أكد عميد طيار/ عبد الحافظ العفيف- قيادي الهيئة الوطنية لأبناء الجنوب في شفيلد- ما أوردته "نبأ نيوز" حول الانقلاب الذي أطاح بقيادة الهيئة وأقصاها عن مسار "البيض" و"تاج"، فيما اتسعت جبهة الحرب على حيدر العطاس وعلي ناصر ومحمد علي احمد وبقية المشاركين بمؤتمر القاهرة، لتبلغ ذروتها بإعلان البراءة منهم، وأنهم "لا يمثلون الجنوب لا من قريب ولا من بعيد"، فيما أمطرتهم وسائل الاعلام الانفصالية بالشتائم والاتهامات، التي طالت أيضاً الشيخ حميد الأحمر واللقاء المشترك.. في نفس الوقت الذي واصلت الجبهة الأخرى زحفها لاستقطاب مكونات الحراك بالخارج، والاطاحة بنفوذ المناوئين للجنة الحوار. فعلى صعيد هيئة شفيلد، أكد العميد عبد الحافظ العفيف أن "قيادة الهيئة الجديدة بدأت تسلك سلوكا مغايرا لما قامت عليه اثناء التاسيس، وخاصة في التعامل مع بقية المكونات السياسية الأخرى والمناصرين لهم"، كاشفاً عن رفضها قبولهم بالمشاركة في الفعالية الأخيرة التي أقامتها يوم 3/7/2010م، متهماً إياها بالتسبب ب"تقزيم التواجد الجنوبي" وتفريق ابناء الجنوب، متوعداً بعدم السكوت عن ذلك، ومؤكداً "ان هذا السلوك لا يخدم القضية الجنوبية ولا وحدة ابناء الجنوب لا في الداخل ولا في الخارج".. وطالب قيادة الهيئة باسمه وباسم "العديد من اعضاء اللجنة العليا والأعضاء القاعديين والمناصرين للهيئة اللوطنية"- على حد قوله- "باصدار بيان يؤكد ادانتهم ورفضهم لمؤتمر القاهرة وما تمخض عنه من نتائج تضر بالقضية الجنوبية وحراكها السلمي المبارك وتؤكد انه لا للهيئة الوطنية اي صلة بهذه التحركات، وذلك من اجل ابعاد الشبهة بان الهيئة جزء من حوار القاهرة". وقال: "في حالة عدم اقدام قيادة الهيئة الوطنية على شجب واستنكار لعمل كهذا واصدار بيان بذلك فان الهيئة تضع نفسها في موقع شبهة لا يحسد عليه امام الشعب الجنوبي وحراكه". وعلى صعيد جبهة الحرب المستعرة ضد مؤتمر القاهرة، استنكر "العفيف" ما وصفه ب"التحرك الغير شرعي والتحرك خارج نطاق الإجماع الجنوبي او التخويل الجنوبي"، وقال أنه "يعتبر في هذه الحالة هذا التحرك تحركا مشبوه من قبل بعض القيادات الجنوبية". وأكد- في مقال مطول بعثه ل"نبأ نيوز": أم "مؤتمر القاهرة لا صلة له بالجنوب ولا بالقضية الجنوبية ولا بحراكها السلمي لا من قريب او من بعيد.. والمهرولون الى هذا المؤتمر لا يمثلون سوى انفسهم"..! وفيما طالب جميع مكونات الحراك باستنكار مؤتمر القاهرة، فإنه أكد: "ان من يحاول ان يجتهد او يقدم على شيء لن يكون على حساب الشعب الجنوبي ومستقبل اجياله، وان اي خلافات جنوبية- جنوبية لم يكن رد فعل في حلها الهرولة الى احضان نظام صنعاء او بطانته من المعارضة الشكلية"..! وقال أن الحراك "لا يعترف بتلك التحركات، ولا يعترف باي نتائج تتمخض عنها"، معتبراً مشاركة قيادات جنوبية في نؤتمر القاهرة بدون تخويل بأنه "إلتفاف على الحراك ونهجه، بل والعمل على القضاء عليه مهما كانت المبررات والذرائع التي تقال هنا وهناك". وعرّج أيضاً على موقف القيادي الانفصالي الدكتور محمد حيدره مسدوس، والذي لم يفوت فرصة المشاركة في صب نيران الجحيم على العطاس وعلي ناصر ومحمد علي احمد وبقية المشاركين في مؤتمر القاهرة.. فقد وضع "مسدوس" جملة من التساؤلات التي استهلها بالوقل: "فهل يعلم الاخوه الذين حضروا لقاء القاهره بان وجود جنوبيين ضمن القادمين من صنعاء وانضمامهم هم الى لجنة الحوار وقبولهم بمؤتمر الحوار الوطني الشامل كآليّه لحل القضيه الجنوبيه اسقاطا لها، وطمس للهويه والتاريخ السياسي للجنوب..؟ وهل يعلمون بانه من غير الممكن موضوعيا ومن غير المعقول منطقيا حل القضيه الجنوبيه الاّ بالحوار مع السلطه وليس بالحوار مع المعارضه؟". وتساءل أيضاً: "وهل يعلمون كذلك بان استبعاد النظام من الحوار هو ضمانه للشيخ حميد واللقاء المشترك وليس ضمانه لنا، لان مثل ذلك يعني عدم الحوار على قاعدة الشمال والجنوب، وانما فقط على قاعدة السلطه والمعارضه؟" وهل يعلمون بانها لا توجد مصلحه لعلي عبد الله صالح في الحوار مع اللقاء المشترك أو مع غيره بدون الحراك؟ وهل يعلمون بانه يستحيل ان يتحاور علي عبد الله صالح حوارا جديا مع اي طرف الاّ بوجود الحراك؟ فماذا يخيفنا من اي حوار معهم او مع غيرهم مادام هو يستحيل بان يكون حواراً جديا الاّ بالحراك؟ وهل يعلمون بان قوة الجنوب وضعف الشمال هما في علنية الاصطفاف الشمالي تجاه الجنوب وعلنية الاصطفاف الجنوبي تجاه الشمال، وان قوة الشمال وضعف الجنوب هما في عكس ذلك وخلط الاوراق؟ وبالتالي الم تكن نتائج لقاء القاهره فخاً جديدا بعد الفخ الذي ظللنا فيه منذ الاستقلال؟ فهل تعلمون بان ما يقدمه حميد الاحمر من مساعدات عبر الحزب الاشتراكي لجر الحراك الى طاعة اللقاء المشترك يستعيده من خزينة الدوله؟" الهجوم على القيادات الجنوبية المشاركة في مؤتمر القاهرة- الذي كان يحيى غالب الشعيبي أول من افتتحه- لم يعد محصوراً على فئة محددة من العناصر الانفصالية، أو قاصراً على الكتابة باسماء وهمية، بل أن كبار القيادات الانفصالية، وحتى المبتدئين بالكتابة المقالية باتوا جميعاً يسنون أقلامهم ويمطرون دعاة الفيدرالية بمؤتمر القاهرة بوابل من الشتائم والاتهامات والتخوين، والكل ينبش بدفاتر الماضي الشمولي ويجتر فضائح الطرف المناويء..! وفي ظل هذه الأجواء المفخخة بالانفعالات والخلافات، فقد عادت العصبيات المناطقية "القروية" لتمزق الحراك الانفصالي، ولتدفع بكل فئة إلى التمترس خلف نخب معينة، وشحن النفوس بنزعات الانتقام من الآخر، بل والتآمر عليه، من أجل إزاحته من الطريق..!