في اليوم الثالث من تظاهراتها الاحتجاجية خرجت محافظة القطيف السعودية عن بكرة أبيها في أكبر تظاهرات شعبية عربية لنصرة الشعب البحريني، وللتنديد بالتدخل السافر والقمع الوحشي لقوات درع الجزيرة للمتظاهرين البحرينيين، شارك فيها آلاف المتظاهرين الذين انطلقوا من مختلف المدن، وانضمت إليهم حشود نسوية غفيرة. فقد شملت التظاهرات التي خرجت يوم الجمعة كلاً من: وسط مدينة القطيف، و"صفوى"، و"العوامية"، و"سيهات"، و"تاروت"، و"الربيعية".. كما امتدت التظاهرات إلى "الهفوف" و"الحوطة" بمنطقة العمران في الأحساء؛ وحشدت السلطات لها مئات العناصر من قوات مكافحة الشغب، وعشرات المصفحات، فيما لم تتوقف الطائرات المروحية عن التحليق على ارتفاع منخفض فوق رؤوس المتظاهرين طوال حركة المتظاهرين في الشوارع. ولليوم الثالث على التوالي تعرض المتظاهرون للقمع والاعتقالات من قبل قوات مكافحة الشغب.. ففي وسط مدينة القطيف قامت الشرطة بإطلاق الرصاص إلى الهواء واستخدام الهراوات في تفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا من المركز وصفوى وانضمت لها حشود نسوية. وتخلل ذلك قيام الشباب برشق الشرطة بالحجارة والتي قامت بمطاردتهم في الأزقة الداخلية للمدينة. وفيما انتهت مسيرات "تاروت" و"سيهات" و"العوامية" و"الربيعية"، التي شارك في كل منها ما يزيد عن ألفي متظاهر، دون أي صدامات مع القوات الأمنية، فإن المشهد في الأحساء كان مختلفاً. حيث استبقت القوات الأمنية المصلين إلى مساجد "الهفوف" ونشرت عناصرها مع عشرات المصفحات حولها وحاولت منع خروج مظاهرات.. إلاّ أن الأمر في "الحوطة" بمنطقة عمران انفجر إلى اشتباكات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، أسفرت عن سقوط عدد من المصابين، واعتقال آخرين. تظاهرات يوم الجمعة رددت هتاف (بحرين حرة حرة.. درع الجزيرة برّه)، كما رفعت لافتات خاصة بالمعتقلين المنسيين وغيرهم كتب عليها (الشعب يريد إطلاق السجين)، وأخرى تدعو للعدالة ومخافة الله، كما تم ترديد هتاف (لا سنة ولا شيعة.. هذا الوطن ما نبيعه)، والعديد من الهتافات والشعارات التضامنية مع شعب البحرين وقياداته وناشطيه الذين طالتها الاعتقالات..