جددت أحزاب اللقاء المشترك ببعض الوجوه الجديدة استعراض أطروحاتها القديمة إلاّ أنها بدت بحالة أكثر انفعالاً وتوتراً، قوبل بتوتر مماثل من الوسط الصحفي الذي خاب رجاه عند سماع نفس (الاسطوانة) الأمر الذي اضطر العشرات من الصحافيين- بينهم "نبأ نيوز"- الى الانسحاب من المؤتمر الصحافي بعد مدة غير طويلة من بدئه. أحزاب اللقاء المشترك التي بدأت تاريخها ب(6) أحزاب، ثم وقعت على مشروع الإصلاح السياسي ب(4) أحزاب ، وزعت في مستهل المؤتمر الصحافي اليوم السبت نسخاً من رسالة مرفوعة لرئيس الجمهورية مختزلة حلفها ب(3) أحزاب فقط (الإصلاح ، الاشتراكي، الناصري الوحدوي) وسط تكتم شديد عن حقيقة الانشقاق الداخلي في صفوفها، والعدد الأخير الذي بلغته ساعة انعقاد المؤتمر الصحافي الذي احتضنه مقر الحزب الاشتراكي اليمني والمتزامن مع تصريحات رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح الداعية الى حرب دفاع عن (الدولة التشطيرية الجنوبية) ضمن حدودها التي حصرها قحطان بالمحافظات الجنوبية والشرقية. وقد استهل محمد قحطان المؤتمر الصحافي بالتأكيد – رداً على سؤال حول مصدر معلومات المشترك بشأن الخروقات إذا كانت أحزابه تدعي عدم المشاركة في اللجان- بأن هناك تراكم بالوعي لدى الشعب اليمني ، وأن ناس كثيرون ينقلون هذه الخروقات لأحزاب المشترك .. وهذه المرة الأولى التي يعترف فيها حزب معارض في اليمن أن هناك وعي في اليمن حيث أن جميع الادعاءات السابقة تتهم الحزب الحاكم بإتباع سياسة تجهيل للشعب اليمني . الجديد في تصريحات اللقاء المشترك خلال هذه المؤتمر كان تأكيد عدم الاعتراف بالسلطة القضائية في اليمن ، والذي جاء على لسان حسن زيد – في رده على سؤال لأحد الصحافيين حول لماذا لا تلجأ أحزاب اللقاء المشترك الى القضاء ما دامت قد جمعت أدلة ومستمسكات بشأن خروقات ومخالفات اللجنة العليا للانتخابات امتثالاً للدستور- والذي قال فيه زيد أن أحزاب اللقاء المشترك لا تثق بالقضاء وتخشى أن "تشرعن " السلطة القضائية تلك المخالفات. وهدد محمد قحطان بما وصفه ب"موقف فاصل" إذا لم تكن أدوات النظام السياسي صالحة، و"أما أن تنسد وتبدو معطلة فأننا سنمضي بمشوار الإصرار على الإصلاحات السياسية والاحتكام للشعب"، إلاّ أنه لم يوضح فيما إذا كان"الاحتكام للشعب" هو رديف "تحريك الشارع" أم له معانٍ أخرى. وقد كشف على الصراري – رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية للحزب الاشتراكي - أن اللقاء المشترك بدأ بمناقشة مرشحه للانتخابات الرئاسية. كما أشار المؤتمر الصحافي الى أن اللقاء المشترك يعتزم عقد مؤتمر صحافي أسبوعي ابتداء من الأسبوع الجاري ، إلاّ أن انسحاب عدد كبير من الصحافيين أثناء المؤتمر الصحافي ، وعدم تفاعلهم بالشكل المعروف مع الأطروحات يجعل الكثير من الأوساط الإعلامية تستبعد تكرار المشترك لتجربة المؤتمرات الصحافية ، خاصة وأن هذا المؤتمر هو الثاني الذي يعقد في مقر الحزب الاشتراكي ، والثاني أيضاً الذي يواجه باستياء من قبل الصحافيين ويشهد انسحابات من الجلسة. وبالنسبة ل"نبأ نيوز" فإن انسحابها كان احتجاجاً على أسلوب المحاباة لوسائل إعلامية محددة أعطيت الأولوية في تقديم أسئلتها فيما تم تهميش الوسائل الأخرى – خاصة الوسائل الإعلامية المستقلة التي لا تنضوي تحت راية أي تنظيم سياسي ولأسباب تجهلها "نبأ نيوز" والآخرين المنسحبين معها.