الرئيس التركي عبد الله جول يرافقه وفد رفيع من رجال الإعمال الأتراك يحلون اليوم ضيوف على اليمن في زيارة هامة ولافتة في توقيتها تم التمهيد لها منذ مايو الماضي عندما زار وفد كبير يضم أكثر من 180 شخصية من رجال وسيدات الأعمال الأتراك صنعاء وأعقب ذلك في أكتوبر الماضي زيارة وفد رجال الأعمال الأتراك برئاسة صادق يلدز مسؤول هيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا(DELK) اليمن وعقد سلسلة لقاءات في إطار الإعداد والترتيب لجعل الاقتصاد هو الرافعة الحقيقة للعلاقات اليمنية - التركية اللافت أن زيارة الرئيس التركي جول لليمن في هذه المرحلة تكتسب أهمية بالغة في ظل متغيرات إقليمية بالغة الحساسية تمر بها المنطقة. وإذا كانت الزيارة الهامة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح لتركيا عام 2008م قد فتحت الأبواب أمام تعزيز العلاقات بين البلدين وركزت على الاقتصاد كرافعة حقيقة لتعزيز وتطوير العلاقات ين البلدين من خلال إرساء دعائم قوية لشراكة يمنية – تركية تعتمد المصالح والمنافع المشتركة ، فإن زيارة الرئيس التركي عبد الله جول ومعه حشد كبير من رجال الأعمال الأتراك اليوم لصنعاء ستدشن مرحلة جديدة وهامة للعلاقات بين البلدين تعطي الأولوية للاقتصاد والمشاريع الاستثمارية باعتبار أن المصالح والمنافع المشتركة هي الشيء الوحيد الذي ينمو ويعزز الترابط بين الشعوب ويخلق شراكة حقيقية بينها في مختلف المجالات، كما تؤكد هذه الزيارة الهامة الوعد الذي قطعته تركيا بعزمها رفع مستوى علاقاتها مع اليمن عندما قال الرئيس التركي عبد الله جول خلال زيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لأنقره 2008م " إن تركيا عازمة على رفع مستوى علاقاتها مع اليمن بحيث يكون نموذجاً للدول الأخرى .. مؤكدا أن العلاقات التركية اليمنية تملك مستقبلاً مشرقا " وقد حظيت زيارة الرئيس التركي جول لليمن باهتمام واسع وملفت سواء من حيث التحضيرات التي سبقتها أو من حيث توقيتها كما أن نوعية الاتفاقيات والبروتوكولات التي سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة ستؤدي إلى تنامي العلاقات اليمنية – التركية على طريق تحقيق شراكة حقيقة وفاعلة من خلال إنشاء مناطق صناعية كبيرة وقوية تمتص البطالة والأيدي العامة حيث من المقرر أن يتم إشهار شركة تشغيل وتطوير المنطقة الصناعية الكبرى في الحديدة وتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية المشتركة مع رجال الأعمال الأتراك وتسهيل فرص الاستثمار للمستثمرين الأتراك في اليمن وبما يعزز من تبادل الصناعات اليمنية التركية، وخلق أسواق منتجة تساهم في تطوير السلع الاستهلاكية بين اليمنوتركيا وهو ما عكسته رغبة إحدى الشركات التركية بتسويق بعض المنتجات الزراعية اليمنية " البطيخ" على سبيل المثال في الأسواق التركية نظرا للطلب المتزايد عليه في تلك الأسواق‘ ، وهناك مشاريع استثمارية عديدة لعل أبرزها إنشاء المنطقة الصناعية الكبرى في الحديدة والطلب اليمني بإنشاء جامعة تركية في اليمن وهناك حوالي أكثر من 200 وكالة تركية تجارية مسجلة في اليمن، إضافة إلى فروع ل 6 شركات تركية كبرى . كما أن هناك رغبة يمنية – تركية تمثلت برغبة رجال المال والأعمال في البلدين في لقاءاتهم المتلاحقة منذ عام 2008م عقب زيارة فخامة الرئيس لتركيا في رفع الميزان التجاري بين اليمنوتركيا خلال الثلاث سنوات المقبلة إلى مليار دولار من خلال تشجيع الشركات التركية الدخول إلى السوق اليمنية بقوة و استقطاب رؤوس الأموال التركية للاستثمار في اليمن والدخول معهم في استثمارات مشتركة في العديد من المجالات والمشاريع الإستراتيجية ، كما يجب التركيز على صناعات النسيج والملابس والاستثمار في مجال الطاقة وهكذا فإن التناغم اليمني – التركي واضحاً وملفتاً منذ الزيارة الهامة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لتركيا 2008م وقد أخذت بعد هذه الزيارة العلاقات بين البلدين تتسارع وخاصة في المجالات الاقتصادية. حيث وصل حجم التبادل التجارية بين البلدين إلى 83 مليون دولار وهناك جهود تبذل لزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري ليصل إلى مليار دولار في المستقبل وهذا مؤشر قوي يعكس أن البلدين يدركان أهمية توثيق العلاقات بينهما وتعزيزها لخدمة شعبيهما والمنطقة بشكل عام في ظل متغيرات تشهدها المنطقة. واليوم ستفتح زيارة الرئيس التركي عبد الله جول آفاق واسعة أمام العلاقات اليمنية – التركية وخاصة في المجالات الاقتصادية باعتبار أن السياسية ما هي الآ اقتصاد مكثف كما يقول علماء السياسية والاقتصاد ويدرك المراقب أن التناغم اليمني – التركي يتوافق مع أهمية دور تركيا الصاعد في المنطقة والعالم وموقع اليمن الإستراتيجي والهام كدولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة في ظل متغيرات تشهدها المنطقة باتت واضحة للعيان قوامها الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ودولها بعيداً عن استغلال ظروف كل دولة ومتغيراتها المحلية بهدف تسجيل نقاط قوة هنا وهناك وإرسال رسائل لإطراف إقليمية ودولية من جماعات وأطراف تريد تضخيم دورها في المنطقة على حساب أمن واستقرار الدول.