- خاص- مؤتمر الديمقراطية/ نادية الشرعبي - أعرب الرئيس علي عبد الله صالح عن استيائه من الوضع "المشين" في العراق، داعياً العراقيين بمختلف أطيافهم السياسية وتوجهاتهم إلى مؤتمر للحوار الوطني برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكداً أن مثل هذا المؤتمر من شأنه حل المشكلة العراقية وإيقاف نزيف الدماء والعنف ولو بنسبة 80%. وأكد رئيس الجمهورية أن هذا العصر هو عصر الديمقراطية لا مفر منه، "وينبغي علينا أن نأخذ بالتجارب الجيدة والناجحة للشعوب ولا يجوز التكابر بان تستجيب الدول النامية والمتخلفة لتجارب الدول الديمقراطية والغنية، مجدداً تأكيده بأن الديمقراطية قد تمثل مشكلة لكن المشكلة الأكبر هو في غيابها وأن "الأسوأ من الديمقراطية هو غيابها". وأوضح في كلمة افتتح بها "مؤتمر صنعاء حول الديمقراطية والإصلاح وحرية التعبير" صباح اليوم الأحد: أن اليمن تبنت الخيار الديمقراطي في وقت مبكر ومنذ انطلاقة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م وأن ذلك "كان خياراً صائباً ولم نكن نادمين عليه" لأن الديمقراطية قرار ينبع من الداخل ولا تفرض من الخارج. ودعا الرئيس علي عبد الله صالح المراقبين الدوليين للمشاركة في الانتخابات الرئاسة والمحلية القادمتين، والمزمع إجراؤها في سبتمبر القادم، منوهاً إلى أنها "ستجري في مناخات حرة ونزيهة وأمينة". كما دعا الدول الغنية إلى الأخذ بيد الدول الفقيرة لحل مشكلة الفقر "لكي نمضي سويا في الطريق الصحيح نحو الديمقراطية"،مبيناً أن " الفقر آفة فإذا لم تجد الشعوب ما يسد رمقها في لقمة العيش فسنكون نضحك على شعوبنا بالقول أن الديمقراطية ماضية إلى الأمام"، مشيداً بما حققته اليمن على صعيد الإصلاحات والديمقراطية رغم ما تعانيه من فقر. وحذر رئيس الجمهورية المجتمع الدولي من عواقب تدهور الأوضاع في الصومال التي من شأنها أن تحوله إلى ما وصفه ب"وكر للإرهاب" إذا لم يتحرك المجتمع الدولي إلى مساعدة الصوماليين. كما وصف المقاومة الفلسطينية ب" مشروعة ولست إرهابا"، معرباً عن استهجانه المحاباة والمجاملة التي تقدم للدولة العبرية وعدم دفعها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، داعياً إلى وقف الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني. وحث الرئيس علي عبد الله صالح الدول الديمقراطية والغنية على الخروج من دائرة النظرية إلى الفعل، وتعليم الدول النامية والفقيرة والأخذ بيدها إلى طريق الديمقراطية. هذا ويشارك في مؤتمر الديمقراطية نحو (200) مشارك من خارج اليمن ونحو (130) مشاركاً من داخل اليمن ؛ وهو يأتي في إطار مهام لجنة مساعدة الديمقراطية التي انبثقت عن مؤتمر الدول الثمان الكبرى منتصف عام 200م. من جهته اعتبر الدكتور أبو بكر القربي -وزير الخارجية والمغتربين- احتضان اليمن للمؤتمر نابع من حرص اليمن على ترسيخ قيم الديمقراطية وحرية التعبير في المنطقة ، مشيراً إلى أهمية النتائج التي خرج بها مؤتمر صنعاء للديمقراطية الذي عقد في العام 2004م في بلورة رؤية إقليمية ودولية حول مفاهيم الديمقراطية والتعريف بأهمية انطلاق توجهات الإصلاح السياسي من أجندة وطنية خالصة تراعي خصوصية المجتمعات المحلية ، مؤكداً أن أنجاح ذلك المؤتمر كان ثمرة تعاون بين الجمهورية اليمنية ومنظمة "لا سلام بلا عدالة دولية" . وقال القربي أن اليمن رائدة في التغيير والإصلاح في المنطقة، وقد تعزز ذلك بالتعديلات الدستورية التي حددت فترة رئاسة الجمهورية بفترتين انتخابيتين فقط، وإصدار قانون السلطة المحلية، وإجراء انتخابات رئاسية مباشرة. كما أن أن حرية الصحافة رغم ما يوجه لها من نقد لا تزال الأكثر حرية في المنطقة،داعياً إلى قراءة صحف المعارضة والصحف الأهلية لمعرفة مستوى الحرية. وأشار الى أن اليمن وفي أطار حرصها الدائم على تأصيل مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير قد تبنت محور حرية التعبير في مؤتمر حوار الديمقراطيات مشيدا بالدور الرائد الذي أسهمت به القيادة السياسية اليمنية ممثلة في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في أنجاح مؤتمر الديمقراطية الذي استضافته اليمن في العام 2004م والذي كان له ابلغ الأثر في الترويج لمفاهيم لديمقراطية وحرية الرأي في المنطقة وكذا إسهامه في التعريف بخصوصية الرؤية العربية لمفاهيم الديمقراطية والإصلاح السياسي والذي عبرت عنه مداخلاته لدى مشاركته في قمة الدول الثمان الكبرى في النرويج.