أثار مسلسل "قمر لا يغيب"، الذى كتبه ماهر زهدي ويتناول قصة حياة الفنانة شادية، جدلاً كبيراً في الأوساط الفنية خاصة أن شادية التي اعتزلت منذ ما يقرب من ربع قرن مازالت متمسكة برفض الظهور في أي وسيلة إعلامية أو حتى تسلُّم أي جوائز تقديرية، وأعلنت على لسان مدير أعمالها رفضها التام لهذا العمل. وذكر موقع "الشروق" أنه رغم كل شيء المشروع لايزال قائماً، وجهة الانتاج متحمسة وجاري البحث عن فنانة تلعب دور شادية وسط تأكيدات أصحاب المشروع بأن القانون يقف إلى جانبهم انطلاقاً من أن شادية وأي فنان آخر هو شخصية عامة ومن حق أي مؤلف أن يكتب عنه حتى دون الحصول على موافقة مسبقة منه. مؤلف العمل ماهر زهدي الذي تعرض لحالة ضجيج منذ الإعلان عن المشروع ولم تتوقف حتى الآن دافع عن مشروعه قائلاً :"الضجيج كان نتيجة التصريحات التي نسبت لي ومعظمها غير صحيح بالمرة فعلى الرغم أن القانون يحميني ومن حقي أن أكتب عملاً درامياً عن الفنانة شادية لأنها شخصية عامة وأعمالها لاتزال تعرض حتى الآن لكني لن أتحدى إرادتها وأقدم عملاً على غير إرادتها. وأوضح: رغم أنني كتبت جزءاً كبيراً منه وجهة الإنتاج متحمسة له للغاية وكذلك المخرج سامح الشوادي لكن كل شىء متوقف حتى نحصل على موافقة الفنانة شادية وقد أرسلت لها منذ أيام المعالجة الدرامية للعمل في 200 ورقة لأؤكد لها أننا بصدد عمل مسلسل لتكريم مشوارها الذي نتباهى به جميعاً، وهناك اتصالات مكثفة معها من خلال فنانة معتزلة على علاقة قوية بالفنانة شادية لإقناعها بالموضوع وأنا متفائل جداً. وأضاف:" حتى لو رفضت الفنانة شادية فلن أمل أو أزهق وسأواصل رحلتي لإقناعها خاصة أنني أقدم مسلسلاً حباً لها، إضافة إلى أن حياتها الشخصية تخلو من أي شيء تخجل منه والمسلسل يتناول حياتها منذ المرحلة الأولى لدخولها الفن ثم المرحلة الأخيرة حينما اتجهت للأغاني الدينية قبل إعلانها الاعتزال، ويتوقف العمل عند هذه اللحظة إيماناً منا بأن الفترة التي تلت الاعتزال هي ملك لها وحدها لكن قبل ذلك فهي ملك لجمهورها الذي لايزال يعشقها ويعشق أعمالها. وعما إذا كان سيتعرض لزيجاتها فقال :"بالطبع وهذا أمر لا يضيرها في شيء خاصة أن كل زيجاتها كانت معلنة وأسباب الطلاق كانت معلنة أيضاً وحياة الفنانة شادية مليئة بالأحداث الدرامية العديدة التي تثير شهية أي كاتب. وحول مصادر معلوماته عن الفنانة المعتزلة، قال زهدي :"منذ سنوات طوال وقبل إعلان شادية الاعتزال وأنا حريص على جمع كل ما ينشر عنها سواء خبراً صغيراً أو حواراً أو أي شيء ورد فيه اسم الفنانة شادية سواء على لسان الفنان كمال الشناوي الذي قدم معها أشهر ثنائي فني أو الفنانة هند رستم التي بدأت مشوارها الفني في نفس اليوم الذي بدأت فيه شادية، إلى جانب الحوارات التي أجرتها شادية وحكت فيها قصة حياتها وأملك معلومات لا حصر لها عن حياتها الفنية وهناك مساحة لخيالي كمؤلف في كيفية تناول هذه الحياة درامياً. وحسب الموقع هناك عدداً من الفنانين لهم تأثير ووجود في حياة الفنانة شادية وعلى رأسهم الفنان كمال الشناوي الذي تزوج شقيقتها والفنانتان فاتن حمامة ومريم فخر الدين اللتان كانتا تربطهما عائلة واحدة وهي عائلة ذوالفقار فكن متزوجات من الأشقاء الثلاثة "صلاح ومحمود وعز" في توقيت واحد، سألناه عن موقفهم من العمل وهل حرص على استئذانهم، رد قائلاً :"بالطبع كل هذه الشخصيات موجودة بالعمل ولكن لم أستأذنهم خاصة أن التركيز ليس مسلطاً عليهم فوجودهم بشكل عابر فلم أجسد حياة فاتن حمامة حتى تعترض وإذا حذفت مشاهدها فلن يتأثر العمل فالمسلسل مليء بالشخصيات العديدة. وعن مدى صحة الاستقرار على ترشيح كل من دلال عبدالعزيز ودنيا سمير غانم للعب دور شادية في المرحلتين الأولى والثانية في المسلسل قال :"كلام غير صحيح بالمرة خاصة أن الفنانة شادية رفضت من قبل أن تلعب دورها دلال عبدالعزيز ونحن لم نقم بترشيح ابنتها دنيا. وشدد على أنه إذا حصل على موافقة شادية فسوف يستعين بوجه جديد لم يخض تجربة التمثيل من قبل حتى تتمتع بمصداقية أكبر لدى الجمهور. غير أن النية الطيبة لمؤلف المسلسل لم تكن كافية لتحميه من حملة الاعتراضات التي تبنتها أكثر من نجمة من جيل دلوعة الشاشة شادية، وبينهم الفنانة سميرة أحمد التي اعتبرت ما يحدث بأنه تعدٍ على حياة الفنانين الشخصية وقالت :"هذه إهانة كبيرة للفنانين. وأضافت: ليس من حق أي كاتب أن يتعدى على حقوقنا بزعم أننا شخصيات عامة ونفاجأ بمن يكتب قصة حياتنا ويعرضها للناس على مرأى ومسمع منا فهذا أمر غير جائز حتى لو القانون يسانده ولا أعتقد أن هذه المزاعم حقيقية فلي حقوقي كمواطنة والقانون يجب أن يحميني فلا يعقل أن نقبل هذه التعدي بإدعاء أن هذه ضريبة الشهرة فهذا الكلام زائف والغرض منه تبرير تصرفات غير لائقة ولا تجوز. وأعربت عن دهشتها مما وصفته بمضايقة الفنانة الجميلة المحترمة شادية التى اختارت أن تعتزل بعيداً ولا تظهر في المجتمعات العامة ولا التكريمات والكل احترم هذا فيها ثم نجد من يسعى لكي يتجاوز حصنها حتى لو كان هدفه نبيلاً فهذا يعد تعدياً أخلاقياً ولا يجوز أبداً أن يخرج هذا العمل إلى النور ما لم توافق عليه خاصة أنها لاتزال على قيد الحياة. أما الفنانة نادية لطفي فرأت أن القضية حتى هذه اللحظة تخص شادية وحدها وعليها أن تستعين بالمحامي الخاص بها، فالقضية الآن هي قضية قانونية وعلى رجل القانون التأكد إذا كان من حق المؤلف أن يكتب عملاً عن فنان لايزال على قيد الحياة دون موافقته أم لا، وعن نفسي لا أستطيع أن أجيب عن سؤال ماذا لو تعرضت لموقف مشابه خاصة أن هذا سؤال افتراضي ولم أعتد التعامل مع الافتراضات أو الاسترسال أبدا ولكن إذا تعرضت لموقف مشابه فسأعلن رأيي حينها بصوت عالٍ وبصراحة شديدة. من جانبها، أبدت الفنانة لبنى عبدالعزيز دهشتها مما يحدث، وقالت :"لا أستوعب هذه الهوجة في كتابة مسلسلات سير ذاتية تستهدف الفنانين واحداً وراء الآخر في وجود مشروعات عن رشدي أباظة وتحية كاريوكا والآن شادية ولا أفهم الغرض منها، فالفنان تمجده أعماله وليس مسلسلاً يحكي قصة حياته الخاصة التي هي ملكه وحده بدليل الفشل الذريع الذي تعرض له مسلسلاً "العندليب" و"السندريلا". وأضافت: كيف للمؤلف أن يرضى عن نفسه أن يكتب عملاً عن حياة فنان دون الرجوع إليه خاصة أن الفنان لايزال حياً، فأين موضوعيته وحرصه على أن يكون العمل عميقاً صادقاً؟، وهل نصدقه إذا ادعى أنه بصدد تقديم عمل يمجد حياة الفنان ويستعرض محطاته الفنية كيف بدأ وكيف انتهى خاصة أن هذا لا يتناسب مع عمل درامي بحاجة إلى سخونة في الأحداث وتصاعد حتى يقبل عليه الجمهور؟. وعن موقف نقيب الممثلين قال أشرف زكي: لم نلمس أي شيء مادي تحت أيدينا حتى نعلن موقف النقابة ولكن أؤكد أننا لن نقف صامتين مكتوفي الأيدي بل سنتدخل بقوة لمنع تنفيذ أي عمل حول فنان لايزال على قيد الحياة وهو لا يرغب في هذا، خاصة أنه غير صحيح بالمرة أن القانون يتيح للمؤلف هذا الحق، مشدداً على أن مسلسل شادية لن يخرج إلى النور ما دام المؤلف لم يحصل على موافقة مكتوبة منها.