مني مجلس الحراك الأعلى بفشل ذريع في تنفيذ إضراب عام في لحج، دعا إلى تنفيذه اليوم، وذلك بعد يومين فقط من خروج قواعد الحراك في يافع والحبيلين بتظاهرتين ضد بعضهما البعض، في ظل عاصفة خلافات تجتاح مختلف مكونات الحراك تسببت بها محاولة لخطف الحراك قادها فصيل في يافع أعلن وصايته على الآخرين ببيان مفجراً نقمة مختلف الفصائل التي انتحل أسمائها وصفاتها ببيانه رغم عدم علمها بشيء. وأفادت مصادر "نبأ نيوز" في لحج: أن مديريات ردفان الأربعة شهدت حياة طبيعية اليوم، وانصرفت الأهالي إلى أعمالها وتجارتها متجاهلة دعوة الإضراب، مرجعة ذلك إلى الخلافات السائدة بين فصائل الحراك، وداخل كل فصيل، والتي أججتها قيادات الخارج من جهة، و"لقاء يافع" من جهة أخرى والذي شن القائمون عليه بقيادة "عبد الرب النقيب" هجوماً عنيفاً على حراك الضالع- حركة "نجاح" بزعامة صلاح الشنفرة- وقاموا بتخوين قياداتها، واتهامهم بالعمل لحساب الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك. وبحسب مصادر قيادية في الحراك، فإن القيادات الفارة من مناطقها إلى يافع، استغلت وجودها بمكان واحد لعقد لقاء ومحاولة "خطف الحراك" وإيلاء زمام قراره إلى القيادات "اللحجية"، وذلك من خلال إصدار (بيان يافع) المستوحى من مشروع حسن باعوم، والداعي إلى التوسعة وإرجاء المؤتمر العام، غير أن "الفضيحة" تكمن في قيام القائمين على اللقاء ومنهم (النقيب، وشلال، والخبجي، وطماح، والغريب) بالاحتيال، وتهميش القيادات الأساسية لفروع "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، وكذلك بالتحدث باسم قيادات أكدت عدم علمها إطلاقاً باللقاء، أو البيان الصادر عنه، وأدانت ما حدث في يافع، كما هو الحال مع "سعيد سعدان" في المهرة و"عيدروس حقيص" في أبين. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن من فضائح لقاء يافع وبيانه هو أنهم قاموا بتهميش رئيس فرع عدن "عمر جبران" واستبداله ب"فاروق حمزة"، وتهميش "وحدين، وباحشوان" في حضرموت واستبدالهما ب"أحمد بامعلم"، وتهميش "ناصر حويدر" و"أحمد باعوضة" في شبوة واستبدالهما ب"الشيخ بنان"، والأمر نفسه حدث مع قيادات في الضالع ولحج.. ليتحول بذلك "بيان يافع" من دعوة لتوحيد الحراك إلى عاصفة مزقت أشلاء تكويناته، وفجرت خلافاتها الداخلية.
أخطر تداعيات للقاء يافع المنعقد في 25 نوفمبر 2010م، تبلورت الخميس الماضي 2/12/2010م بقيام المئات من المتظاهرين من أنصار الحراك بمدينة الحبيلين بالخروج بمسيرة وترديد هتافات مناوئة لعدد من قيادات الحراك، وشتمهم علناً، واتهامهم بالعمالة لصالح النظام، وهو ما اعتبرته قيادات انفصالية بأنه "أول خروج لصراعات الحراك إلى الساحات العامة والشوارع"، وحذرت بأنه قد "يفتح أبواب المواجهات والصدامات بين فصائل الحراك خلال الفترة القادمة"! وقد تصاعدت تلك المخاوف على نحو كبير يوم أمس الأول الأحد 5/12/2010م، وذلك بخروج تظاهرتين متضادتين في كل من "الحبيلين" و"يافع"، لعنت خلالهما كل تظاهرة التظاهرة الأخرى، واستنكرت خيانتها وعمالتها للنظام، وتبادلا اتهام بعضهما البعض بالمسئولية عن فشل البرنامج الإحتجاجي الذي كان مقرراً بالتزامن مع تنظيم بطولة كأس الخليج، بدعم وتمويل علي سالم البيض، الذي اشتاط غضباً بانتهاء الحفل الافتتاحي للبطولة بسلام، واتهم قيادات الحراك بالداخل بالنصب عليه ووصفهم ب"النسوان"- وهو ما أوردت "نبأ نيوز" تفاصيله في خبر سابق. الصراع الساخن على الزعامة، والأموال، وثقافة العصبية المناطقية "القروية"، أخرجت خلافات الحراك للمرة الأولى منذ نشأته إلى العلن، لينشر كل فصيل الغسيل الوسخ للآخر في شوارع الحبيلين ويافع، في نفس الوقت الذي باشرت حركة "نجاح" في الضالع نشر "الملابس الداخلية القذرة لفصائل الحراك بلحج" في حملات هجومية شرسة، رديفة لحملات لا تقل شراسة شنتها قيادات الحراك في عدنوحضرموتوشبوة، وأغرقت بها واجهات المنتديات الانفصالية.. وفيما أطلقت خلافات الحراك أبواب الشتم واللعن والتخوين لبعضها البعض، فقد أبدى العديد من الناشطين في الحراك مخاوفهم من تطور الأوضاع إلى صراعات مسلحة خلال الأيام القادمة، على غرار ما كانت تسفر عنه خلافات نفس القيادات في العهد الشمولي، الذي عرف بأنه عهد التصفيات والاغتيالات السياسية والمجازر..