توج برشلونة الإسباني بطلاً لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه إثر فوزه الدراماتيكي والكبير على نظيره آرسنال الانكليزي بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة النهائية التي جمعتهما يوم الأربعاء على استاد دي فرانس في العاصمة الفرنسية باريس وسط حضور جماهيري غفير فاق ال 80 ألف متفرج. وعانى برشلونة الأمرين قبل الفوز على الآرسنال، حيث ظل متأخراً حتى الدقيقة 77 من المباراة، قبل أن تنقلب المباراة رأساً على عقب حين أحرز المهاجم الكاميروني صامويل إيتو هدف التعادل للبارصا من مجهود رائع، حتى تمكن زميله البرازيلي جوليانو بيبلتي من إحراز هدف الفوز الغالي لفريقه في الدقيقة 81 من المباراة، التي شهد شوطها الأول تقدم الآرسنال بهدف عبر مدافعه الدولي سول كامبل في الدقيقة 37. ولعب آرسنال المباراة منذ الدقيقة 19 بعشرة لاعبين إثر طرد حارسه الألماني ينز ليمان بعد عرقلته على مشارف منطقة الجزاء للمهاجم الكاميروني صامويل إيتو، ليشهر الحكم النرويجي البطاقة الحمراء في وجه الحارس الألماني. وضرب برشلونة الذي استحق التتويج الأوروبي بعد مجهود رائع طوال الموسم محلياً وأوروبياً، أكثر من عصفور بحجر واحد، فبعد أن بسط هيمنته على الكرة الإسبانية وتوج بالدوري المحلي ، جاء الدور ليبسطها على الكرة الأوروبية ويتوج بأغلى الألقاب بلقب دوري الأبطال الذي سبق له وأن توج بلقبه في العام 1992م. وأعطى برشلونة الكرة الإسبانية مجداً جديداً حين منحها فرصة الإنفراد بالرقم القياسي بعدد الألقاب حين رفعت رصيدها الى 11 لقبا منها 9 لريال مدريد و2 لبرشلونة، في حين تأتي الكرتان الانكليزية والايطالية في المرتبة الثانية (10 القاب). وفي نجاح آخر، منح فوز برشلونة الكرة الإسبانية أن تجمع بين لقبي المسابقتين الاوروبيتين بعد ان فاز اشبيلية على ميدلزبره 4-صفر الاسبوع الماضي في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي، وكرس تفوق الكرة الاسبانية على نظيراتها الانكليزية. وحرم برشلونة نظيره آرسنال من تحقيق أول لقب أوروبي في هذه المسابقة، كما حرمه بأن يكون خامس فريق انكليزي يحرز لقب دوري أوروبا بعد أندية بعد مانشستر يونايتد وليفربول ونوتنغهام فوريست واستون فيلا. وإلى تفاصيل المباراة النهائية، فقد جاءت سريعة من كلا الفريقين خصوصا الفريق الانكليزي الذي بدأ مهجاما منذ البداية، وسنحت له فرصتان عندما مرر ايمانويل ايبويه كرة عرضية داخل المنطقة باتجاه تييري هنري فتخلص ببراعة من المدافع المكسيكي رافايل ماركيز وانفرد بالحارس فيكتور فالديز الذي تصدى لمحاولته ببراعة وابعد الكرة ركلة ركنية في الدقيقة الثالثة. ثم تلاعب هنري باحد المدافعين على حافة المنطقة واطلق كرة صاروخية ابعدها فالديز مجددا بقبضية يديه. ورد برشلونة عبر تسديدة من مهاجمه الفرنسي لودوفيك جيولي سيطر عليها الحارس ليمان على دفعتين ،وانبرى رونالدينيو لركلة حرة مباشرة من 40 مترا لكن خارج الخشبات الثلاث. وانتزع البرتغالي ديكو الكرة على مشارف المنطقة واطلقها قوية سيطر عليها ليمان بسهولة. وكانت نقطة التحول في الدقيقة الثامنة عشرة عندما طرد الحكم النروجي هاوغه حارس مرمى ارسنال ليمان لعرقلته الكاميروني صامويل ايتو لدى دخوله منطقة الجزاء اثر تمريرة بينية رائعة من رونالدينيو واحتسب ركلة حرة مباشرة سددها رونالدينيو مرت الى جانب القائم الايمن لمرمى ارسنال. وأشرك المدرب فينغر الحارس البديل الاسباني مانويل المونيا مكان ليمان المطرود على حساب لاعب الوسط الفرنسي روبير بيريس الذي كان يخوض اخر مباراة له مع الفريق اللندني بعد ان اكد رئيس نادي فياريال الاسباني انه سينتقل الى ناديه. وشكلت حادثة الطرد ضربة معنوية لارسنال وحاول برشلونة استغلال هذا الامر من خلال الضغط على مرمى الفريق اللندني لكن هجماته كانت خجولة ولم تشكل خطورة حقيقية. وفاجأ ارسنال منافسه عندما افتتح التسجيل اثر احتساب الحكم ركلة حرة على الجهة اليمنى بعد اعاقة ايمانويل ايبويه رفعها هنري داخل المنطقة وتطاول لها المدافع العملاق كامبل واودعها الشباك وذلك في الدقيقة (37). وسنحت فرصة ذهبية امام برشلونة لادراك التعادل في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول عندما استثمر كرة امامية فخدع كامبل وانفرد بالمونيا الذي لمس كرته القوية قبل ان تصطدم بالقائم. وفي الشوط الثاني، بدأ ديكو تهديد آرسنال بكرة بيسراه من خارج المنطقة سيطر عليها الحارس بسهولة، وارتمى المونيا مجددا على كرة سددها اينييستا الذي دخل بديلا مكان البرازيلي ادميلسون مطلع الشوط الثاني. وجرب رونالدينيو حظه مرة جديدة من ركلة حرة مباشرة لكنها اصطدمت بالحائط وزال الخطر. ورمى مدرب برشلونة الهولندي فرانك رايكارد ثاني ورقة له عندما اشرك الهداف السويدي هنريك لارسون بدلا من الهولندي مارك فان بومل غير الموفق. وكاد ارسنال يضيف هدفا ثانيا اثر هجمة مرتدة سريعة وصلت الى البيلاروسي الكسندر هليب لكن كرته الزاحفة مرت الى جانب القائم الايسر. وسنحت فرصة اخرى امام ارسنال ليحسم المباراة في مصلحته عندما انتزع ليونغبرغ الكرة من ماركيز وانفرد بفالديس الذي تصدى لمحاولته ببراعة. واستمر مسلسل اهدار الفرص من جانب ارسنال عندما انفرد هنري بالحارس الذي احكم سيطرته على الكرة ، ورد رونالدينيو بكرة مرت الى جانب القائم الايمن وحملت الدقيقة 77 الفرج لبرشلونة عندما مرر كرة امامية داخل المنطقة باتجاه لارسون فمررها الاخير باتجاه ايتو الذي انفرد بالحارس وسدد من زاوية ضيقة مدركا التعادل، وهو الهدف الاول الذي يدخل مرمى ارسنال منذ 995 دقيقة في هذه المسابقة. واعطى الهدف دفعة معنوية هائلة ولم تمض اربع دقائق حتى اضاف الفريق الكاتالوني الهدف الثاني، وللمرة الثانية كان لارسون وراء الهدف الثاني عندما مرر كرة متقنة داخل المنطقة الى البرازيلي بيليتي الذي نزل قبل لحظات فاطلق الاخير كرة قوية مرت بين ساقي المونيا داخل الشباك.