تكسرت الأقلام، وتصلبت الأنامل، وخرست الألسن، وتحطم الشرف العربي، وضاع الضمير العالمي، وتاهت الأممالمتحدة في دهاليز البيت الأبيض، وخرجت النساء من تحت قبة البيت الأبيض تصرخ بوجه الزعامات العربية قائلة: لا وقف لإطلاق النار في الوقت الحاضر في لبنان؟ هكذا قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مناظرة غير متكافئة مع وزير الخارجية المصري !! إنها مأساة القرن، ولم نعد قادرين على ا لكلام.. مَنْ يوقف هذا الحقد الصهيوني على الشعبين العربيين الفلسطيني و اللبناني؟ مجلس الأمن؟ كلا! جامعة الدول العربية؟ كلا وألف كلا! .. التاريخ يعيد نفسه والماسي تتكرر في فلسطينولبنان والعراق، ماذا نفعل؟ عاجزون.. صامتون لا نقدر على تحريك بنت شفة. ! هل نحن عرب؟ والى أية امةٌ ننتمي؟ صور موتى هنا، وأشلاء أطفال هناك، وعربية مسلمة حرة تنتحب شرفها.. هناك امة ثكلى لا عائل لها- نعم الأمة العربية ثكلى، فقدت عائلها وها هي اليوم تُنتهك حرماتها في شوارع الغرب، وفي حوانيت اليهود وبني صهيون.. في نيويورك، وواشنطن، ولندن، وباريس وووو....... الخ. توحدت الأمم الكافرة على العربي المسلم هذا الإنسان الذي لم يرتكب المحرمات سوى انه أراد أن يطالب بحقه المسلوب فلم يجد من يعيد له ما سلب منه! الضحية تُحاكَم، والمجرم يُكافئ- نحن اليوم في زمن الذل العربي- فلسطينولبنان وليل طويل من الصمت الرهيب.. دور تُهدم، وارض تُحرق بأيدٍ آثمة لا يردعها رادع، وسلاحنا في المخازن أكل الدهر عليه وشرب، وجيوشنا نربيهم كالخرفان لا فائدة لهم. حسناً فعلت سويسرا عندما قررت إن تجعل بلادها بدون جيش فوفرت الأمن والأمان والعيش الرغد لكل أبناء شعبها ولم تعد هناك ميزانية دفاع ولا ميزانية أسلحة ولا يحزنون.. ماذا نفعل بجيوش لا تستطيع إن تدافع عن شرف الأمة وكرامتها !؟ فضائيات عربية وأجنبية تنقل لنا أبشع الصور، وأقذر المناظر من فلسطينولبنان.. ماذا فعل قادة الأمة العربية؟ وزراء الخارجية فشلوا في الخروج بقرار موحد يدينون به العدوان ويدعوا لمساندة الشعبين العربيين المظلومين في فلسطينولبنان. اليمن يدعو إلى مؤتمر قمة عربي للزعماء العرب من اجل التباحث في كيفية مساعدة لبنان فيخرج من يتندر على هذه الدعوة، وآخر يلتزم الصمت، وثالث يمتنع.. إنها مهزلة عربية نعيش فصولها .. حزب الله هو الوحيد الذي اثبت للعالم وللعرب - بصفة خاصة- إن الأمة العربية مازالت بخير، وان صلاح الدين الأيوبي سيظهر من صلب هذه الأمة المغلوبة على أمرها. ليلٌ طويل، ونهارٌ بطي، ودماءٌ تسفك وبطون تُبقر، والمشهد يتكرر في لبنان.. بالأمس ذُبح العرب في صبرا وشاتيلا على يد شارون، واليوم لبنان - كل لبنان- يذبح على يد خليفة شارون فأين أنتم يا عرب؟ إذا لم تحرك تلك المناظر الضمير فيكم فمتى سيتحرك ضميركم؟ وإذا لم تستثار حميتكم بصراخ تلك النسوة في فلسطينولبنان فمتى ستثار حميتكم ؟ أيها العرب أأنتم عرب ٌ بحق؟ هل فيكم بقايا ضمير حي؟ نعود ونقول : إسرائيل ولبنانوفلسطين وليل طويل من الصمت العربي الرهيب ؟ انهض يا عمر.. انهض يا علي.. انهض يا عثمان.. قم يا بن الوليد.. وأسرع يا صلاح الدين فالأمة تُذبح، والعرب تتفرج، وليلنا طال، وصبحنا لم يظهر بعد.. فتباً لأمة نحن منها!! * مستشار الجالية اليمنية بالمنطقة الشرقية [email protected]