اعتقل الجيش التونسي في 16 يناير/كانون الثاني وزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم، في حين أصدرت النيابة العامة قراراً بالتحقيق مع علي السرياطي مدير أمن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ومجموعة من مساعديه بتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلى وارتكاب الاعتداء المقصود منه حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل وجرائم السلب والنهب. وأفاد التلفزيون المحلي بأن الوزير السابق اعتقل في مسقط رأسه باجه بشمال البلاد. وفي نبأ ذي صلة بالاحداث التونسية تم توقيف قيس بن علي وهو ابن شقيق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. كما اعتقلت سلطات الأمن التونسية 4 مواطنين ألمان بحوزتهم أسلحة ثقيلة وذخيرة في العاصمة تونس. وأشارت المصادر الى انهم أطلقوا النار على مقر الحزب التقدمي الديموقراطي المعارض، وذلك في ظل أنباء أفادت بأن اعتقال المجموعة جاء نتيجة عملية تفتيش سيارة تاكسي قامت بها وحدة شرطة. وبالإضافة الى الألمان الأربعة ألقت الشرطة القبض على أجانب آخرين، بينهم سويديان من أصل تونسي. من جهة أخرى تم اعتقال مراد الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس التونسي المخلوع. في تلك الأثناء وقعت مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات تابعة للأمن الرئاسي السابق، الذي أعلنت السلطات المؤقتة في تونس تعيين العميد توفيق الدبابي مديراً لها. الى ذلك أكدت المعارضة التونسية ان الساعات القليلة القادمة ستشهد تشكيل الحكومة الجديدة، التي سيتم الإعلان عنها في 17 يناير/كانون الثاني. كما ألقى الجيش التونسي القبض على نحو 50 من الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محافظة تطاوين جنوبي تونس،عندما كانوا في طريقهم الى ليبيا على متن سيارات بدون لوحات ارقام، فيما استمرت مطاردة الجيش التونسي لعناصر يعتقد أنها تسعى لإحداث البلبلة في البلاد. وقال مصدر صحفي بمدينة تطاوين لوكالة الأنباء الألمانية "ان عدداً من الحراس قد نقلوا إلى المستشفى، بعد أن أصيبوا بجراح جراء تعرضهم إلى عيارات نارية خلال مواجهات مسلحة وغير متكافئة مع قوات الجيش التي أحكمت السيطرة عليهم". في هذه الأثناء قالت تقارير ان الجيش كان قد حاصر مبنى وزارة الداخلية في العاصمة تونس. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فإن الجيش تبادل إطلاق النار لمدة عشر دقائق مع عناصر مسلحة في ضاحية الكرم الغربي القريبة من ضاحية قرطاج، حيث قصر الرئاسة، فيما أفادت أنباء بأن اشتباكا آخر بين الجيش ومسلحين وقع في ضاحية باردو غرب العاصمة. وحذر الجيش السكان من اعتداءات مسلحين يستقلون سيارات مستأجرة، فيما وردت شهادات من عدة مناطق في العاصمة وخارجها عن محاولة مسلحين يستقلون سيارات مستأجرة أو بدون لوحات تسجيل تنفيذ اعتداءات وترويع السكان. كما شوهد تحليق مكثف لمروحيات الجيش في سماء العاصمة. وبسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد في الأيام الأخيرة، حذرت الكثير من الدول رعاياها من التوجه الى تونس، كما غادرها سياح كانوا قد وصلوها في فترة سابقة للراحة والاستجمام، ليتحولوا الى شهود عيان على مرحلة تاريخية تقبل عليها تونس، التي تعرض قطاعها السياحي لضربة، يعتقد المراقبون ان تبعياتها ستكون قاسية. وتفيد الأنباء أيضاً بأن السياح، لا سيما البريطانيين والألمان، تمكنوا من الوصول الى المطارات دون أية عقبات أو تعرض لهم او لممتلكاتهم، رغم حالة الفوضى التي تعم البلاد. وقد دفعت أعمال الشغب التي شهدتها تونس واستهدفت ممتلكات خاصة وعامة، عقب مغادرة زين العابدين بن علي البلاد وتنحيه عن السلطة، الكثير من النشطاء المدنيين الى تنظيم صفوفهم وتشكيل لجان دفاع شعبية، تساهم في حماية المواطنين من الاعتداءات التي تضاربت الأنباء حول منفذيها، اذ أشارت أنباء الى ان هؤلاء مجرد عناصر منفلتة استغلت الفوضى العارمة لممارسة السرقة، بينما أكدت أخرى الى ان منفذي أعمال الشغب هذه من أتباع النظام. وقد أظهرت لقطات بثها التفزيون التونسي صورا لشبان اعتقلوا وفي حوزتهم أسلحة بيضاء، ويعتقد انهم من مثيري البلبلة. كما اعتقلت السلطات الأمنية 5 مسلحين استولوا على سيارة إسعاف في مدينة صفاقص، في حين أكد شهود عيان اعتقال 50 مسلحاً في مدينة القصرين. وفي ظل أنباء أشارت الى مقتل وهروب عشرات السجناء من أحد سجون مدينة المنستير، ذكرت وسائل إعلام تونسية ان مسؤول سمح بنفسه بإخلاء سبيل محتجزين من عدة سجون في البلاد لافتعال أحداث عنف وشغب. هذا وعقد رئيس الوزراء محمد الغنوشي، اجتماعات مع أحزاب المعارضة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد أصدرت السلطات التونسية قراراً يقضي بتخفيف حظر التجول المفروض لساعة واحدة ، ليبدأ من الساعة 18 حتى الساعة 5 صباحاً. هذا وافادت تقارير في وقت سابق باعتقال مدير الامن الرئاسي علي السرياتي واقارب من عائلة الرئيس التونسي السابق من بينهم سليم شيبوب وهو صهر زين العابدين بن علي وذلك من قبل مواطنين.