تشهد محافظة الجوف شمال اليمن تدفقا متواصلا للمقاتلين والمسلحين الفبليين القادمين من محافظات مأربوشبوة إلى الشمال والشمال الشرقي وقاطرات محملة بأسلحة وذخائر مصدرها محافظة صعدة المجاورة في تحشيد كمي ونوعي غير مسبوق للقوة عديدا وعتادا للزج بها تباعا في مواجهة معسكرات الجيش وألوية الحرس الجمهوري المرابطة في منطقة أرحب وانطلاقا من جبال ومنحدرات نهم المتاخمة لمسرح العمليات . ووفقا لشهادات محلية ومشاهدات في المحافظة الشمالية النائية التي تخضع لسيطرة المعارضة قسمة بين الإصلاحيين والحوثيين على هدير حرب طحنت المئات وأسكتتها هدنة تسوية قسمت الكعكة على اثنين إلى حين, يتوالى تدفق أعداد متزايدة من المسلحين القبليين والمقاتلين المتمرسين معظمهم ينتمون إلى تجمعات قبلية مشهور عنها التعصب لحزب التجمع اليمني للإصلاح في أهم معاقله التقليدية بمحافظة مأرب فيما آخرون قدموا من شبوة المتواشجة قبليا واجتماعيا مع قبل مأرب . وأشارت المصادر إلى مراكز تجمع وإيواء مؤقتة ينطلق منها الوافدون تباعا على شكل مجموعات قليلة العدد باتجاه نهم وأرحب والتحق الكثير منهم بالمجاميع القبلية والمقاتلين الحزبيين المدعومين من الفرقة الأولى مدرع في المعارك التي لم تهدأ لأكثر من ثلاثة أشهر بهدف إسقاط معسكرات الجيش وألوية الحرس الجمهوري والسيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تتواجد فيها وتعتبر خط الدفاع المتقدم لحماية العاصمة صنعاء و منفذها الجوي المطار الدولي. وشهدت المواجهات بالتزامن مع المعلومات المتواترة آنفة الذكر توسعا وضراوة في استماتة اندفاعية لإرهاق القوات الحكومية واستنزاف مخزونها من الذخيرة والمعنويات في ظل حصار يطبق على المواقع الجبلية ويقطع جميع طرق التزود بالمؤمن والمدد من العاصمة وجوار الجغرافي , دلالة على استقدام مقتلين جددا وتعزيز القوة والدفع بأسلحة ثقيلة من العتاد الحربي للفرقة الأولى مدرع . إلى ذلك شوهدت قاطرات "نوع دينة" تصل الجوف من طريق صعدة محملة بالأسلحة والذخائر والرواية المتداولة في الأوساط المحلية أن مصدرها مخازن السلاح الخاصة بمحافظ صعدة حاليا المعين من قبل الحوثيين وتاجر السلاح المعروف فارس مناع الذي تربطه علاقات وطيدة ومتشعبة الأوجه باللواء علي محسن الأحمر القائد المنشق ومنها تجارة السلاح ومصالح أخرى . هذا فيما انتدب قائد الفرقة والمنطقة الشمالية الغربية الوجاهة المحلية والإخواني المتشدد يحي الضمين المكلف بأعمال محافظ الجوف إلى صعدة للسعي لدى الحوثيين في تمكين اللواء125ميكا التابع للفرقة الأولى والمنطقة الشمالية الغربية من الانسحاب بكامل عديده وعتاده من صعدة إلى الجوف تمهيدا للزج به في معارك أرحب ضد ألوية الحرس وقوات الجيش إمعانا في استعجال حسم فلت في سبيله المحاولات الدائبة وبات يمثل هاجسا مزعجا في رأس اللواء الأحمر وقيادة الانشقاق العسكري وفي رؤووس حلفائه القبليين والزعامات المتشددة . غير أن سفرية الضمين باءت بخيبة وفشل مع رفض الحوثيين السماح بانسحاب اللواء إلا الأفراد دون السلاح والعتاد الحربي ولم تحقق مساعدة وخبرة فارس مناع الكثير لإنجاع مهمة الضمين ومبعوث محسن .