ضمن سلسلة ردود فعل أمريكية سريعة أعقبت انتصار الجماعات الإسلامية الصومالية على الفصائل المدعومة من قبل الولاياتالمتحدة، وبسط نفوذها على العاصمة مقديشو توجه السيد توماس كراجيسكي – السفير الأمريكي بصنعاء- في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء الى مدينة عدن للإشراف على تدابير أمنية مشددة على امتداد الشريط الساحلي اليمني المواجه للصومال، وبإيعاز مباشر من البيت الأبيض الذي يتخوف من استثمار تنظيم القاعدة للوضع الصومالي الجديد وتحويل بعض مناطقها الى محطة لتصدير العنف الى اليمن والمملكة العربية السعودية. وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في عدن، فإن السيد كراجسكي عقد أمس اجتماعين مهمين أولهما مع أحمد الكحلاني – محافظ عدن- وقيادتي أمن المحافظة وخفر السواحل بحثوا خلاله خطة تشديد الرقابة الأمنية على السواحل اليمنية، وأمن الموانئ، وحركة الزوارق الصغيرة فيها التي ما زالت تثير القلق الأمريكي منذ تنفيذ عملية بإحداها استهدفت المدمرة "كول" وأودت بحياة (17) ملاحاً أمريكياً، كما تم مراجعة أسلوب التعامل مع المهاجرين الصوماليين الذي يحتمل وصولهم الى سواحل اليمن خلال الفترات القادمة والذي تخشى الولاياتالمتحدة أن يندس بينهم عدد من العناصر المتشددة من أولئك الذين بسطوا نفوذهم على مقديشو خلال اليومين الماضيين. فيما عقد اجتماعاً ثانياً مع قيادات أمنية أمريكية قدمت من مقر قوات التحالف المشترك التي تتخذ من إحدى المناطق المحاذية للشمال الصومالي مقراً لها، وتحتفظ فيه بحوالي (1500) جندي أمريكي، ووقف خلال الاجتماع على تطورات الموقف في مقديشو، وحركة الدوريات الملاحية الأمريكية في مياه البحر العربي – طبقاً لما أوردته مصادر مطلعة. وأشارت المصادر الى أن طاولة العمليات الأمريكية المصغرة التي عقدت أمس في عدن نظمت اتصالات مع الجانب العماني والسعودي أيضاً لرفع درجة الحيطة والحذر على المناطق الحدودية البرية والساحلية. وقد تزامن هذا مع نشاط بريطاني استهلت به قيادات بحرية بريطانية أمس تدشين دورة تدريبية لقوات خفر السواحل اليمنية حول مهام الاعتراض والحماية الأمنية للموانئ ، والتي من المقرر لها أن تستمر لمدة (20) يوماً تتخللها مناورات بينية محدودة تمهيداً لتنفيذ مناورة بحرية واسعة تشارك فيها السفينة البريطانية "بول ولرك"، التي سبق لها التخطيط لخوض المناورة ثم أرجئت العملية لأسباب وصفت حينها ب"أمنية". وبحسب مصادر "نبأ نيوز" فإن قوات خفر السواحل اليمنية وسعت نطاق حركة دورياتها بشكل مكثف في المياه الإقليمية اليمنية – من حيث عمق منطقة الإبرار البحري، وفترات التناوب. وتأتي هذه التطورات متزامنة أيضاً مع نفس يوم إصدار البحرية الأمريكية أوامرها للمدمرة "يو أس أس كول" بمغادرة الساحل الأمريكي وبدء التوجه الى المحيط الهندي لتنضم الى قطع الأسطول الخامس حيث أكبر القواعد الأمريكية على الإطلاق، إذ تحتفظ فيها الولاياتالمتحدة بأضخم قطعها البحرية بما في ذلك حاملات الطائرات التي منها ما يستقبل طائرات ال(بي / 52) التي تحلق بحماية سرب جوي مؤلف من (4) طائرات مقاتلة على الأقل لحمايتها من التعرض لهجوم جوي. هذا ورجحت مصادر خاصة ل "نبأ نيوز" أن يكون النصر الذي حققه الإسلاميون في مقديشو على القوات المدعومة أمريكياً قد تم بتعاون أمريكي أيضاً سواء مباشر أم غير مباشر في إطار رغبة ملحة ترجمها البيت الأبيض في الآونة الأخيرة لتكثيف تواجده في المنطقة، مدللة على ذلك بالنشاط الأمريكي البحري الواسع الذي شهدته المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين- خاصة في مياه البحر العربي- والذي رافقه تحريك قطع بحرية بالقرب من الخليج العربي، وزيارة مسئولون أمنيون أمريكيون لعدد من دول المنطقة وإجراء مباحثات سرية مع قياداتها الأمنية.