الإرادة هي سلوك إنساني يتحكم في كثير من أفعال وردود أفعال الكثير من البشر، فعندما تتوفر الإرادة لدى الإنسان ويكون لديه الإيمان المطلق بقدرته على تحقيق ما يصبو إليه ومقدرته على تخطي الصعاب فإنه بلا شك سينتصر على ما يواجهه من عقبات تقف في طريقه. وكم رأينا من التجارب الإنسانية الكثيرة سواءً كانت على مستوى الفرد أو المجتمع والتي تحدت الإرادة الصعاب ونجحت في صنع النصر والذي كان يراه الكثيرون مستحيلاً تحقيقه، والتاريخ الإسلامي فيه الكثير من تلك التجارب وهذا ليس مجال حديثي الآن. إنما أنا أتحدث عن حدثين مازالا ماثلين أمام أعيننا ألا وهما: الحدث الأول وهو خليجي 20 وما رافقه من إرهاصات كثيرة وما واجهته اليمن من حروب إعلامية وتشكيك بقدرات هذا البلد في تنظيم البطولة والتشكيك في أمن هذا البلد وإستقراره وهذه الحروب كان مصدرها الأساسي جهتين أتفقتا في الأسلوب رغم اختلاف أهدافهما، هاتين الجهتين إحداهما داخلية وهذا الذي يؤسفنا أن نجد هناك من أبناء الوطن من يحاول تشويه سمعة بلده في سبيل تحيق أهداف ناس تجاوزهم التاريخ، والجهة الأخرى هي جهات خارجية لا نريد أن نسميها فالكل يعرفها ويعرف أهدافها. ولكن عندما توفرت الإرادة القوية لدى أبناء شعبنا اليمني العظيم على كافة مستوياته فإن الانتصار كان حليف اليمن السعيد فتمت الإستضافة والتي كانت على مستوى عالٍ من النجاح وبشهادة كل من حضر هذه البطولة وبرهنت اليمن من خلال هذا الحدث على قدرتها في إستضافة الأحداث الكبيرة بكل إقتدار وردت كيد المشككين والمرجفين في نحورهم وجعلتهم يموتون في حسرتهم. والحدث الآخر كان مصدره دولة صغيرة في حجم مساحتها وسكانها كبيرة في عطائها وإرادة أبنائها وهذه الدولة هي دولة قطر التي حباها الله الثروة المادية ولكن قبل ذلك حباها قيادة حكيمة تعمل في سبيل رفعة بلدها، فهذه الدولة يوماً بعد يوم تثبت للعالم أجمع أنها على قدر من الإرادة التي تسمح لها بتحدي كل الصعاب فهي تنتقل من حدث إلى آخر ومن نجاح إلى آخر وآخر هذه النجاحات هو إسناد الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيم كأس العالم لعام 2022م متجاوزاً دولاً عظمى في كل شيء مثل أمريكا واليابان وكوريا واستراليا وبفارقٍ كبير من الأصوات وفي كل مراحل التصويت. إن هذا النجاح في نيل ثقة العالم بقدرة قطر على الإستضافة لم يأتي من فراغ بل جاء من عزيمة وإرادة كبيرة وعملاً متواصلاً ليلاً مع نهار حتى تحقق الحلم فلولا توفر الإرادة لدى أبناء هذا البلد لما تحقق ما سعوا إليه .وإنني من هنا يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لفخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بمناسبة أعياد الثورة اليمنية ونجاح اليمن بتنظيم خليجي20 بإقتدار وإلى الشعب اليمني العظيم بهذه الإنتصارات المتوالية وكذلك أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو / حمدبن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وإلى الشعب القطري الكريم بهذ الإنجاز الكبير في نيل إستضافة كأس العالم . والله من وراء القصد [email protected]