قدم وزير الكهرباء في العراق كريم وحيد استقالته مساء اليوم الاثنين اثر تظاهرات صاخبة بدات قبل يومين بسبب انقطاع التيار عن مناطق عدة في ظل درجات حرارة قاربت الستين في جنوب البلاد. واعلن وحيد خلال لقاء مع قناة "العراقية" الرسمية تقديم استقالته، واضعا نفسه بتصرف رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وقال "اعلن بشجاعة تقديم استقالتي من منصبي وانني مستعد للقيام بما يطلبه مني رئيس الوزراء من اجل خدمة الشعب العراقي". وانتقد الوزير "تسييس التظاهرات من جانب بعض الاحزاب (...) في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق.ان تسييس المشكلة لن يحلها انما سيزيدها تعقيدا". وتابع "انها ليست المرة الاولى التي اتولى فيها هذه المسؤولية وكنت قد توليتها العام 2003 (...) وسقط العديد من موظفي الوزارة شهداء وجرحى". وقال ان الانتاج يبلغ اقل من ثمانية الاف ميغاواط حاليا بينما الحاجة الفعلية بحدود 14 الف ميغاواط. وعزا النقص الحاد في التيار الكهربائي الى عدم انتهاء بناء مشاريع عدة لتوليد الطاقة وقلة الاموال الموضوعة بتصرف الوزارة، معربا عن تقديره "صبر العراقيين" على ذلك. من جهته، قال مسؤول رفيع ان "المالكي لم يبت في الاستقالة بعد وسيناقشها مجلس الوزراء غدا الثلاثاء". وعمت تظاهرات صاخبة البصرة السبت الماضي سقط خلالها قتيل وجريحان، كما اصيب 17 من عناصر الشرطة بجروح في الناصرية اليوم. وطالبت تظاهرات في الجنوب وبغداد باقالة وحيد وكبار المسؤولين، ضمن سلسلة من الاحتجاجات انطلقت خلال الايام الماضية تنديدا بانقطاع الكهرباء وسط درجات حرارة مرتفعة قاربت الستين درجة مئوية في نواحي البصرة. ويعاني قطاع الكهرباء في العراق عموما من نقص في انتاج الطاقة طوال السنوات الماضية جراء تعرض المحطات وشبكات النقل الى اضرار كبيرة عند اجتياح العراق العام 2003، اعقبها اعمال تخريب خلال الاعوام الماضية. ويعتمد العراقيون، وخصوصا في بغداد، على مولدات للطاقة لمعالجة النقص المستمر الذي يصل الى حوالى 18 ساعة في اليوم.