تعتبر لعبة كرة القدم هي الرياضة الأولى بلا منازع، فهذه اللعبة يعشقها الملايين في العالم كله ولا يقتصر حبها والاهتمام بها على الشعوب بل أن الحكومات ايضاً تهتم بهذه اللعبة لمعرفتها لأهميتها في حياة شعوبها ومدى تأثيرها على الناس. وان كان بعض الناس مازالوا يخلطون بين الرياضة والسياسة ويعتبرون انتصارهم في ارض الملعب انتصار سياسي قد يغطي خيبات بلدهم السياسة وهذا أمر بديهي ولو حاول الجميع إنكاره لأن كل منتخب ينزل إلى الملعب باسم بلاده ويرفع علم بلاده ويعزف نشيده الوطني!! وان كان اتحاد الفيفا قد حذر أكثر من مره من إدخال السياسة في أمور الكره.. لأنه ليس من المنطقي تحديد الدول ومواقفها السياسية ونصرها في أقدام مجموعه من اللاعبين..!! واعتبار نصرهم على ارض الملعب انتصاراً لتلك الدولة على الأخرى لأن الأمر لا يعدو عن كونه مجرد لعبة وتنافس شريف.. واعتقد انه من المهم أن يعلم الجميع في اليمن أن اكبر انتصار لليمن ولكل يمني هو بإقامة خليجي عشرين وان اليمن انتصرت فهي لم تثبت للدول المجاورة أن أمنها واستقرارها في الحفظ والصون، بل أثبتت لنا نحن اليمنيون أن ما قاله الرئيس كان هو الأصح بل أنه أعاد لنا مجددا ثقتنا في قيادتنا وفي يمننا بشكل عام.. من أن بلادنا قادرة على استقبال ضيوفها بل وزرع الفرح والغبطة في قلوبنا جميعا.. خصوصاً مع أن اليمن كانت قد عاشت أياما عصيبة في ظل الحملة الإعلامية الظالمة التي رافقت قضية الطرود المفخخة والحرب النفسية التي شنها الإعلام الغربي على اليمن وتخويف اليمنيين بأن اليمن أصبحت قاب قوسين أو أدنى معرضة في أي لحظه، لهجوم كاسح لا يبقي ولا يذر، من كواكب أخرى!! لكننا حقيقة، لابد وأن نشكر إخواننا في الخليج على حضورهم وثقتهم فينا وفي البلد، وان كنت اعتقد انه يجب استثمار هذه المشاركة وهذه الفرصة في الدعوة للحوار والتفاهم وتقريب وجهات النظر بيننا وبين دول الخليج خصوصاً جيل خليجي عشرين، أنها فرصه لإرساء سبل وآفاق جديدة للتعاون والتفاهم بين أبناء هذا الجيل، وتجاوز للخلافات السياسية.. فطعم الفرح والسعادة والتشويق والحماس نحو الرياضة نجده منذ زمن طويل إلا الآن مع إقامة خليجي عشرين، وبالطبع فطعم الفرح الذي عم الشارع اليمني هو ألذ ألف مرة من بؤس الحروب والكمائن والاغتيالات والاقتتال، وطبعاً لا ننسى هنا أن ننوه انه يجب التركيز على حب هذه اللعبة ونوظفها توظيفا صحيحا لصالح خدمه بلادنا نظرا لأهمية هذه اللعبة الجماهيرية القادرة على خلق الشعور المشترك المبني على التعاون والتضامن، كما أن التنافس الشريف في هذه اللعبة لهو أفضل ألف مرة من زرع ثقافة التكفير واحتقار الآخر ومن تكريس ثقافة الجهل والتخلف وسياسة فرق تسد. فكما هو معروف أن لعبة كرة القدم تعمل على تربية الفرد على ثقافة التسامح وتعزيز الروح الرياضية وليس أدل على ذلك في مصافحة الخصم وتهنئته بالفوز وعدم اعتبار الهزيمة نهاية المطاف بل قد تكون فرصه لمراجعه النفس والتعلم من الأخطاء. وهنا لا ننسى الدعوات التي أطلقتها عدة منظمات دوليه مطالبة بجعل لعبة كرة القدم وسيلة للتقريب بين الشعوب ونبذ العنف والتطرف وإبعادها عن السياسة ونكدها. وهنا اندهش من أولئك الذين يريدون تغييب الروح الرياضية وتحويل هذه اللعبة وملاعبها إلى ساحة لحسم المعارك بين الدول واعتبار النصر نصرا للبلد.. وكم أتمنى ان نجد رجال الأعمال، وقد تبنوا الأندية على غرار ما يجرى في كثير من الدول، والاستثمار من قبلهم في هذا المجال الحيوي الذي يدر في البلدان الأخرى أرباحا كبيرة.. وهذا المسلك من شأنه أن يساهم ليس في استقلاليه مادية دائمة لهذه النوادي، بل ويزيل الخلط بين السياسة والرياضة بسبب الدعم الحكومي المستمر لهذه الأندية والإنفاق الكبير عليها من خزينة الدولة. [email protected]