانت اجهزة الامن بالمديرية قد منعت مراسل موقع نبا نيوز الاخباري لحضور اجتماع ضم مدير المديرية رئيس المجلس المحلي ومشائخ المديرية , اكد الشيخ عبد العليم عبد الجليل- شيخ مشائخ مديرية جبل حبشي ان الذين باشروا عملية قتل الجنديين لا يزالون طلقاء يتجولون بأسلحتهم وان الأجهزة الأمنية عجزت عن القبض عليهم ، مشيرا الى ان الأمن أصبح اليوم بحاجة الى من يحميه, مشددا على ضرورة الاسراع في القاء القبض على الجناة وتوفير الأمن والحفاظ على السكينة وتطبيق النظام والقانون وتنظيم حمل السلاح. في السياق ذاته أشار بيان عن الاعتصام الى انه لم يعد خافيا الدور الكسيح الذي تعيشه الجهات الأمنية والانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة في ظل السلطة المحلية, لافتا الى ان ذلك ادى الى ظهور العصابات المسلحة التي امتهنت القتل والسطو والنهب والتخريب وتكريس مفهوم التشرذم والفوضى والفتوة والمظاهر المسلحة دون حسيب او رقيب. ونوه الى انه رغم الفترة الطويلة التي مضت على وقوع الجريمة البشعة والوقت الكافي الذي يمكن لتلك الجهات من الانتصار لدماء منتسبيها والوعود بإلقاء القبض على الجناة، الا ان تلك الوعود مازالت تراوح مكانها وهاهي الأيام تثبت ن المؤسسة الهامة التي كان يعول عليها أولياء دم الشهيدين وأبناء المحافظة بشكل عام لم تقم بدورها أو تضطلع بمسئولياتها رغم مضي 75 يوما على وقوع الجريمة . واضاف البيان: في الوقت الذي نقدر ونثمن عاليا لكل الفعاليات السياسية والاجتماعية والجماهيرية بمحافظة تعز وكذا المؤسسات والقنوات الإعلامية والأقلام الشريفة والصحف الرسمية والحزبية والأهلية والمستقلة التي شاركت بفاعلية وتضامنت مع قضيتنا ومطالبنا المشروعة من خلال ما قمنا به للانتصار لدماء الشهداء المغدور بهما وكرامة أبناء المحافظة التي انتهكت على يد تلك العصابة، فان المشاركون يطالبون بسرعة إلقاء القبض على الجناة وتقديمهم لمحاكمة مستعجلة لينالوا جزاءهم الر ادع. وجدد البيان مطالبة ابناء جبل حبشي لرئيس الجمهورية ومناشدته بإنقاذ تعز مما تعانيه من انفلات امني والانتصار لدماء شهداء الواجب الذين لقوا حتفهم على يد عصابة الغدر والتخريب والقتل ومحاسبة كل من تواطا وتسبب وأهمل من الجهات المعنية وخطط لتنفيذ الجريمة النكراء البشعة. وحث البيان رئيس مجلس القضاء الأعلى والسلطة القضائية بالانتصار لسيادة النظام والقانون ولما تصدره من الأحكام القضائية التي تنتهي مقابل فتات المصالح للقائمين على المؤسسات الأمنية وسرعة توجيهاتها بإلقاء القبض على القتلة والمجرمين لينالوا جزائهم العادل. وناشد البيان كذلك معالي نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ومعالي وزير الداخلية بوضع حد للانفلات الأمني في محافظة تعز والانتصار لشهداء الواجب. وجدد البيان دعوته كافة أبناء المديريات من كافة القرى والعزل والأحياء وكافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والجماهيرية بمحافظة تعز الى التضامن معهم والمشاركة الفاعلة في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة من قبل الجهات المعنية. من جانبه كان مدير امن محافظة تعز العميد الركن- يحي الهيصمي – قد كشف عقب مسيرة ضخمة مماثلة شهدتها مدينة تعز قبل نحو شهرين من الحادثة عن تشكيل لجنة برئاسة نائب مدير الأمن العقيد عبد الحليم نعمان- ومعه مدير البحث الجنائي. وحسب مصدر امني مطلع فان معلومات تسربت لأجهزة الأمن كشفت عن تحديد ألاماكن التي يتنقل فيها المتهمين, مؤكدة أنهم تحت الرقابة والملاحقة والمتابعة المستمرة وان المسالة مسالة وقت لا أكثر الامر الذي اعتبره الأهالي وعودا كاذبة وعجزا فاضحا من قبل السلطات الامنية. جدير بالذكر ان الجنديين أنور سعيد محمد علي من منطقة المحشاء بمديرية جبل حبشي «أب لستة أطفال» ومحمد حميد الصرمي من منطقة الأيفوش بمديرية العدين «أب لستة أطفال» اللذين كلفا من إدارة السجن المركزي بمرافقة السجين إلى المستشفى لتلقي العلاج وتم قتلهما من قبل مجموعة مسلحة في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز والفرار بالسجين الى جهة غير معلومة حتى الان ظهر يوم الأربعاء 10/3/2010م.