لعبة اخترعها أجدادنا العرب لكبح طيش الصبيان أسموها «أم الصبيان» و«صَياد»، وفي بعض البلدان «السُعلاة»، وصنعوا لها أعمالاً خارقة، ونجحوا في إخافتنا بها.. ولم يعلموا أنها ستتحول ذات يوم إلى لعبة سياسية دولية ترهب بها أمريكا حكوماتنا. أمس الأول خرج الدكتور أيمن الظواهري على الشاشات ليقول إن تنظيم القاعدة لن يقف متفرجاً إزاء ما يحدث في لبنان..! وكلنا يعلم أن الظواهري سبق أن أفتى بكفر حزب الله، وأن من هم على ملته دعوا قبل أسبوع في خطبة الجمعة أهل السنة لقتال حزب الله «الرافضة» رغم أن الأخير يخوض حرباً ضد الكيان الصهيوني.. إذن ما الذي تبدل لينقلب الظواهري على هذا النحو..!؟ الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن ابن لادن، والظواهري، وأسماء عديدة تتصدر قائمة تنظيم القاعدة سيظهرون خلال الأيام القادمة في عواصم عربية وإسلامية مختلفة، لأن الولاياتالمتحدة قررت هذا الشيء.. قررت تدويل القضية اللبنانية، فبدلاً من أن يكون العدوان الصهيوني على حزب الله، أو المقاومة اللبنانية لماذا لا يتحول إلى حرب دولية ضد الإرهاب، وضد تنظيم القاعدة الذي قتل آلاف الأمريكيين في الحادي عشر من سبتمبر..! ولعل هذه الذرائع ستكون مقبولة للشارع الأمريكي والغربي لمواصلة العدوان، أو حتى لتدخل أمريكي في لبنان وسوريا وإيران وغيرها. الولاياتالمتحدة قررت تحويل العدوان الصهيوني إلى حرب ضد الإرهاب لذلك، خرج الظواهري ليعلن أن القاعدة لن تقف مكتوفة الأيدي.. وعندما تقرر أمريكا ضرب إيران سيخرج قبلها الظواهري ليقول إنه سيقف مع «إخوانه الشيعة في إيران»، وإذا استهدفت اليمن سيسبقها تصريح للظواهري يقول فيه إنه عاد الى «وطن» سيّده أسامة بن لادن لأنه قرر الموت في هذه البقعة الطاهرة.. وسيخرج الظواهري وابن لادن وغيرهما من الأسماء التي ارتبطت بالحرب الدولية على الإرهاب في كل بقعة تخطط الولاياتالمتحدة لحشد تحالف دولي للعدوان عليها. ومعنى ذلك أن هذه الشخصيات لم تعد لها وجود حي إلا داخل أحد المعتقلات الأمريكية إن لم تكن قد قتلت وأن الولاياتالمتحدة تستثمر تكنولوجيا هوليوود السينمائية لصناعة الأشرطة التي نراها على الشاشات.. قد لا يعقل البعض كلاماً كهذا لأنه لا يتخيل مستوى التقدم التكنولوجي الذي وصله العالم، لكن من لديه مغترب في الولاياتالمتحدة فليسأله عن هذا الأمر، وبالتأكيد ستأتيه الإجابة بأنه ما عليه إلا أن يدفع «25» دولاراً في إحدى استوديوهات هوليوود ليحصل على فيلم ببطولته، وبهيئته، وصوته وهو يقوم بالأعمال الخارقة! الأمريكان يعتمدون في الكثير من أسباب وجودهم ونفوذهم على الانثرولوجيا وعلم الباراسيكولوجي، ويعملون على دراسة تراث الشعوب وأساطيرهم، وتراكيبهم الاجتماعية واستلهام الخطط الإستخبارية منها.. وهم اليوم يلعبون نفس لعبة أجدادنا الأوائل، فيخلقون «أم الصبيان» التي يرعبون بها الشعوب التي يغلبها الجهل في تصديق كل هذا، وكذلك الأنظمة الجبانة التي لم تتعلم بعد فنون الحرب النفسية.. فكلما رفع أحد رأسه قالوا له إن «أم الصبيان» ستأتي لتبتلع الرؤوس ونحن قادمون لتخليص العالم من شرورها..! «أم الصبيان» الأمريكية قتلت آلاف الأفغان، فيما الأمريكيون يتعقبونها.. وقتلت مئات آلاف العراقيين، فيما الأمريكيون يتعقبونها، واليوم يلاحقونها في الصومال، وفي غزة، وفي لبنان.. وما زال الأمريكيون يقولون إنهم يلاحقونها.. ولن يخلصوا العالم من شرورها حتى تكتمل رؤوس المسلمين وحينها فقط ستسمعون أن أمريكا قتلت ابن لادن، وقتلت الظواهري.. أما الآن فانتظروا خبراً أمريكيا جديداً يقول إنهم اكتشفوا أن هناك علاقة تربط الظواهري أو بن لادن بالسيد حسن نصر الله.. أو أنهم أرسلوا "المجاهدين" إلى لبنان وسوريا لتنفيذ عمليات إرهابية إلى جانب حزب الله ضد الإسرائيليين!!