قالت بريطانيا إن "إسرائيل" يمكنها أن تعزز الجهود الدولية الرامية للحد من برنامج ايران النووي من خلال العمل على إحلال السلام مع الفلسطينيين. وتتناقض تلك التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس مع موقف إسرائيل بأن محادثات السلام مع الفلسطينيين تتطلب أولا تحجيم خصمها اللدود إيران. وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد توقفت العام الماضي بسبب خلاف على البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال فوكس في مؤتمر هرتزليا وهو منتدي سنوى حول أمن إسرائيل حسبما ذكرت وكالة "رويترز"، "المملكة المتحدة تدفع نحو عقوبات أشد للتأثير على إيران لكن لا ينبغى غض الطرف عن أهمية عملية السلام في الشرق الأوسط". وأضاف "التقدم نحو حل يقوم على دولتين - إسرائيل أمنة ومعترف بها عالمياً ودولة فلسطينية قابلة للحياة ومتماسة- مهم لتفكيك النفوذ الايراني الخبيث في المنطقة". وشاركت بريطانيا مع قوى كبرى أخرى في محادثات جرت في مدينة اسطنبول التركية الشهر الماضي مع إيران التي تنفي السعي لامتلاك سلاح نووي. ووصف فوكس احتمال أن ينتهي مشروع تخصيب اليورانيوم لدي ايران بانتاج رؤوس نووية "بالكارثة" قائلاً "نريد حلا بطريق التفاوض لكن ايران بحاجة الى تغيير نهجها جوهريا اذا كان لنا أن ننتهي الى نتيجة...لن نحيد ولن نتراجع". ووجه فوكس أيضاً تحذيراً لتركيا التي رفضت الالتزام بالعقوبات ودافعت عن التسوية مع ايران. كما سعت الولاياتالمتحدة للتدقيق في قيام دول عربية خليجية بدور الوسيط في تجارة إيران الخارجية. وقال فوكس "كي تكون العقوبات فاعلة يتعين على القوى الإقليمية ودول الجوار التأكد من أن ايران لا تستغلها لتجنب العقوبات الاقتصادية أو تخفيف إثرها"، وأضاف "هؤلاء الذين يسمحون لإيران بتفادي تأثير العقوبات هم أنفسهم عقبة في طريق الحل السلمي لمشلكة إيران." وربط فوكس بين تعثر المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وصراعات إقليمية أوسع بالأمن القومي البريطاني، وأضاف "ما يحدث هنا يمكن أن يكون له أثر مباشر على الأمن القومي في المملكة المتحدة-- رخاؤنا وسلامة مواطنينا...التهديدات التي تنطلق من جزء من العالم يمكنها ان تصبح تهديدات لكل أجزاء العالم." وأردف فوكس أن الحكومة التي يقودها حزب الحافظين اعترفت بأن إسرائيل التي تتكتم على قدراتها النووية لديها "مجموعة خاصة من بواعث القلق الأمنية"، وأشاد فوكس بالتكنولوجيا العسكرية ل"اسرائيل" وهو ما يتناقض مع لوم بريطاني سابق لحملات "إسرائيل" على الفلسطينيين. وفرضت لندن في بعض الأوقات حظراً محدوداً على صادرات السلاح ل"اسرائيل" رداً على تلك الحملات. وقال فوكس "تجمعنا علاقات عسكرية ثنائية قوية مع إسرائيل. هي علاقة تنمو وتنضج. هي علاقة تعزز عملياتنا وفي بعض الأحوال تحفظ أرواح الجنود البريطانيين في أفغانستان."