تتواصل المظاهرات في مدينة تعز لليوم الرابع عشر على التوالي للمطالبة برحيل النظام وسط رفض قاطع من قبل المتظاهرين لجهود وساطة قام بها مسئولون مقربون من السلطة المحلية والمركزية والشعبية هدفت للتهدئة مقابل وعود باتخاذ إصلاحات وصفت بالقاسية. وبدا المشهد في يومه الرابع عشر يأخذ منحا تصعيديا بتعز التي يصفها متابعون (بسيدي ابو زيد) اليمن في إشارة إلى المدينةالتونسية التي اندلعت منها شرارة الثورة, حيث يجري التحضير لتظاهرة حاشدة ليوم غد الجمعة اطلق عليها المتظاهرون (يوم الوفاء للشهداء), في حين نصبت عشرات الخيام لتضاف الى عشرات أخرى بعد انضمام معظم مديريات المحافظة الى ساحة الحرية فالصلو وسامع وحيفان والتعزية والراهدة وخدير والمعافر والاعروق وشرعب ومخلاف والقبيطة وصبر وجبل حبشي والشمايتين والمقاطرة حاضرة في ساحة الحرية التي جرى توسعتها شرقا بجرافة تبرع بها مواطنون. وحسب مراقبين فان مشهد تعز بدأ هو الأكثر سخونة والأكثر تنظيما, مرجعين ذلك لما وصفوه برغبة وطنية عارمة باتجاه التغيير, فليست اللجان الشبابية والشعبية وحدها من عكس هذا الزخم المتزايد يوما بعد يوم, فالشعارات وصلت على أسفلت الشوارع وفوق أسطح بعض المنازل وبعض المباني الحكومية, كما أضحى الهتاف برحيل النظام متداول على السنة الصغار قبل الكبار. ففي إحدى مدارس المدينة طلب من طلاب المدرسة الخروج الى تظاهرة موالية للنظام, وحين خرجوا هتفوا عند بوابتها بصوت واحد (الشعب يريد إسقاط النظام). وكان أكثر المشاهد لفتا للأنظار حين وقفت إحداهن بجوار ساحة التظاهرة عند منتصف النهار لتومئ لأحد المارين وتقول له: أعط هذا لزملائك.. وكان في قفتها خبزا للمتظاهرين.. وتمنى احد المتظاهرين لو ينتهي المشهد الليبي سريعا وقال: أنظار الناس حاليا باتجاه ليبيا فلو انتهى المشهد الليبي لانصرف العالم وقناة الجزيرة نونا,, ويضيف- سليم 23 عاما: صوتنا قوي ومطلب حق لن نتنازل عنه وإرادة الله من إرادة الشعب وندعو النظام ان يشد عصاه ويرحل وان يجنب اليمن الفتن ويلجم البلاطجة في المنازل.. فيما يدعوا آخر الرئيس الى اتخاذ إجراءات وصفها بالهامة تحافظ على اليمن وعلى ماء وجهه على حد تعبيره. ويوافقه الرأي زميله سمير- 20 عاما: ان الحكمة اليمانية تقتضي ان يتعظ اليمنيون بما حدث في تونس ومصر ولا اعتقد ان الرئيس الذي ساهم في تحقيق الوحدة يرضيه ان يخلعه الشعب بهذه الطريقة.. هذا وكانت ساحة الحرية قد شهدت ليلة أمس الأربعاء أول حفل زفاف لعريسين هما (انس, أسامة) وسط هتافات آلاف المتظاهرين برحيل النظام الذين حولوا الميدان الى ساحة احتفائية تخللها الأهازيج والرقصات الشعبية وذلك في مشهد يحاكي زواج شاب مصري في ميدان التحرير خلال انتفاضة الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك. يقول احد الشباب: تمنيت لو عقدت قراني في هذه الساحة الحرة الكريمة حتى يكون زواجي مشهود له تاريخيا ويرى ابني نور الحرية التي يناضل الشعب اليمني لنيلها في ثورة إنسانية ثانية ضد نظام مستمر منذ 33 عاما بينما كانت الثورة الأولى ضد نظام إمامي بائد حكم 13, 11 عاما للأب والابن معا.