قدم وزراء حزب العمل الإسرائيلي الثلاثة بنيامين بن اليعزر ويتسحاق هرتسوغ وأفيشاي برافرمان استقالتهم من الحكومة الاثنين 17/1/2011، في أعقاب انسحاب رئيس الحزب ووزير الدفاع ايهود باراك وأربع أعضاء كنيست آخرين من العمل وإقامة كتلة برلمانية جديدة، فيما قالت رئيسة حزب كديما والمعارضة تسيبي ليفني على أثر ذلك إن حكومة بنيامين نتنياهو فقدت شرعيتها. وعقد الوزراء الثلاثة الباقون في العمل اجتماعاً طارئاً في أعقاب إعلان باراك عن الانسحاب من العمل وتشكيل الكتلة الجديدة باسم "عتسماؤون"، أي استقلال. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الرفاه يتسحاق هرتسوغ قوله في أعقاب الاجتماع الطارئ إنه "حان الوقت لوقف صناعة الكذب بأنفسنا والانسحاب من الحكومة التي جلبتنا إلى طريق مسدود في السعي إلى السلام وفرضت علينا (وزير الخارجية) أفيغدور ليبرمان وحزبه ("إسرائيل بيتنا") بخطاب عنصري مرفوض ويهدد نظامنا الديمقراطي، وقد أبلغت رئيس الحكومة باستقالتي من الحكومة". وبشأن انسحاب باراك من العمل قال هرتسوغ إن "حزب العمل تخلص اليوم من الحدبة على ظهرها، وحفلة باراك التنكرية انتهت، وقد تم هنا حياكة صفقة سياسية ظلامية"، في إشارة إلى تنسيق باراك خطواته مع نتنياهو. وعقد وزير شؤون الاقليات أفيشاي برافرمان مؤتمراً صحفياً وفقاً لوكالة "يونايتد برس انترناشونال"، أعلن فيه عن استقالته من الحكومة وقال إن "ايهود باراك انفصل عن العمل لكي يكون (حزب) ليكود 'ب' في الحالة الجيدة وليبرمان 'أ' في الحالة السيئة". وأضاف أنه "رغم كل شيء علينا النظر إلى المستقبل ولا شك أننا موجودون في أزمة وينبغي الآن العمل على استقرار الجهاز (الحزبي)، ولذلك وبعد أن أجريت مشاورات مع قياديين آخرين توجهت إلى شيخ القبيلة بنيامين بن اليعزر لكي يتولى قيادة حزب العمل". وأشار إلى أنه "لا يوجد أي احتمال لأن ينتعش الحزب من دون تغيير دستوره وليعود حزباً ديمقراطياً سليماً"، وبرر برافرمان استقالته بأن "الحكومة التي قررت عدم دفع عملية السلام لا مكان لي فيها". كذلك عقد بن اليعزر مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أنه "أبلغت رئيس الحكومة بأنه مع كل الأسف فإني أستقيل من منصبي كوزير للصناعة والتجارة والتشغيل". وأضاف أنه سيبذل جهده من أجل "بناء الحزب مجددا، وليس لدي أدنى شك في أن حزب العمل سيعود إلى العناوين ثانية"، واعترف بن اليعزر بأن إعلان باراك عن الانسحاب من العمل فاجأه وقال إنه "في الحقيقة لم أؤمن بأن ايهود باراك، الذي كان في الواقع قد هرب مرة من الحزب، سيحاول الهروب مرة ثانية ويؤسفني انه ينهي خدمته في حزب العمل بهذا الشكل"، وشدد بن اليعزر على أنه لا يعتزم المنافسة على منصب رئيس العمل. وكانت قد ترددت تقديرات في الحلبة السياسية الإسرائيلية أن نتنياهو درس احتمال إقالة وزراء العمل وذلك بسبب الحاجة إلى توقيع اتفاق تحالف جديد مع كتلة "استقلال" التي شكلها باراك وأعضاء الكنيست الأربعة الذين انسحبوا معه من العمل وصادقت لجنة الكنيست عليها. من جانبها، تطرقت ليفني إلى الانشقاق في حزب العمل قائلة إن "هذا يوم سيء لحكومة نتنياهو لكنه يوم أمل لإسرائيل لأنه يعد تفكك العمل سيأتي تفكك الحكومة". وأضافت رئيسة المعارضة أن "حكومة نتنياهو هي حكومة ضيقة تتفكك من الداخل حتماً، بسبب العفن السياسي وغياب الرؤيا والطريق، ولمن لا يزال لديه شكا فقد أصبح واضحاً اليوم أن حكومة نتنياهو فقدت شرعيتها وهي موجودة بفضل خدع سياسية صغيرة وصبيانية، ومثلما هو حال الجسم المريض فإن هذه الحكومة تأكل نفسها من الداخل والدواء الوحيد للانتهازية السياسية وفقدان الطريق والمبادئ هو الانتخابات". وأردفت أن "حزب كديما يدعو اليوم مرة أخرى وبصوت عال وواضح وصاف وأقوى من الماضي إلى الذهاب للانتخابات"، وقالت ليفني التي بدت وكأنها بدأت حملتها الانتخابية إن "الجمهور في إسرائيل يرى اليوم من من بين قادته يصر على مبادئه ومن يبيع كل شيء من أجل كرسي، وهو يرى من المخلص لطريقه ومن يهمل الطريق والماضي وتراثه من أجل حاضر مشكوك فيه على حساب مستقبل الدولة". وأضافت أن "الجمهور يرى الفرق بين حزب كديما الذي بقي مخلصا لطريقه وناخبيه ولا يبيع نفسه وبين حزب العمل المتفكك بسبب خيانته لناخبيه والليكود الذي وضع قيمه مرة تلو الأخرى واصبح شريكا دائما لخدع سياسية وسخة ومعيبة وتعيب التراث الذي كان مرة لدى الليكود". ورأت ليفني أن "معسكر المعارضين لنتنياهو ازداد اليوم وسوف يكبر أكثر حتى يسقط نتنياهو، والبديل يزداد قوة وهو نحن، كديما... وعلى هذه الحكومة إعادة التفويض الذي لديها إلى الجمهور والذهاب إلى الانتخابات، وهذه المرة لن نفوز بالانتخابات فقط وإنما سنشكل الحكومة المقبلة".