بشفافية مفرطة، لم تترك صغيرة أو كبيرة خارج القاعة، عقد الاتحاد اليمني للسياحة اليوم الأربعاء الاجتماع الأول لجمعيته العمومية برئاسة الاستاذ يحيى محمد عبد الله صالح، ومشاركة جميع وكالات السياحة والسفر والحج والعمرة العاملة في الجمهورية اليمنية، والجهات الرسمية ذات العلاقة بالعمل السياحي.. الاجتماع- الذي حضره وزير السياحة نبيل الفقيه، وحسن الشيخ وكيل وزارة الاوقاف، وقيادات الشرطة السياحية، وممثلي العديد من الجهات ذات العلاقة- استعرض بتقاريره مسيرة عام حافلة بالانجاز، كما هي حبلى بالهموم والتحديات، وكشف النقاب عمّا دار خلف كواليس العمل السياحي في اليمن، بما في ذلك كؤوس المرارة والألم التي تجرعتها الوكالات السياحية جراء الإرهاب وأعمال العنف، رغم أنها أكدت إصرارها على المضي قدماً، والرهان على قهر هذا التحدي بمزيد من العمل. يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس الاتحاد- افتتح اجتماع الجمعية العمومية بالاشارة إلى نشأة الاتحاد في ابريل 2009م من رحم الجمعية اليمنية لوكالات السياحة والسفر التي تم تأسيسها في اغسطس 1996م، وذلك بهدف الارتقاء بالعمل السياحي. وقال أن الأمر تطور الى فتح قطاعات منها قطاع السياحة، وقطاع السفريات، وقطاع الحج والعمرة، وقطاع النقل السياحي. واستعرض النجاحات التي حققها الاتحاد اليمني للسياحة على مدى العام الماضي في مختلف قطاعاته. مبينا الدور الذي قام به الاتحاد في تحسين مستوى أداء القطاعات السياحية المختلفة وتحسين أداء القائمين على الاتحاد بما انعكس ايجابيا على الترويج السياحي وعلى تحسين سمعة اليمن وصورته في الخارج. ودعا رئيس الاتحاد اليمني للسياحة إلى ضرورة تكامل وتكاتف الجهود وتنسيق الأدوار بين الجهات المعنية بنشاط الاتحاد لدعم الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق التنمية السياحية، مبينا أن الاتحاد يقوم بجهود منظمة ومستمرة لدعم وتطوير العمل السياحي عامة والقطاع الفندقي خاصة وذلك بتبني وجه نظر موحدة لجميع الأعضاء أمام الجهات. وأكد يحيى صالح أنه لولا تعاون المؤسسات والوزارات المختصة لما حقق الاتحاد هذه النجاحات والاستمرارية، مشيداً بدعم وزارة السياحة التي كانت من البداية هي الداعم الرئيسي للاتحاد، وكذلك بدور وزارة الأوقاف الداعم منذ انشاء قطاع الحج والعمرة، غير أنه عبر عن أسفه الشديد بأنه ما زالت هناك اشكاليات لم تحل الى الان، معرباً عن امله من الاوقاف بالتعاون الايجابي مع الوكالات، خاصة تلك التي حققت نجاحات والتزمت بالشروط والتي تستحق أن تحضى بالاهتمام والرعاية والامتيازات من أجل أن يكون هناك تنافساً بين الوكالات. كما تطرق إلى ما حققه قطاع السفريات بالتعاون مع وزارة النقل والهيئة العامة للطيران وشركات الطيران الى جانب قطاع النقل السياحي، معرباً عن أمله بأن يتطور ويتسع نشاطه ليشمل النقل الخارجي، داعياً الوكالات إلى أن لا يكونوا فقط وكلاء لعدد من الوكالات الخارجية. من جانبه، محمد عبد الغني بازع- رئيس قطاع السياحة بالاتحاد- وخلال استعرضه التقرير الاداري للقطاع، كشف عن قيام الاتحاد بتنظيم رحلات مجانية لعدد من سفراء الدول الاوروبية والدبلوماسيين لعدد من المناطق اليمنية، بغية التاكيد بانها آمنة، وقال: أن الاتحاد طالب السفراء بأن يعدلوا من التحذيرات بشأن السفر الى اليمن، وأنهم وافقوا على أن يتم التعديل ابتداء من شهر مايو الماضي، إلاّ ان الهجوم على موكب السفير البريطاني بصنعاء في أبريل الماضي قاد الى تراجع بعض السفراء عن وعودهم. وقال أيضاً أنه على الرغم من الأعمال الارهابية المختلفة إلاّ أن أعضاء الاتحاد واصلوا أنشطتهم الترويجية الخارجية، مبيناً أنهم شاركوا في (8) معارض خارجية هذا العام في اسبانيا وتركيا وايطاليا وماليزيا ودبي وهونج كونج وبكين، "ولكن للاسف تلك المشاركات لم تسفر عن اتفاقيات جديدة بسبب التحذيرات المفروضة من قبل بعض السفارات الاوروبية في اليمن"..! كما أشار إلى أن الاتحاد تبنى دعم مسرحية "معك نازل" التي حضيت بشهرة واسعة، وعرضت في برلين ولاقت نجاحاً كبيرا.. وكان الأمل من ذلك هو تذويب النظرة السلبية حول اليمن. وكشف: أن قطاع السياحة يستضيف حاليا (11) مرشداً سياحياً من ابناء جزيرة سقطرى لتعليمهم اللغة الانجليزية لمدة شهرين في المعهد اليمني للسياحة والفندقة.. محمد بازع الذي تحدث بمرارة عن الأضرار التي لحقها الارهاب بالسياحة اليمنية وسمعة البلد، اختتم تقريره بالدعوة إلى تضافر الجهود من قبل الجهات المعنية للعمل على تحسين سمعة السياحة اليمنية، واعتبر ذلك مسئولية مشتركة يمليها الواجب الوطني على كل مواطن غيور على بلده. أما حسين يحيى الصباحي- رئيس قطاع الحج والعمرة- فقد تطرق إلى الجهود التي بذلها الاتحاد خلال موسم 1430ه، مبيناً أن الإتحاد أقام في مقره لقاءً موسعاً بدعوة من الأستاذ/ يحيى محمد عبدالله صالح حضره وزير الأوقاف القاضي/ حمود الهتار وبعض مدراء الوزارة وبعض أعضاء الإتحاد تم خلاله الوقوف على العديد من الصعوبات والعوائق التي تواجه القطاع الخاص وعملية التفويج للحجاج والمعتمرين، وكذا العملية الرقابية والإشرافية، وتم تبادل وجهات النظر في قضايا كثيرة حيث تم تفهمها من الجانبين وعمل الحلول والمقترحات إزائها.. ثم أعقب ذلك بلقاء موسع ضم وزير السياحة والنقل ورئيس هيئة الطيران ورئيس مجلس الخطوط اليمنية والسعيدة ورؤساء قطاعات الإتحاد تم خلاله نقاش سلبيات موسم 1429ه وألتزمت الجهات المعنية بحل كآفة الإشكاليات و خاصة الخطوط اليمنية. وبين أنه من الانجازات التي حققها الاتحاد هو إلغاء عقوبة خصم 25 % من أعداد حجاج كل وكالة التي كانت مفروضة على الوكالات من قطاع الحج و العمرة بالوزارة.. وكذلك تخفيض الرسوم المطلوبة عن كل حاج كرسوم لوزارة الأوقاف تحصل من الوكالات المفوجة إلى 170 ريال سعودي بدلاً من 200 ريال سعودي.. وكذلك التفاوض مع الخطوط الجوية اليمنية والخروج باتفاق يمنح الوكالات مجموعة من التذاكر المجانية كنسبة عن مجموعة الحجاج المفوجين عبرها لكل وكالة. واضاف: أن الاتحاد سعى إلى إقناع وزارة الأوقاف حول الخدمة في الأراضي المقدسة على أن تتحملها الوكالات ويبقى على الوكيل الخارجي التبليغ عن أي تقصير يحدث من قبل الشركات السعودية.. وكذلك الاسهام في حل مشكلة طيران "ناس". علاوة على تحقيق تطلعات الوكالات برفع الحصص الممنوحة لهم من المشرفين والحصول على تأشيرات للأطباء و الممرضين و المرشدين التابعين للوكالات من خارج الحصص الممنوحة للوكالات.. والتعاون مع الوكالات التي ظلمت في تقييم العمرة لموسم 1429ه وتبني تظلماتهم والعمل على إعادتها للتفويج من جديد. كما قام الإتحاد في إسقاط الغرامات التي كانت الوزارة قد فرضتها على الوكالات لموسم 1429ه بواقع 65 ريال سعودي على كل حاج جواً للنقل بين المشاعر.. وقام الإتحاد بالتعاون مع قيادة وزارة الأوقاف وتضامن غالبية أصحاب الوكالات في إسقاط الشروط والتعقيدات والمبالغ المفروضة على الوكالات من قبل مؤسسة الطوافة والمطوفين، فكانوا يطالبون بمبلغ (15) ريال سعودي عن كل حاج، إضافة إلى المبالغ المهولة الخاصة باحتكار تنفيذ الخدمات في المشاعر من خلالهم.. علاوة على قيام الإتحاد بدور مهم في إقناع لجنة الكشف على المساكن بالتراجع عن الغرامات المالية التي كانت تنوي فرضها على بعض الوكالات تحت اسباب بنظرنا غير منطقية. ودعا في ختام تقريره إلى إيجاد لائحة داخلية لقطاع الحج والعمرة بعد التعديل والتصويت من قبل الجمعية العمومية للإتحاد على مشروع اللائحة الداخلية للإتحاد اليمني للسياحة.. والسعي لإيجاد آلية ردع للوكالات المخالفة لقرارات الإتحاد. من جانبه، حلمي أمان- رئيس قطاع السفريات- وخلال استعراضه تقريره كشف عن قيام الاتحاد بايقاف طلب "الأياسة" تقديم ميزانيات عمومية من وكالات السفر والاكتفاء بالضمانات البنكية المقدمة منهم حتى لا يتحملوا اعباء مالية اضافية.. وكذلك التصدي لطلب شركات الطيران بتقليص فترات سداد الوديعات الذي كان سيلحق ضرراً كبيرا بالوكلاء والغائه من جداول الاجتماعات.. وايقاف رفع الضمانات ومنع تصاعد الضمان البنكي الذي كان مقترحا من مكتب "الأياسة".. وحل اغلب المشاكل العاقلة بين الناقل الوطني ووكلاء السفر والعمل على وجود الية تراعي مصالح الطرفين، حيث تم استرداد كثير من المبالغ المعلقة للناقل الوطني لصالح وكالات السفر. وبين أيضاً أن الاتحاد شارك في مؤتمر "اليوفتا" السنوي، وكان لوجود ممثل الاتحاد الاثر الفعال في اثراء المؤتمر والاستفادة من تجربة الاتحاد اليمني في رفع عمولة الولاء الى نسبة 7% والاستشهاد بنجاد الاتحتاد بهذات الخصوص.. وكذلك حضور كل الفعاليات المشتركة مع شركات الطيران من اجل تنظيم سوق السفر.. وكشف أيضاً عن انتخاب نائب رئيس قطاع السفر الاخ انور الاشطل نائبا لرئيس منظمة اليوفتا للشرق الاوسط وشمال افريقيا.. وضمن الانجازات التي استعرضها هو ايقاف "الاياسة" من رفع رسوم انضمام الوكلاء آليا والتي كانت تطمع برفعها بواقع 25%.. وكذلك ايقاف ممارسات شركات الطيران عن اضافة رسوم على التذاكر الملغية والابقاء على نسبة الالغاء المصرح به 11% فقط.. وترسيخ دور الاتحاد كممثل لوكلاء السفر امام شركات الطيران والسفر والذي ادى الى نوع من التكافؤ في العلاقات والاستقرار في سوق اليمن.. مختتماً بالاشادة بدور الاستاذ يحيى محمد عبد الله صالح في رعاية العمل السياحي وتطوير التجارب اليمنية. صفوان الناشري- رئيس قطاع النقل- استعرض في تقريره أهم منجزات القطاع، كاشقاً النقاب عن تأسيس مكاتب للاتحاد لقطاع النقل في المنافذ البرية، في كل من ميناء الطوال البري، وميناء الوديعة البري، والتي يتولى يحيى محمد الاشراف على عملها شخصيا، وتأثيثها، وقال: لم يبق سوى توجيهات وزير النقل للتعاون مع مكاتب الاتحاد وتذليل الصعوبات من أجل أن ينجح الجميع لتقديم الخدمة بما فيه مصلحة الوطن والمواطن. من جانبه، عبد المجيد العنقزي- المسئول المالي للاتحاد- استعرض الحسابات البنكية المختلفة، ورصيد الاموال الجاهزة لدى الاتحاد، والحسابات المدينة، والموجودات المتداولة، والمصروفات، والفائض الاحتياطي.. وكذلك استعرض بيان الموارد والاستخدامات من 14 ابريل 2009 الى 31 ديسمبر 2009م وكل ما يتعلق به.. وتمت مناقشة التقرير واقراره من قبل الجمعية العمومية للاتحاد. وبعد الانتهاء من قراءة ومناقشة واقرار تقارير القطاعات، تم تدشين الموقع الالكتروني للاتحاد اليمني للسياحة، والذي كان وليد جهود كبيرة بذلها خالد المبرزي المدير التنفيذي للاتحاد، وعدنان الزيادي مدير تحرير الموقع.. وقد تصفح "المبرزي" أبواب الموقع، وأطلع الحاضرين على محتوياته، إلى جانب استعراضه صفحة الاتحاد على موقع الفيس بوك. وفي ختام الاجتماع قام رئيس الاتحاد يحيى محمد عبد الله صالح، ومعه وزير السياحة نبيل الفقيه بتكريم عدد من الوكالات، والجهات ذات الجهد المتميز في خدمة العمل السياحي في اليمن.. كما قامت عدد من الوكالات بتكريم رئيس الاتحاد اليمني للسياحة بدرع التميز، عرفاناً بدوره في تطوير العمل السياحي، وتذليل الكثير من المشاكل والصعوبات التي كانت تواجهها، فضلاً عن تنظيم العلاقة مع الجهات المعنية المختلفة، وإيجاد كيان تمثيلي واعتباري للوكالات على المستوى الخارجي، بما جعلها في وضع متكافيء مع المنظمات الدولية المعنية بالعمل السياحي.. هذا وكان وزير السياحة نبيل الفقيه ألقى كلمة خلال الاجتماع أعلن وزير السياحة نبيل حسن الفقيه إعفاء كافة الوكالات السياحية من رسوم المشاركة في المعارض السياحية الدولية، لتشجيعها على المشاركة في مثل هذه المعارض للتعريف باليمن ورفع حصتها من السياحة الدولية الوافدة. كما أعلن وزير السياحة عن رفع سقف الدعم المقدم لدعم أنشطة الاتحاد اليمني للسياحة والاتحاد اليمني للفنادق بنسبة 100بالمائة بما يمكنهما من أداء دورهما في المرحلة القادمة. وأشار الوزير الفقيه إلى أنه سيتم عقد دورة تدريبية لعدد 24 وكالة سياحية في مجال التسويق والترويج السياحي بما يسهم في تفتح مدارك الوكالات السياحية وفتح أسواق جديدة غير الأسواق السياحية التقليدية التي تأثرت نتيجة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي استهدفت السياحة. وأشاد بمبادرة رئيس الاتحاد اليمني للسياحة يحيى محمد عبد الله صالح الداعية إلى تبني حملة توعية وطنية شاملة بأهمية السياحة تشمل مختلف الشرائح الاجتماعية، معلناً عن الحملة الوطنية بالمشاركة مع الاتحاد بحيث تنطلق بعد وضع الاسس الخاصة بها ويتم خلالها استهداف مستوى الوعي والادراك باهمية السياحة في الاقتصاد الوطنيويتم استهداف كافة شرائح المجتمع.. (نص كلمة وزير السياحة).