قُتل 44 مسلحا وجرح آخرون، أمس الاثنين، بتجدد القتال بين رجال القبائل ومقاتلي جماعة الحوثي الشيعية المسلحة، التي تسيطر على مناطق واسعة شمال اليمن، المضطرب منذ أكثر من عام. وتقول مصادر قبلية أن معظم رجال القبائل، الذين يقاتلون “الحوثيين” في حجة، ينتمون إلى حزب الإصلاح الإسلامي، الغطاء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين السنية، وأبرز أحزاب “اللقاء المشترك”، الشريك الرئيسي للمؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس علي عبدالله صالح، في حكومة “الوفاق الوطني”، المشكلة مطلع ديسمبر، وفق اتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ أكثر من عام، على وقع مطالب بإسقاط النظام الحاكم. ونقلت صحيفة "الاتحاد" في عددها الثلاثاء عن مصادر قبلية يمنية قولها "إن القتال تجدد، أمس الاثنين، بين جماعة الحوثي الشيعية المسلحة ورجال القبائل في مديرية “كشر”، شرق محافظة حجة الساحلية، والواقعة شمال غربي اليمن"، موضحة أن القتال أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى. وتسيطر جماعة الحوثي، منذ العام 2004، على محافظة صعدة الشمالية، المحاذية للملكة العربية السعودية، وسبق أن خاضت ست حروب ضد القوات اليمنية الحكومية، منذ ذلك العام وحتى 2009. ونسبت الصحيفة لمدير عام مديرية “كشر”، أحمد القشيبي، قوله "إن مقاتلي جماعة الحوثي “هاجموا بشكل مباغت” صباح أمس الاثنين، منطقة “المندرة”، شرقي المديرية، التي شهدت أجزائها الغربية، مطلع الشهر الجاري، مواجهات بين القبائل وأتباع الجماعة الحوثية، توقفت إثر وساطة محلية قادها عدد من زعماء القبائل في محافظة حجة". وأضاف المسؤول المحلي :” هب رجال القبائل للتصدي لهجوم “الحوثيين”.. وتمكنوا من قتل 38 منهم وأسر 18 آخرين”، موضحا أن القتال بين الجانبين أسفر أيضاً عن مقتل ستة من رجال القبائل وجرح ستة آخرين. ولفت إلى أن المواجهات، التي اندلعت غداة إبرام “الحوثيين” اتفاق مع أحزاب اللقاء المشترك –المعارضة سابقا ، الحاكمة حاليا بمقتضى مخرجات التسوية الخليجية- ، “لا تزال مستمرة”، مشيرا إلى أن رجال القبائل تعاهدوا على “تطهير” المديرية من “أي تواجد” لجماعة الحوثي. وأبرمت جماعة الحوثي، أمس الأول، مع ائتلاف “اللقاء المشترك”(ستة أحزاب إسلامية ويسارية وقومية )، اتفاقا لإنهاء الخلافات بينهما، التي تفاقمت مؤخرا، من أجل ضمان نجاح “الثورة الشبابية السلمية” المناهضة للنظام، والتي يساندها الطرفان بقوة. ونص الاتفاق على ضرورة حل الخلافات بين الجانبين، “بصورة حضارية بعيدا عن التجريح والتخوين، وفرض الآراء بالقوة”. وكان الجانبان تبادلا مؤخرا الاتهامات فيما بينهما بشأن تحالف كل طرف مع الرئيس صالح لإجهاض موجة الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الأخير، الممتد منذ أكثر من 33 عاماً.