وسط حالة من تزايد الاستياء والقلق الشعبي بصورة غير مسبوقة جراء الفشل الرسمي الذريع في وقف الانهيار الأمني، كثفت الجماعات الارهابية لتنظيم القاعدة انتشارها في قلب العاصمة اليمنيةصنعاء، وتحولت عمليات القتل اليومية لكبار ضباط الجيش الى مجرد "نزهة بالمسدسات الكاتمة للصوت"- على حد تعبير بعض العسكريين في تصريحاتهم ل"نبأ نيوز". أمس الثلاثاء ، كانت عناصر القاعدة توجه رسالة تحدي بليغة للسلطات الرسمية بتنفيذ عمليتين في محيط مبنى وزارة الدفاع اليمنية، أودت الأولى بحياة مستشار لوزير الدفاع فيما الثانية افضت الى اصابة ضابط كبير بجروح، بجانب عمليات اخرى في مناطق يمنية أخرةى.
فقد قام مسلحان يستقلان دراجة نارية باغتيال العميد "فضل محمد الردفاني" امام وزارة الدفاع بمنطقة باب اليمن وسط العاصمة صنعاء باطلاق الرصاص عليه ولاذا بالفرار، حيث ان "الردفاني" يعمل مستشاراً لوزير الدفاع، كما يعمل ضابطاً في محور ثمود بمحافظة حضرموت. عملية اغتيال "الردفاني" تؤكد - حسب مراقبين عسكريين- أن اختراق القاعدة وصل الى قلب وزارة الدفاع- حيث أن "الردفاني" كان في زيارة للوزارة ولم يكن تواجده فيها دائمياً. في نفس المنطقة، وفي نفس اليوم، اطلق مسلحون الرصاص على العقيد في الحرس الجمهوري "سليم الغرباني" في منطقة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء، لينقل الى المستشفى في حالة صحية حرجة.. وفي نفس اليوم أحبط رجال الأمن محاولة إرهابية لتفجير سيارة أحد ضباط الأمن المركزي بالعاصمة صنعاء، وتم القبض على أحد العناصر الإرهابية وهو يحاول زرع قنبلتين تحت سيارة ضابط بالأمن. وفي غيل باوزير بحضرموت اغتال مجهولون يستقلون دراجة نارية نجل مدير الاستخبارات السابق عوض العاجم باطلاق الرصاص عليه. هذا وقد أصبح شائعاً في الأوساط الشعبية أسماء أحياء سكنية في العاصمة تتخذها عناصر تنظيم القاعدة ملاذاً رئيسياً ، كما هو الحال مع منطقة "سعوان" ومسيك" و"نقم" و"السنينة"، غير أن السلطات لم تتخذ اي اجراءات للحد من هذا الانتشار السريع للقاعدة، خاصة في ظل إطلاق ايدي الكثير من المساجد لمواصلة حملات التعبئة المتطرفة ونشر ثقافة الكراهية.. كما لم تتخذ اي اجراءات تجاه الدراجات النارية التي اصبحت الاداة الرئيسية لتنفيذ عمليات القاعدة. كما أن المراقبين العسكريين يؤكدون ل"نبأ نيوز" أن ساحة التغيير في صنعاء التي هجرتها القوى المدنية باتت أحد أخطر ملاذات العناصر الارهابية والمتطرفة، حيث انها تمثل منطقة مغلقة يحظر على أجهزة الامن دخولها لأي سبب من الاسباب. وباتت مقراً للعناصر الارهابية تحتفظ فيها بغرفة عمليات خاصة، ومنها تنطلق مجاميع المراقبة والرصد ايضا.. ورغم أن ذلك ثبت للسلطات الرسمية بحادث محاولة اغتيال وزير الدفاع قرب رئاسة الوزراء غير أن السلطات لم تحرك ساكناً لردم أحد أهم معاقل التطرف في العاصمة.