إذا كانت الصور المنطبعة عن الرؤساء في العالم العربي (لا التي يتم ترويجها لهم) قريبة الشبه من شخوصهم؛ فذلك لأنها صور غير مصنوعة بحرفية بقدر كونها لشخصية صاحب الصورة... وتصرفاته حيال المواقف ,، وقراراته في الأزمات بكل ألوانها، وهي صور يثمِّنها انعكاساً ويرسم ملامحها وسماتها كل منا وفقاً لقناعاته السياسية ومصالحه الخاصة . ذلك البعد بين الحقيقة وبين ما يشاع حول تلك الشخصية من قبل الحاقدين عليها .. هو خطأ ترتكبه تلك الشخصية في انتقاء الاشخاص والبطانة التي لا تقوم بإعدادها وفق مقتضيات الوقت والمرحلة ... بل تظل تلك الشخصيات ضاحكه مبشرة بحلم جميل .. وملتهية في عد العطايا متاسبقة لكل ما هو جديد من الخداع والتمجيد الزائف وهم في الوقت ذاته يعرفون ان التزلف لا يخلق مستقبل ولا يظهر له نور اذا احتلك الليل وساد الظلام لا اعتقد من وجهة نظري أن النجاح يولد مع المرء بقدر ما هو يصنعه ويسعى بطرق صحيحه لإيجاده وجعله حقيقة واقعه , فالنجاح ابداً لا يسوق بطرق الابتذال ولا يكون حتما نجاحاً ورقيا خرافيا هلاميا يتلاشى بمجرد ان سلط عليه الضوء .. لانه حتما سيهرب صانعوه في اول اختبار حقيقي لذلك النجاح المزعوم حين تفضح اساليبهم المبتذله . روح المبادرة والسعي الحثيث للقرب من الشارع ومعايشه بعض همومه والاهتمام بطبقه من ابناؤه المثقفين والقادرين على العطاء الفعلي هو النجاح الحقيقي . روح المبادرة تأتي من القول والفعل وليس التخطيط المستمر لمجرد نشوة القات وكأني بلسان بعضهم يقول كلامُ الليل يمحوهُ النهارُ