حصدت أعمال العنف التي تواصلت في العاصمة العراقية قتيلين على الأقل الأربعاء، كما خلفت أكثر من سبعة جرحى آخرين، بعد ساعات من سلسلة هجمات دامية استهدفت الزوار الشيعة، الذين يتوافدون على حي "الكاظمية" في بغداد، لإحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم. وأفاد مسؤولون بوزارة الداخلية العراقية بأن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت عند نقطة تفتيش غربي بغداد، بعدما رفض قائدها التوقف، فقام الجنود بإطلاق النار عليها، وتسبب انفجار السيارة في مصرع شخص مدني، وإصابة أربعة من أفراد الجيش والشرطة. ولكن المصادر قالت إنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان المهاجم الانتحاري قد قام بتفجير السيارة بنفسه، أم أن إطلاق الجنود النار عليها تسبب بانفجارها قبل أن تصل إلى هدفها. وفي هجوم آخر، أدى انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية، في حي "الجامعة" غربي بغداد، إلى سقوط ثلاثة جرحى على الأقل من بين أفراد الدورية كما قُتل أحد ضباط الشرطة في ضاحية "الدورة" جنوبي بغداد، نتيجة انفجار قنبلة تم زرعها في سيارته. وكان ما لا يقل عن تسعة أشخاص قد لقوا مصرعهم في وقت سابق الثلاثاء، وأصيب نحو 43 آخرون في سلسلة هجمات استهدفت الزوار الشيعية الذين بدأوا في التوافد على حي "الكاظمية" شمالي بغداد، لإحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم، وفق ما أدلت به وزارة الداخلية . وبدأت أولى الهجمات، التي بلغت ثمانية، بسقوط قذيفة هاون على ضاحية الشعلة ما أدى لمصرع اثنين من الزوار، وإصابة أربعة آخرين، كما أصيب خمسة آخرون بجراح بانفجار قنبلة قرب موكب زوار جنوب غربي بغداد، وأوقع انفجاران آخران، استهدفا الحشود المتوافدة في ضاحية "الدورة" شمال شرقي بغداد، سبعة جرحى بين الزوار. وقتل أربعة زوار بانفجار قنبلة في بغداد الجديدة في انفجار أدى كذلك لإصابة 14 بجروح، كما أودى سقوط قذيفتي مورتر في ضاحية "الكاظمية"، شمالي بغداد، بحياة ثلاثة زوار وجرح ثمانية آخرين، وسقط خمسة جرحى آخرين بانفجار قنبلتين. وبدأ مئات الآلاف من الزوار الشيعة من مختلف محافظات العراق في التوافد على مدينة الكاظمية لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم (الإمام السابع لدى الشيعة)، الذي يصادف الخميس، وسط إجراءات أمنية مشددة أدت إلى إغلاق عدد من الطرق والشوارع، وإعلان اليوم كعطلة رسمية. وخلال الفترة التي أعقبت الغزو الأمريكي، تعرض الزوار الشيعية الذي يتوافدون إلى المدن المقدسة في المناسبات الدينية إلى أعمال عنف مختلفة خلال مسيرتهم الراجلة. وجاءت الهجمات بعد يوم واحد من ثلاثة انفجارات هزت المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية، أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الاثنين، وبعد هجوم آخر فجرت فيه انتحارية نفسها في مجمع محافظ الأنبار الأحد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإصابة 23 آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية العراقية.