بدأ الشباب السعودي في التعبير عن فرحهم بفتاوى حقيقة التيسير في الإسلام، والإفراج عن الحقائق المغيبة- حسب وصفهم- والتي احتكرت من قبل البعض لعقود طويلة. وقد التقطت صور يتداولها الشباب في المملكة تعبيرا عن تقديرهم للشيخ عادل الكلباني في أعقاب الحملة التي فرضها الحركيون عليه والاتهامات الجائرة في حقه.. تقول الصور التي يضعها الشباب على سياراتهم (الأغاني حلال.. يسلم لي هالراس). وطبقاً لشبكة الملتقى الإخبارية يؤكد مراقبون اجتماعيون للحراك في المملكة ان تلك المظاهر ماهي الا تعبير صادق عن توق الشباب السعودي لمشايخ ميسرين يقدمون الحقيقة الدينية بطريقة لا تدليس ولا اخفاء، كما انها تعبر عن سقوط الاختطاف وان الشباب اصبح قادر على اتخاذ موقفه مهما كانت الاصوات المحرضة قوية وعالية. تأكيد الفتوى هذا ونقلت صحيفة الوطن السعودية تأكيد الشيخ عادل الكلباني إمام جامع المحيسن بالرياض عن عدم تراجعه عن فتواه باجازة الغناء وانه لم يندم على ذلك مشيرا الى ان رسائل الشتم التي وصلت إلى جواله من قبل معارضيه جاوزت حدود الادب واللياقة ووصلت الى العنصرية ونعته بلون بشرته. وقال الكلباني الذي أم المصلين في الحرم المكي الشريف في رمضان الماضي ان الذين يزعمون انهم سلفيون من هؤلاء وانهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم هم غير ذلك في حقيقة الامر حيث يخالفون صلوات الله وسلامه عليه في اخلاقه وسيرته ويتبعونه فقط في الشكل والمظهر حيث لم يعالجوا امراض القلوب وينظرون الى الثوب واللحية وطول السواك بغض النظر عما في القلب. واضاف الكلباني سائلا: كيف ندعو شخصا للاسلام ليسلم على ايدينا ويغير دينه الذي تربى عليه ولا نستطيع تغيير او تحويل اراء جزئية فرعية وليس مذهبا؟ وحذر في هذا الخصوص من خطورة الوضع السائد وبعض التصرفات مؤكدا وجود نوع من السرطان حاليا يجب التركيز عليه والعمل على علاجه. واشار الى ان المجتمع يعاني ازمة فكر ورأي واحد اضافة الى ازمة عدم التزام الاخلاق النبوية الشريفة وقال اننا اليوم نحصد ما زرعناه من النهج السابق الذي تربينا عليه بان كل من خالفنا على خطأ وتجيش الناس عليه محذرا من ان يكون الجيل الجديد برأيه الواحد بذرة جديدة للارهاب حين يرى ان من يخالفه يستحق القتل وانه داعية من دعاة جهنم. وطالب الكباني الشباب بألا يقعوا فريسة لاولئك الذين يسعون لبرمجتهم وان يعملوا على توسعة افاقهم وفكرهم. تحريم الصلاة خلف من يحلل الغناء هذا وقد أفتى عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، الشيخ صالح الفوزان، بعدم جواز الصلاة خلف من يفتي بإباحة الغناء. وقال الشيخ الفوزان، بعد سؤاله عن جواز الصلاة خلف من يبيح الغناء، إن الصلاة لا تجوز خلفه، معتبرا إياه "مجاهرا بالمعصية"، وأضاف، لو أنه يسمعها ولا يدري عنه أحد، أسهل من أنه يجاهر، ويقول المعازف حلال والغناء حلال مطلقا، فلا شك هذا مجاهر. ومن جانبه، دعا الباحث الإسلامي الدكتور محمد الحمود النجدي، إلى عدم الأخذ بقول الشيخ عادل الكلباني، بتحليل الغناء بمعازف أو بغيرها، وأضاف، كيف يذهب الشيخ إلى ذلك، وأئمة المسلمين المشهورون، ومنهم أئمة بلاد الحرمين وعلمائهم على القول بتحريم المعازف والغناء، بل والكلباني كان منهم إذ يقول، قرأت أقوال المحرمين قبل وبعد، وكنت أقول به، ولي فيه خطبة معروفة، ورجعت عن القول بالتحريم لما تبين لي أن المعتمد كان على محفوظات تبين فيما بعد ضعفها، بل بعضها موضوع ومنكر. وأضاف د.النجدي، نقول إن الأئمة الأربعة كما دلت النصوص المنقولة عنهم وعن أتباعهم، مصرحة بتحريم الغناء والموسيقى، وناهية عنه، بل قد حكى الإجماع على التحريم كثير من الأئمة والفقهاء. وتساءل، هل اطلع الكلباني، على ما لم يطلع عليه علماء المسلمين وأئمتهم، في الكتاب والسنة النبوية، أم أنه فطن إلى شيء، وعرف شيئا لم يعرفه العلماء والفقهاء السابقون ولم يفطنوا إليه، أم أن علماء المسلمين وأئمتهم اتفقوا على خطأ شرعي والعياذ بالله تعالى، على مر العصور والدهور، أم أن الشيخ أحرص وأغير على دين الله عز وجل ونشره وبيانه، من السابقين واللاحقين. وأكد د.النجدي، أن تحريم الغناء المصحوب بآلات العزف والطرب الذي نسمعه ونشاهد أهله أحيانا في الفضائيات وغيرها، لا يشك فيه عاقل، إذ أن الفطرة تأبى قبول هذا مثل الأمر القبيح المستهجن. ألا يرى المسلم والمسلمة كيف أن هذه الأغاني اليوم، بكلماتها وحالها تدعو إلى معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم جهارا نهارا، بلا حياء ولا خوف من الله، فكيف يقال إنها مما يحل ويباح. وواصل تعقيبه قائلا، ألا يلاحظ الشيخ أن المغنين والمغنيات اليوم بظاهر أحوالهم، داخلون والعياذ بالله تعالى، في قوله سبحانه وتعالى "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون".