دعا إمام وخطيب الحرم المكي الشريف أمس في خطبة الجمعة إلى الحجر على مقتحمي مقامات الفتيا أو المتعالمين، معتبراً أن الحجر عليهم من الحزم لأن الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان، حسبما ذكرت صحيفة الوطن السعودية. وصف الشيخ "عبد الرحمن السديس" مقتحمي مقامات الفتيا بأنهم ليسوا منها (الفتوى) في قليل ولا كثير، غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع، ومآلاتهم في الأمة في حال فتاوى حل السحر، وإرضاع الكبير، وإباحة الغناء، والاختلاط وسواها. وحذر الشيخ "السديس" من غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار ملوثة تثير الفتن والبلبلة وتنشر الفتاوى الشاذة والأقوال الغريبة خروجاً عن جماعة الأمة وجمهورها والنيل من علماء الأمة الربانيين وأئمتها الراسخين في عالم يموج بفوضى الفتاوى وعبث التعالم. من جهته، أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور "علي عباس الحكمي" للصحيفة، أن الفتيا يجب أن تكون منضبطة بالضوابط الشرعية، وإذا تبين أن أحد المفتين تجاوز الحد فيها بمعنى أنه أكثر من الفتاوى الشاذة، وغير الموافقة لرأي الجماعة، واختلت فيه بعض الشروط، فمن حق ولي الأمر أن يتخذ الإجراءات اللازمة لمنعه من ممارسة الفتيا. وبيّن "الحكمي" في تعليقه على خطبة الشيخ "السديس"، أن ولي الأمر هو صاحب الحق، مشيراً إلى أن هيئة كبار العلماء كمؤسسة دينية موقفها يكون بتوضيح الشروط والضوابط، التي ينبغي أن تتوفر في من يتصدى للفتوى، ولكنها من وجهة نظره لا تستطيع المنع من الفتوى بل تبين القاعدة الشرعية، وعلى جهة الاختصاص تطبيق المنع من الفتوى.