وقعت اشتباكات بالايدي بين نشطاء نظموا مسيرة الى مجلس الشعب المصري للمطالبة بانهاء الادارة العسكرية لشؤون البلاد وأعضاء في جماعة الاخوان المسلمين حاولوا منع المسيرة من الاقتراب من مبنى المجلس في وسط القاهرة. وشارك في المسيرة التي انطلقت الثلاثاء31؛1/2012٫من عدة مناطق في القاهرة وفقا لوكالة "رويترز" نحو خمسة الاف ناشط حاول نحو ألفي عضو في جماعة الاخوان المسلمين منعهم من قطع شارع الفلكي المؤدي الى مجمع البرلمان الذي تحدث فيه يوم الثلاثاء رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري محاولا اقناع النواب بأن حكومته قدمت تعويضات مناسبة للمصابين وأسر قتلى الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 من يناير كانون الثاني من العام الماضي وأسقطت الرئيس حسني مبارك بعد نحو 18 يوما. وحقق حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور وهو تجمع أحزاب سلفية الاغلبية في مجلس الشعب في أول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ نحو 60 عاما. لكن رفض الاخوان والسلفيين مطلب النشطاء وأغلبهم ليبراليون انهاء ادارة المجلس الاعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد فورا أثار غضب النشطاء الذين يقولون ان المجلس فشل طوال نحو عام في تحقيق أهداف الثورة متمثلة في اصلاحات سياسية تضمن مدنية الدولة ورد ما يقولون انها أموال عامة ضخمة استولى عليها مبارك ومسؤولون في حكومته ورجال أعمال مقربون منه. وغضب النشطاء من استخدام قوات الجيش والشرطة القوة المفرطة لفض اعتصامات واحتجاجات بدأوا في تنظيمها بعد سقوط مبارك بأسابيع. وهم يتهمون المجلس العسكري أيضا باجراء محاكمات غير جادة لمبارك واخرين اتهموا بقتل نحو 850 متظاهرا خلال الانتفاضة. وسقط خلال الاشتباكات بين النشطاء وأعضاء جماعة الاخوان عشرات مصابين باغماء بسبب شدة التدافع. وهتف النشطاء "الاخوان باعوا القضية" و"أهوم (هؤلاء) أهوم أهوم الحزب الوطني أهوم" و"بيع بيع بيع الثورة يا بديع ضاع حقك يا شهيد" في اشارة الى الحزب الوطني الديمقراطي المحلول الذي كان يحكم مصر في عهد مبارك والمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع. وهتف نشطاء "الشعب يريد اسقاط الاخوان" بينما بصق اخرون على وجوه أعضاء في الجماعة خلال الاشتباكات بالايدي ورفعوا أحذية في مواجهتهم. وفي المقابل هتف الاخوان "الله أكبر ولله الحمد" و"اللي يحب مصر ما يخربش مصر" وتلا بعضهم ايات من القرآن. وقبل أسابيع استاء نشطاء من قول جماعة الاخوان انها ستحتفل بالثورة في الذكرى السنوية الاولى لها بينما كان النشطاء استعدوا لاحتجاجات واسعة على المجلس العسكري الذي يقولون انه وراء مقتل نحو مئة ناشط منذ سقوط مبارك في اشتباكات بينهم وبين قوات من الجيش والشرطة وان المجلس العسكري حاكم المئات منهم أمام محاكم عسكرية.وقال الاخواني السيد بركات (32 عاما) ويعمل صيدلانيا لرويترز انه جاء من محافظة الشرقية شرقي القاهرة بتكليف من قيادة الجماعة للمشاركة في حماية البرلمان. وأضاف "علمنا أن ائتلافات وحركات ثورية وأحزابا استعدت لمسيرات الى مجلس الشعب وجئنا على أساس أن نمنعهم من الوصول الى مجلس الشعب. لدينا تعليمات بألا ننساق وراء استفزازاتهم. نحمي مجلس الشعب بطريقة سلمية." لكن الاخواني شريف جابر (37 عاما) الذي يعمل محاميا والذي جاء من محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة قال "الواجب على المجلس لعسكري أن يعلن عن جدول زمني لانتخابات الرئاسة." واضاف "لا بد من رسم خريطة طريق للمرحلة القادمة." وقال الناشط منتصر حسين (26 عاما) ويعمل محاسبا "جئت لاقول لاعضاء مجلس الشعب خذوا الشرعية من الثورة. لولا دماء الشهداء ما كنتم في هذا المكان وعليكم بالوقوف الى جانب الثوار لتسليم السلطة فورا من المجلس العسكري." وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيسلم السلطة في منتصف العام الحالي بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد. ويبحث المجلس الاستشاري وهو مجلس معين من قبل المجلس العسكري لتقديم النصيحة تقصير ما تبقى من الفترة الانتقالية. لكن نشطاء يقولون ان المجلس العسكري يحاول بناء نظام سياسي يتيح له السيطرة السياسية من وراء ستار. وتعرض الجنزوري بعد كلمته في مجلس الشعب لانتقادات شديدة من أعضاء مجلس الشعب الاسلاميين والاخرين بسبب بطء الاصلاح. وقال الجنزوري في كلمته "هذا المجلس جديد في كل شيء. سبحان الله. أرى هنا اليوم وجوها مختلفة تماما عن الوجوه التي رايتها من قبل." وشغل الجنزوري منصب رئيس مجلس الوزراء في الفترة من عام 1996 الى عام 1999 وشغل قبله منصب وزير التخطيط. وعلى العكس من برلمانات مبارك التي كانت تصدر القوانين بالاملاء انتقد النواب واحدا بعد الاخر الجنزوري قائلين ان حكومته بطيئة في معاقبة المتهمين بقتل المتظاهرين وتعويض أسر القتلى وتوظيف المصابين.وقال الجنزوري ان الحكومة قدمت 30 ألف جنيه (5000 دولار) لاسرة كل شهيد لكن قيادي حزب الحرية والعدالة عصام العريان طالب بمئة ألف جنيه تعويضا عن الشهيد. وقال أعضاء في مجلس الشعب ان الجنزوري تحدث بنفس الطريقة التي كان يتحدث بها حين كان يعمل في ظل مبارك في اشارة الى أنه كان يشكو من صعوبة الاوضاع التي تمر بها بالبلاد خاصة في المجال الاقتصادي وأن علاجها يستغرق وقتا. وفتح أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الطريق فجأة أمام النشطاء الذين اقتربوا من المجلس مرددين هتافات ضد المجلس العسكري ثم واصلوا سيرهم الى مبنى الاذاعة والتلفزيون القريب حيث ينظمون اعتصاما هناك منذ أيام