قالت مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية: "إن سلسلة تفجيرات استهدفت عدة مناطق في العراق، الخميس 5/1/2012، أسفرت عن مقتل 73 على الأقل وإصابة عشرات آخرين"، مما يزيد المخاوف من تصاعد العنف الطائفي. وقال رئيس اللجنة الأمنية في الناصرية في جنوبالعراق سجاد الأسدي، وفقاً لوكالة الأنباء "رويترز": "إن أكبر هجوم وقع بجوار نقطة تفتيش للشرطة إلى الغرب من الناصرية عندما استهدف مفجر انتحاري زوارا شيعة وقتل 44 شخصا وأصاب 81".
كما قال مدير المستشفى الرئيسي في الناصرية، إن عدد القتلى في تفجير اليوم 44 شخصاً فيما بلغ عدد المصابين 88. وفي وقت سابق الخميس، ذكرت مصادر في الشرطة ومصادر طبية أن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 37 آخرون في حي مدينة الصدر في شمال شرق بغداد حين انفجرت قنبلة كانت مثبتة في دراجة نارية متوقفة وأخرى مزروعة على جانب أحد الطرق في نفس الحي. كما أفادت الشرطة أنها عثرت على قنبلتين أخريين وأبطلت مفعولهما. وقال ضابط شرطة في مكان الهجوم "كانت هناك مجموعة من عمال اليومية تقف في انتظار الحصول على فرصة عمل. وأوقف شخص دراجته النارية الصغيرة في مكان قريب. وبعد دقائق معدودة انفجرت مما أسفر عن مقتل البعض وإصابة آخرين واحتراق بعض السيارات". وقالت المصادر: "إن انفجارين آخرين وقعا في حي الكاظمية في شمال غرب بغداد وتسببا في مقتل 15 على الأقل وإصابة 32 آخرين".
وقال احمد معاطي وهو شرطي في الكاظمية حسبما أوردت وكالة "رويترز": "اإن لناس يركضون هرباً من الانفجارات وآخرون يركضون باتجاه الانفجار (للبحث عن ذويهم). أصبح المنظر مثل مسرحية. ناس تبكي وناس تصرخ وناس تسقط". من جهته، قال المتحدث باسم مركز عمليات بغداد قاسم الموسوي "من المبكر أن نشير بأصابع الاتهام إلى جهة معينة حتى نستوضح بعض الأمور المكملة للتحقيقات"، مضيفاً "نحن في ساحة معركة مع الإرهابيين ومع التكفيريين ومع أعداء العملية السياسية. فنحن لا نعتبرها مفاجأة لنا أو شيئا غريبا". وأوضح الموسوي، أن عدد المصابين في هجومي مدينة الصدر 33 في حين أصيب 29 في هجومي الكاظمية، مضيفا أنه لا تتوفر لديه أرقام محددة للقتلى. محاولات يائسة من جهتها أدانت الولاياتالمتحدة الاعتداءات "الارهابية" والتي أودت بحياة 73 شخصاً على الاقل في العراق، واعلنت انها تعمل لمساعدة هذا البلد على حل الازمة السياسية. واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية ال"أ.ف.ب": "إننا ندين هذه الاعمال ونعتبر انها تعود للارهاب". واضافت المتحدثة "انها محاولات يائسة ينفذها النوع نفسه من الاشخاص الذين يريدون اعادة العراق الى الماضي". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والسفير الاميركي في العراق جيمس جيفري يعملان من اجل "تشجيع المسؤولين السياسيين العراقيين على التباحث والالتقاء" من اجل حل خلافاتهم. واضافت نولاند "ان قيام عدد من المسؤولين السياسيين ايضا بطلب عقد اجتماع امر يشجعنا ونامل ان يحصل ذلك في وقت قريب". كما أدانت بريطانيا، التفجيرات التي وقعت في العراق، وحثّت القادة العراقيين على الخروج من المأزق السياسي الحالي. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت،وفقاً لوكالة الأنباء ال"يو.بي.آي": "إنني ذُهلت حين علمت بالهجوم على زوار شيعة في الناصرية (جنوب) والذي قتل وشوّه الكثير من الناس، والتفجيرت في بغداد في وقت سابق اليوم، ونحن نستكر وندين هذه الأعمال الوحشية بأقوى العبارات". وحث بيرت الأحزاب السياسية والقيادة في العراق على "تجديد جهودها للخروج من المأزق السياسي الحالي، بحيث يمكنها التركيز معاً على إعادة إعمار العراق، وإحلال الأمن والإستقرار فيه، ورفع نوعية الحياة لموطنيه". "مشروع الانتقام الأميركي" كما أدان حزب الله بشدة سلسلة التفجيرات التي شهدها العراق، واعتبرها نسخة جديدة من "مشروع الإنتقام الأميركي" من العراق، واصفاً إيّاها بأنها "جرائم إرهابية". وقال حزب الله في بيان له: "إن سلسلة من الجرائم الإرهابية الجديدة ترتكبها أيدي الشر والإجرام السوداء بحق أبناء الشعب العراقي الآمنين، ما أدى إلى نشر الموت والدمار في العديد من المدن وقتل وجرح المئات من الأشخاص". ورأى أن"هذه الجرائم المتنقلة هي النسخة الجديدة من مشروع الإنتقام الأميركي من الهزيمة المدوية التي أصابت قوات الإحتلال التي خرجت ذليلة من أرض العراق". وأشار الى أن "الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم الفظيعة - مخططين ومنفذين- هم مجرّد أدوات رخيصة في أيدي الأميركيين، وتفاصيل صغيرة في مخطط زرع الفتنة وبذر الشقاق بين أبناء الشعب العراقي خدمة للأجنبي، ولا سيّما مع إستهداف بعض هذه التفجيرات لزوار المراقد المقدسة". وأدان الحزب بشدة "هذه الجرائم الإرهابية"، ودعا "العراقيين بمختلف ألوانهم ومواقعهم إلى إفشال المخطط الجهنمي الذي يستهدفهم، وإلى تعزيز أواصر الوحدة فيما بينهم". عمل إرهابي مروع كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني الانفجارات التي شهدتها مدينتي بغداد والناصرية في العراق، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الابرياء ووصفها بأنها عمل إرهابي مروع يتعارض من كل القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية . وأعرب الزياني، حسبما أوردت وكالة أنباء الإمارات "وام"،عن أسفه وحزنه الشديد لسقوط الضحايا المدنيين ..مبديا قلقه من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق ..وأشار الى أن ما يدور في العراق الشقيق مؤلم ومحزن . وأكد الأمين العام لمجلس التعاون على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العراقية ومعالجة الأمور بالحكمة والتروي بما يبعد العراق الشقيق عن مصادر التوتر ويوحد جهود القادة العراقيين نحو تعزيز الأمن والاستقرار .