أكد وزير النفط والمعادن امير العيدروس ، سير الحكومة في تتحقق اكتشافات نفطية حقيقية جديدة ترفد ميزانية وخزينة الدولة. ولفت العيدروس في كلمة له اليوم بحفل تدشين الخط الثاني لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في محطة بلحاف بمحافظة شبوة، إلى إسهامات القطاع النفطي في تفعيل القطاع الصناعي خاصة في مجال الاسمنت حيث بلغ عدد مصانع الاسمنت في اليمن خمسة مصانع فضلا عن قرب افتتاح اول منجم في تاريخ اليمن وهو منجم الزنك". وأشار إلى أن انجاز مشروع الغاز الطبيعي المسال بهذا الحجم وبهذه القدرة يضع اليمن بوابة كبيرة للاستثمار الاستراتيجي في مصاف دول متقدمة. وقال" نعتز ونفتخر اليوم اننا استطعنا ان ننجز في فترة قياسية مشروعا يعد الاكبر في تاريخ اليمن الحديث والقديم". ولفت العيدروس الى ان قطاع النفط والغاز الواعد والكبير والرافد الرئيسي لعملية التنمية لم يكن له هذا النشاط لولا الوحدة المباركة والعمل بجيولوجيا وجغرافيا وتاريخ متكامل في مختلف ارجاء الوطن..مؤكدا انه ما كان لهذا المشروع وهذا القطاع ان يؤتي اكله وعائداته في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الا في ظل اجواء الامن والاستقرار التي يعيشها يمن ال 22 من مايو . واشار الى ان معظم الاكتشافات والتطورات النفطية التي نشهدها اليوم لم يتجاوز عمرها عقدين من الزمن والتي تم خلالها تحقق هذا المشروع الكبير ونفذت عمليات استكشاف مدروسة وتحققت اكبر الاكتشافات في تاريخ اليمن في مجال النفط ولا زالت الانجازات مستمرة. واكد العيدروس ان اليمن بهذا الانجاز ومن بوابة بلحاف يوصل رسالة الى العالم مفادها ان اليمن قادر ان يكون بيئة استثمارية واعدة لتحقيق مشاريع نموذجية..مشيرا الى ان اهمية هذا المشروع تكمن في انه نفذ بمشاركة واسعة بكوادر يمنية في مختلف المراحل وانه الوحيد الذي انجز فيه خط الانتاج الثاني قبل موعده بشهر كامل. واعتبر انجاز مشروع الغاز الطبيعي المسال قصة نجاح حقيقية رائدة تؤكد قدرة اليمن وبيئته الاستثمارية الواعدة لكل المستثمرين والشركاء وانها لا زالت بكرا ويمكنها استيعاب الكثير من المشاريع وعلى وجه الخصوص في قطاع النفط والغاز والمعادن. وبين وزير النفط والمعادن أن 90 بالمائة من الكادر القائم على تشغيل خط الانتاج الثاني من مشروع الغاز الطبيعي المسال كوادر يمنية. من جانبه اشار نائب رئيس شركة توتال لشؤون الشرق الاوسط لاديسلاز باسكوفيتش الى ان الاحتفال اليوم بهذا الانجاز الكبير المتمثل في انجاز هذا المشروع لم يكن ليتحقق الا بتعاون الحكومة اليمنية والمساهمين والمقرضين وكل من شارك في تحقيق هذا المشروع . ولفت الى ان مشروع الغاز الطبيعي المسال وضع اليمن في خارطة الدول المصدرة للطاقة في العالم واصبح يعتمد عليه في توفير إمدادات الغاز وشحنة الى 36 بلدا منها كوريا والصين وامريكا والمكسيك والهند. وقال" هذه هي البداية وستشحن الشركة 2500 شحنة غاز خلال ال 25 عاما القادمة الى الاسواق العالمية ". واضاف " ان اقتراض 8ر2 مليار دولار لتنفيذ المشروع في أوضاع اقتصادية صعبة كان يمر بها الاقتصاد العالمي يبين قدرة اليمن في جذب استثمارات اجنبية لتنفيذ مشروع كبير بهذا الحجم" . واشار اديسلاز باسكوفيتش الى ان اختيار شركة توتال كقائد للمشروع وضعها امام تحد وتم تنفيذ المشروع باعلى معدلات الامان مع الحفاظ على البيئة بعناية فائقة. وذكر بان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال نجحت ويشهد لها العالم، وقال" لدينا عمل وخبرة لعدة عقود وأننا على ثقة بان يستمر التدريب للكوادر اليمنية داخل الشركة وستكون مرجعا لتأهيلهم للعمل في شركات الطاقة". واضاف " نجاح الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال يعتبر اساس للاقتصاد اليمني ونحن على ثقة من مواصلة النجاح وتكراره من خلال اقامة استثمارات في مختلف المجالات ". من جهته أوضح مدير عام الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فرانسوا رافن أن خط الإنتاج الأول بدأ العام 2009م بمعدل قدرة وكفاءة 89 بالمائة، فيما بلغت قدرة خط الانتاج الثاني الذي انجز قبل الموعد المحدد في الأول من أبريل الماضي 91 بالمائة وتعد معدلات الانتاج هذه من الأفضل على مستوى العالم. وقال" تم قضاء 105 مليون ساعة عمل منذ العام 2005م بهدف تحسين المرافق في القطاع رقم 18 وهي نقطة بداية منبع خط الغاز البالغ طوله 320 كيلوا متر من مأرب الى بلحاف وبناء هذا المصنع الذي تبلغ طاقته الانتاجية 7ر6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا وإنشاء الميناء العميق وأسطول ناقلات الغاز المسال التي ترفع العلم اليمني بكل فخر وهي تعبر المحيطات ". ولفت الى ان المميزات المهمة للمشروع ان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال ظلت في حدود الميزانية المخصصة للمشروع افضل من اي مشروع لتسييل الغاز الطبيعي في اي مكان في العالم. وقال" ان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي تتمتع بفوائد تأمين الاسواق التجارية من خلال العقود المتنوعة والطويلة الأمد الموقعة مع ثلاثة من اكبر مشتريي الغاز وهي شركات توتال وكوغاز وجي دي اف سويز". وأضاف" وبالرغم من أن سوق الغاز العالمي يشهد حالة تشبع مؤقتا إلا أننا لازلنا وبشكل استثنائي نشطين وفاعلين في تحسين أسعار بيع الغاز الطبيعي المسال اليمني عن طريق تحويل الشحنات الى أوروبا والصين والهند". وأشار فرانسوا رافن الى أن الاستثمارات في هذا المشروع تبلغ 5ر4 مليار دولار والتي من ضمنها قرض عالمي بمبلغ 8ر2 مليار دولار والذي يوضح بجلاء أن اليمن يمتلك القدرة على جذب المستثمرين الدوليين. وبين ان المشروع وفر فوائد كبيرة بالمنطقة أهمها أن 60 بالمائة من العاملين بالمشروع من بلحاف بشبوة وحضرموت ومأرب بالاضافة الى بناء مدارس جديدة ومستوصفات وآبار مياه وسدود وتركيب مراعي أسماك وتنفيذ برامج لتنمية مناحل العسل والزراعة إضافة الى وجود خطط لتحلية مياه البحر وتوزيع الكهرباء ضمن هذا المشروع. وذكر ان الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تقوم بالتعاون مع شركة صافر بإنشاء أول محطة لاستخراج الغاز البترولي المسال (المنزلي) بمارب والتي ستزيد انتاج الغاز البترولي للإستخدام المنزلي بمعدل الثلث عن الانتاج الحالي ابتداء من 2011م..مشيرا الى أن زيادة تصدير الغاز الطبيعي المسال يزيد في وفرة الغاز البترولي المنزلي. ولفت الى ان التكهنات المستقبلية هي لصالح النمو القوي خلال العشر السنوات القادمة للغاز الطبيعي المسال، وبوجود الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال فإن اليمن تمتلك منصة الإنطلاق نحو زيادة الإستكشافات الغازية في المستقبل. وفي ختام الحفل قدم مدير عام الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال هدية لرئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور عبارة عن صورة جوية لمحطة التسييل في بلحاف. ويتكون المشروع من خط انابيب يربط بين وحدتي معالجة الغاز بمارب وخط انابيب رئيسي بطول 320 كيلو متر يربط وحدة معالجة الغاز في حقل اسعد الكامل في مارب بمحطة التسييل في بلحاف وميناء التصدير وناقلات الغاز. ويقدر احتياطي الغاز في مأرب المخصص للمشروع 15ر9 تريليون قدم مكعب من الكميات المؤكدة، خصص منها تريليون قدم مكعب للسوق المحلية لإنتاج الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى 7ر0 تريليون قدم مكعب كميات إضافية محتملة. وتأسست الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في أغسطس 2005، وجمعت بين خمس شركات عالمية من ذوي الخبرة العريقة لانشاء هذا المشروع الاقتصادي الكبير تقودها شركة توتال الفرنسية بنسبة 62 ر 39 بالمائة، فيما تساهم الحكومة اليمنية ممثلة بالشركة اليمنية للغاز بحصة 73ر16 بالمائة، والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمعاشات 5 بالمائة، وشركة هنت الأمريكية للنفط 22ر17 بالمائة، ومؤسسة إس كي الكورية 55ر9 بالمائة ، والمؤسسة الكورية للغاز (كوجاز) 6 بالمائة، وشركة هيونداي الكورية 88ر5 بالمائة. سبأ