في تكريم غير مسبوق لم يحض به عناصر تنظيم القاعدة في الولاياتالمتحدة أو أي بلد اوروبي، قالت مصادر رسمية يمنية اليوم أن وزارة الداخلية خصصت طائرة خاصة لنقل أحد الارهابيين من صنعاء إلى رداع تكريماً لقيام شقيقه باحتلال مدينة رداع، وضمن صفقة شملت إطلاق سراح (12) من أخطر عناصر القاعدة المعتقلين في اليمن مقابل انسحاب القاعدة من رداع. وقالت صحيفة "الثورة" الرسمية في عددها الصادر اليوم السبت تحت عنوان (طائرة عسكرية نقلت الذهب من صنعاء إلى رداع) بأن مصادر أمنية أفادتها بأن "طائرة عسكرية خاصة نقلت نبيل الذهب شقيق طارق الذهب مع ثلاثة آخرين إلى مدينة رداع ضمن الصفقة التي أعلن عنها خلال الساعات الماضية والتي تم بموجبها إخلاء عدد من المرافق التي استولى عليها المسلحون برداع". وأضافت الصحيفة الرسمية: "أن الذهب هو شقيق قائد العناصر المسلحة برداع طارق الذهب وكان محتجزاً بسجن الامن السياسي بصنعاء منذ اعتقاله قبل سنوات بمطار صنعاء عقب عودته من سوريا قادماً من العراق"، مشيرة إلى أنه "تم الافراج عن نبيل الذهب مقابل انسحاب المسلحين من رداع كبرى مدن محافظة البيضاء بموجب وساطة قبلية". وأشارت إلى أن "المفرج عنه وهو من الجناح القاعدي الذي يرى بوجوب الجهاد خارج الاراضي اليمنية بعكس شقيقه طارق، ظل في السجن لأعوام دون أن يتمكن أحد من زيارته رغم وساطات قبلية عديدة باءت بالفشل قبل ان يتم اطلاق سراحه ونقله بطائرة خاصة الى محافظته". ويبدو من العبارة الأخيرة أن أول منجزات التغيير للعهد الجديد هو إطلاق سراح الارهابيين بعد أن عجزت عن ذلك كل الوساطات القبلية.. حيث أن نبيل الذهب لم يكن وحده المفرج عنه بل الى جانبه (11) آخرين مقابل انسحاب القاعدة من رداع. وتأتي هذه الحادثة لتعقبها حادثة مماثلة حيث أن جهود الوساطة التي قادها محسوبون على الإخوان (التجمع اليمني للإصلاح) وعلى رأسهم الشيخ سلطان العراده في مسعى للإفراج عن دبلوماسي نرويجي مختطف من قبل جماعة تابعة للإخوان (تجمع الإصلاح) في المحافظة "مأرب" انتهت بالإفراج عن المختطف الدبلوماسي في مقابل الإفراج عن محكوم (إخواني) يدعى (حريقدان) أدين بتهمة قتل خمسة جنود في هجوم إرهابي وتمكن جهاز الأمن بعدها من اعتقاله قبل أن ينتهي الأمر بتسليمه للشيخ الاخواني سلطان العراده بعد مفاوضات مع الاخواني (وزير الداخلية). ويبدو أن اليمن لم تشهد ربيع ثورة وإنما ربيع القاعدة، حيث تتوالى عمليات الافراج عن الارهابيين وزفهم الى بيوتهم بالطائرات معززين مكرمين، وبحماية كل أجهزة الأمن والسلطات الحكومية.. وهو ما يعجز أن يحضى به أي مسئول حكومي في اليمن إلاّ إذا كان إرهابياً يحمل بطاقة تنظيم القاعدة..!