شهد مؤتمر صحافي لأحزاب اللقاء المشترك اليوم الاثنين سجالاً صاخباً بين ممثلي وسائل الإعلام وبين قيادات المشترك التي انتقد الصحافيون سياستها بشدة، في نفس الوقت الذي تقدمت الوكالة الرسمية (سبأ) وصحيفتي (الأيام) و(نبأ نيوز) المستقلتين باحتجاجات شديدة على الأسلوب الفج الذي تم التعامل به معها من قبل أحزاب المشترك وسط ضجيج ساد أجواء المؤتمر الصحافي. وخلال المؤتمر ورداً على سؤال "نبأ نيوز" فيما إذا كان تقديم الإصلاح والاشتراكي لمرشحين مستقلين للانتخابات الرئاسية هو إشارة إلى وجود شك بأن بن شملان قد ينسحب ، هاجم محمد القباطي – عضو المكتب السياسي للاشتراكي- المرشح أحمد المجيدي المعني بالسؤال واصفاً إياه بأنه جزء من فساد الحزب الحاكم، وقال القباطي أن: "مرشح الحزب الاشتراكي اليمني هو فيصل بن شملان، ولا يوجد للحزب مرشح آخر.. والمرشح الذي حاول تسميته الأخ السائل هو يمثل جزء من الفساد السياسي للانتخاب الذي يمارسه الحزب الحاكم، وأصر الحزب الحاكم أن يوصل إلى الناخبين شكل من أشكال فساده ودليل من دلائل فساده الشامل في الحياة السياسية والعملية". أما محمد قحطان – الناطق الرسمي بلسان المشترك- فقد علق على السؤال ذاته قائلاً: " أستغرب أن لا يدرك صحفي بحجم السائل الفرق بين مرشح الحزب وما بين شخص مرشح مستقل فيُسمي بعض أشخاص رشحوا بشكل مستقل مرشحي أحزاب" وأضاف: "نحن لا توجد لدينا هذه الحساسية". وعندما عقب مراسل الجمهورية سائلاً حول انه إذا كان الاشتراكي يرى في المجيدي جزء من فساد السلطة فلماذا لا يتم استئصال هذا الجزء الفاسد من اللجنة المركزية للحزب، رفض قحطان السماح لممثل الحزب الاشتراكي في المشترك الإجابة وظل مصراً على فرض وصايته على الاشتراكي رغم كل ردود الأفعال التي طالبت السماح لممثل الاشتراكي بالإجابة ، حيث نفى قحطان أن يكون القباطي قصد المجيدي، وقال "أنه تكلم عن أسلوب المؤتمر في التعاطي مع الموضوع"، ورغم إصرار جميع الصحافيين على الاتهام الصريح للمجيدي بالفساد وأنهم سمعوا ذلك بوضوح رفض قحطان الأخذ بذلك متجاهلاً ممثل الحزب الاشتراكي في وصاية غريبة أثارت دهشة الحضور. أما حول موقف اللقاء المشترك من العلاقة مع أمريكا ، في سؤال "نبأ نيوز" حول مدى إيمان اللقاء المشترك بالديمقراطية والعدالة الأمريكية والمنظمات التي ستراقب الانتخابات في ضوء الإحداث الجارية في لبنان، رد محمد قحطان قائلاً " ما كان يجب أن يخفى على الأخ السائل أيضاً الفرق بين الإدارة الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني التي لا تنتمي للإدارة الأمريكية المظاهرات الصاخبة التي جرت في لندن من منظمات بريطانية وفي مختلف المدن نحن حين نتحدث عن رقابة دولية نتحدث عن رقابة دولية غير حكومية مثل NDI وغيرها وهي منظمات تعمل بترخيص من الحكومة اليمنية". هذا ولم يأت اللقاء المشترك بالجديد في مؤتمره الصحافي الذي أعاد فيه ما سبق سماعه في كل مناسبة حول اتهاماته للحزب الحاكم بالفساد، وللجنة العليا بالمخالفات الدستورية، وللإعلام بالانحياز للحزب الحاكم ن ولكشوف التسجيل بالتزوير. إلاّ أن الجديد في المؤتمر الصحافي هو تصاعد حدة الاستياء الإعلامي العام من ممارسات اللقاء المشترك، والذي لم يعد محصوراً في إطار الإعلام الحزبي بل امتد هذه المرة ليشمل الوكالة الرسمية (سبأ) وصحيفتين مستقلتين (الأيام) و(نبأ نيوز). فقد احتج مراسل وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) على المشترك قائلاً حول ما تردده أحزابه دائماً من وصف للإعلام الرسمي بأنه منحاز رغم أن فترة الدعاية الانتخابية لم تبدأ ، مؤكداً أن تغطية الإعلام الرسمي للمرشح علي عبد الله صالح هو على أساس انه رئيس الجمهورية .. ونوه إلى أن الإعلام الرسمي سعى لأن يكون متوازناً ومحايداً مع الجميع وغير مرة عقدت لقاءات مع جهات في المشترك كان آخرها الأستاذ محمد قحطان الذي رفض "واستهتر" بدعوة وكالة الأنباء اليمنية سبا. وقد رد قحطان على ذلك مطالبا الصحافيين بالإطلاع على بعض النصوص القانونية، وبرر رفضه اللقاء مع سبأ بأنه لكي "لا تكون هذه القطرة بين مطرة وسائل إعلام المؤتمر". أما مراسل الأيام – محمد فارع الشيباني- فقد احتج على قيام المشترك للمرة الثانية في مؤتمر صحافي بإقصاء الصحف المستقلة وتقديم وسائل إعلامه مستشهداً بتجاهله هذه المرة وتقديم زميل آخر وصل في النهاية .. وأعلن الشيباني رفضه التقدم بأي سؤال خلال المؤتمر الصحافي احتجاجاً على هذه السياسة. أما مراسل (نبأ نيوز) فقد تعرض لأكثر من هجوم خلال إدلائه بأسئلته من قبل الإعلاميين في اللقاء المشترك الذين رفضوا أن يسأل المراسل حول الموقف من الرقابة الأمريكية ، وتلفظوا بعبارات نابية دفعت المراسل إلى الاحتجاج العلني أمام قيادات المشترك مطالباً إياه بإلزام صحافييه بان لا يضيقوا ذرعاً بالرأي الآخر، وأن يكفوا عن مهاجمة كل من ينتقد أحزابهم ويتهموه بالعمالة والصهيونية والتآمر.