في أقسى مؤامرة انقلابية للاطاحة بلجنة حوار الشيخ حميد الأحمر واقصائه من اللعبة السياسية، والتي تنفذها أحزاب اللقاء المشترك من خلف كواليس المقرات الحزبية، أعلن عضو رابع في لجنة الحوار عن تقديم استقالته بعد بضع ساعات فقط من استقالة ثلاثة أعضاء آخرين يمثل كل واحد منهم حزباً من أحزاب اللقاء المشترك، في نفس الوقت الذي تلقت "نبأ نيوز" معلومات تؤكد بأن أربعة أعضاء آخرين يستعدون لتقديم استقالتهم أيضاً خلال الساعات القادمة أو السبت على أبعد تقدير. فقد قدم الدكتور محمد علي جبران- أستاذ المحاسبة بجامعة صنعاء- مساء امس الخميس استقالته من لجنة الحوار الوطني، مرجعاً السبب الرئيس لاستقالته إلى قناعته بان اللجنة التحضيرية للحوار الوطني لم تعد لجنة حوار بل لجنة أحزاب، اضافة الى عدم اهتمام اللجنة برؤى المتخصصين، حيث اهملوا رؤية اقتصادية كان قدمها للجنة لما رأى خللا في رؤية الحوار الوطني لمعالجة الجوانب الاقتصادية قائلاً "لا يريدون الا ما يكتبوه وما يروه"، واكتملت أسباب الاستقالة بانضمام الحوثي للجنة الحوار. واضاف جبران: ان اتخاذ القرار في اللجنة تتحكم به أحزاب صغيرة كحزب الحق والقوى الشعبية لا تمثيل نيابي لها، واصبحت تتحكم في من يدخل اللجان ومن يخرج منها، بينما نحن كمستقلين ومتخصصين لا صوت لنا ولا اهتمام باطروحاتنا بل تقاسم حزبي- حسب قوله. وتاتي استقالة الدكتور جبران بعد أن كان نقيب الصحفيين السابق عبد الباري طاهر، والناشطة الحقوقية توكل كرمان، والبرلماني أحمد سيف حاشد قدموا استقالتهم في وقت سابق من نفس اليوم، وشنوا هجوماً شرساً على اللجنة. محللون سياسيون مستقلون أكدوا ل"نبأ نيوز" أن ما يحدث ليس مجرد استقالات، وإنما هو إنقلاب مخطط له من قبل قيادات أحزاب اللقاء المشترك، يهدف إلى الاطاحة بلجنة الحوار، وإقصاء الشيخ حميد الأحمر عن دوائر اللعبة السياسية، بعد توصل تلك الأحزاب الى اتفاق مع الحزب الحاكم ضمنوا من خلاله مصالحهم السياسية، منوهين إلى أن الحوار الذي أعلن انه سيبدأ السبت ليس إلاّ صيغة شكلية تغطي على الاتفاقات التي تمت في لقاءات سرية شهدتها الأيام القليلة الماضية. ويعتقد المحللون أن رغبة قيادات المشترك في هذا التوجه نابعة من مخاوفها من قوة نفوذ الشيخ حميد الأحمر، التي قد توازي نفوذ أحزابها مجتمعة، وتمنحه الصدارة في أي اتفاقات تعتزم ابرامها مع السلطة خلال المرحلة القادمة- سواء في إطار حكومة الوحدة الوطنية أو غيرها.. وهو ذات الاحساس الذي ترجمته بيانات وتصريحات الأعضاء المستقيلين الأربعة الذين أكدوا مخاوفهم من تحول لجنة الحوار الى "كيان بديل يقام على أنقاض الأحزاب"- على حد تعبيرهم. كما يشير المحللون إلى مخاوف أخرى وراء إنقلاب المشترك، قالوا أنها تتعلق برغبة المشترك في عدم اقحام القادة الجنوبيين في الخارج- مثل البيض وعلي ناصر والعطاس- في صفقات التسويات السياسية مع الحاكم، خلافاً لرأي الشيخ حميد الأحمر الذي يشترط وجودهم، الأمر الذي يتخوف المشترك من تحول لجنة الحوار الى عقبة في طريقه إلى مراكز السيادة والنفوذ. وفيما أكد المحللون- طبقاً لمصادرهم- أن تمثيل كل عضو من الأعضاء المستقيلين لأحد أحزاب المشترك لم يأت مصادفة بل تم بموجب اتفاق مسبق يبلور توجه المشترك، فإنهم رجحوا أن تشهد الأيام القليلة القادمة استقالات جماعية مفاجئة من لجنة الحوار وبما يفرغها من مكوناتها ويطيح بها، دون تكلف أمانات أحزاب المشترك نفسها عناء أي تصادم مع الشيخ حميد الأحمر ليبدو حل لجنة الحوار كحاصل تحصيل أمر واقع ليس أكثر.