خرج صباح اليوم الأربعاء بالعاصمة اليمنيةصنعاء نحو (100) ألف متظاهر في مسيرة غضب على العدوان الصهيو- أمريكي على الشعب العربي في لبنانوفلسطين، أقرها مجلس النواب وشاركت فيها مختلف القوى السياسية والوطنية وتقدمها معظم الوزراء وكبار المسئولين في الحكومة اليمنية، فضلاً عن أبناء الجاليتين اللبنانيةوالفلسطينية في اليمن توجهت إلى مكتب الأممالمتحدة وسلمت ممثلها الدائم بصنعاء مذكرة احتجاجية على العدوان الصهيوني وعلى صمت الأممالمتحدة إزاء المجازر التي ترتكب بحق شعبنا العربي. وخلال تجمهر المتظاهرين في ميدان السبعين أكد المتحدثون من مختلف القوى موقف اليمن مع خيار مقاومة المحتل، وشدوا على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينيةواللبنانيةوالعراقية، وصبوا جم غضبهم على مواقف الحكومات العربية المتخاذلة التي تنتظر إذن الكيان الصهيوني في مقاومته، والتي تتباكى على العمران والبنى التحتية اللبنانية، والتي لم تجرؤ حتى على إصدار بيان شجب وتنديد بالعدوان، محذرين الحكام من طوفان الشارع الهادر إذا ما لازموا صمتهم وتخاذلهم عن نصرة إخوانهم. ففي كلمة ألقاها الشيخ سلطان البركاني- الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ورئيس كتلته البرلمانية- خاطب الشعبين اللبنانيوالفلسطيني قائلاً: أن أبناء الشعب اليمني يقفون معكم بعد أن تخاذلت الأنظمة العربية وظلت تسمع وانتم تقتلون ونيران الأعداء تلتهمكم .. أننا هنا في هذا المكان نعلن موقفنا التضامني واستعدادنا الكامل مع الأشقاء، ونناشد من جديد زعمائنا العرب الذين أنفوا خيارات المقاومة أن يعدلوا إلى خيارات المؤتمرات على الأقل إلى خيارات الشعب بدلاً عن الشجب والتنديد أو بدلا عن الصمت المزري الذي نعيشه هذه الأيام". وأضاف : "ماذا نصنع اليوم إن الشعوب العربية وإخوانكم في اليمن على استعداد كامل للوقوف معكم وليس بأيديهم حيلة للوصول إليكم أنهم صابرون ومجاهدون معكم ومناضلون يعيشون آلامكم وأحزانكم ويألمون معكم للحالة التي وصل إليها العالم العربي وقياداته والزعماء العرب الذين تجاوزوا هذه المرة صيحنة الشجب والتنديد إلى البكائية والندم والى الصمت (ومن يهن يسهل الهوان عليه فما لجرح لميت إيلام )" وأكد الشيخ البركاني: "إننا في صنعاءاليمن لا نزايد على القادات العرب وإنما نصرخ على الأقل هناك مبادرات سياسية طرحت ونداءات طرقها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لعقد مؤتمر قمة طارئة على الأقل، فإذا كنتم على المواجهة العسكرية غير قادرين، والمؤتمرات غير قادرين، والشجب والتنديد -هذه المرة- غير قادرين.. ماذا تستطيع أن تفعله هذه القيادات!؟ هل تريد الشعوب أن تتحرك لتتحول إلى طوفان هادر ضد الحكام أم ماذا يريد الحكام ..!؟" وحول اللجوء للأمم المتحدة قال البركاني:"أن آمالنا بالأممالمتحدة وبالقوى الدولية آمالا قد ماتت تماما .. نحن قد اجتمعنا قبل أسبوعين فقط في هذا المكان وبمسيرة حاشدة إلى الأممالمتحدة أثناء تدمير غزة واليوم تعودوا من جديد فنذهب إلى ذلك المكان الذي نعلم انه لا يقدم ولا يؤخر شيئا وأن الشرعية الدولية أصبحت تبرر لإسرائيل وللقوات الكبرى والولايات المتحدة والصهاينة أفعالهم وإنما أصبح شاهد زور لا يستطيع أن يحمي العالم أو القانون الدولي ولكننا في ظل التخاذل العربي سنذهب إلى ذلك المكان لأنه آخر الوسائل للمهزومين.. للجبناء.. لغير القادرين على الدفاع عن أنفسهم".
كما ألقى سلطان العتواني- أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري- كلمة باسم أحزاب اللقاء المشترك، حيا في مطلعها أبناء الشعب اليمني على التفاعل مع قضية شعبنا في فلسطينوالعراقولبنان، وقال :" احيي شعبنا الأبي في اليمن على مواقفه الرائعة في قضية المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية .. لقد اثبت هذا الشعب دائما بأنه مع قضايا أمته العربية ومع قضايا الحرية ومع قضايا الاستقلال". وأضاف: "ان إخوانكم في فلسطينولبنانوالعراق يوجهون الضربات تلو الضربات لأعداء الأمة العربية للأمريكان والصهاينة وان هؤلاء المقاومون عزل لا يمتلكون أسلحة الدمار الشامل بل أن سلاحهم هو الإيمان بالله والإيمان بالحق والإيمان بالقضية" وأكد العتواني: "لقد اثبت المقاومون في فلسطينولبنانوالعراق بأنهم أقوى من ترسانات الأسلحة التي يمتلكها العدوان وأقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم سواء من دوائر الاستعمار أو من دوائر الرجعية.. ان الرجعية العربية والحكام العرب يحاولون اليوم أن يهولوا من قضية المقاومة وأن يطلبوا من المقاومة ان تستأذن العدو الصهيوني متى تضرب ومتى لا تضرب، لكن المقاومة أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أنها قادرة على ان توجه الضربات للعدو الصهيوني وان تصيب جيش العدو الذي لا يقهر بمقتل" وأشار العتواني إلى أنه "عندما قام أبطال المقاومة بأسر الجنود الصهاينة قامت الدنيا ولم تقعد وقاوموا وطلبوا من المقاومة ان تخرج الأسرى الإسرائيليين لكننا نطالب المقاومة بأن تشدد قبضتها وان لا تفك أسر الأسرى إلا بإطلاق أسرانا"، منوهاَ الى : "ان الأسرى العرب لدى الكيان الصهيوني عشرات الآلاف إنما العالم كله العالم الجبان العالم الغربي العالم العنصري الذي لا يعرف إلا القوة يطالب إخواننا المقاومون أن يستمروا بمقاومتهم وان لا يطلقوا سراح الأعداء الا باندحار الاحتلال الصهيوني وغلا بإطلاق سراح الأسرى" وأكد: " أننا أيها ألأخوة في هذا القطر العربي الشقيق نؤمن كما يؤمن أشقاؤنا بالمقاومة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وان هذه المقولة تتجسد اليوم على ارض فلسطين وتتجسد على ارض العراق وتتجسد على ارض لبنان" وخاطب الجماهير المتظاهرة: " ان موقفكم الدائم سيكون له الأثر في مواجهة صواريخ الصهيونية وقنابلها وطائراتها عليكم ايها الأخوة أن تنصروا إخوانكم المجاهدين في لبنانوفلسطينوالعراق لكي يندحر العدوان ولكي يخسأ الخاسئون الذين يحاولون ان يمرغوا كرامة الأمة أن كرامة الأمة بيد المغامرين اليوم في حزب الله والمغامرون في حماس والمغامرون في المقاومة العراقية" كما ألقت فايقة السيد كلمة باسم نساء اليمن والقطاع النسائي للمؤتمر الشعبي العام أكدت خلالها موقوف اليمن في خط الدفاع الأول مع الشعبين اللبنانيوالفلسطيني ، منتقدة المواقف العربية المتخاذلة ومنوهة الى أنه " أراد البعض بكلمة حق ان يحقق باطل..وأراد البعض بالبكاء والعويل على العمران في لبنان ان يحقق أيضا باطل"، مؤكدة " نحن معا دائما في الخط الأول دفاعا عن شرف هذه الأمة.. ونقول مزيدا من الالتفاف، ومزيدا من البلورة والتأييد لمبادرة اليمن التي تقدم بها قائد مسيرتنا علي عبد الله صالح بعقد قمة عربية طارئة". واختتمت فائقة السيد كلمتها بقولها: "أن مشكلتنا في اليمن مع العالم العربي ما عندنا فلوس كثير وإلا بنكسب اكبر المبادرات .. أسخف المبادرات يفرضوها بفلوس، لكن نحن عندنا دم وعندنا شعب قادر ان يضحي ويؤازر أخوته".
وفي السياق ذاته ألقى الدكتور قاسم سلام – أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي- كلمة تأكيد لدعم خيارات المقاومة وهاجم المواقف العربية "الجبانة"، كما شارك كلاً من سعادة سفير دولة فلسطينبصنعاء بكلمة، وأخرى للسيد وليد عكاوي – أمين عام الجالية اليمنية تحدثوا في كلماتهم عن وحشية العدوان الصهيوني والمؤامرة الدولية ، وأشادوا بالدعم الكبير المقدم من قبل الشعب اليمني وقيادته السياسية معربين عن امتنانهم لذلك، ومؤكدين أن الشعب اللبنانيوالفلسطيني سائران على طريق المقاومة والصمود ولن يركعا للعدوان الصهيو – أمريكي مهما كلفت التضحيات.